حين تُبحر الأحلام من ضفاف أمدرمان نحو شواطئ دار السلام… فلوران و”عزام” يغازلان قلب الهلال*

*وشوشة الرياح: حين تُبحر الأحلام من ضفاف أمدرمان نحو شواطئ دار السلام… فلوران و”عزام” يغازلان قلب الهلال*
✍️ أنور ابنعوف
في فضاء كرة القدم، لا تُقاس الأحداث فقط بعدد الأهداف أو صافرات الحكم، بل هناك ما هو أعمق: تقاطعات المشاعر، تحوّلات الانتماء، وارتباك الألوان بين اللحظة والذاكرة.
هناك وجوه تظل عالقة في قلب المدرجات حتى بعد الرحيل، وفلوران إبينيغي هو أحد تلك الوجوه التي غادرت دون أن تُغادر تمامًا.
الرجل الذي زرع في الهلال شخصية تكتيكية متوازنة، لم يكن مجرد مدرب عابر. بل كان ملامح مشروع كامل، نُصفه أنجز، ونُصفه الآخر تعثّر.
واليوم، وبين أمواج دار السلام، وعلى ضفاف مشروع جديد مع نادي عزام التنزاني، يُعلن فلوران عن شروطه لتشييد الفريق القادم.
*الشروط لم تكن فنية بحتة… بل كانت عاطفية:*
– المدرب خالد بخيت، الذي شاركه غرف القرارات وميدان الرؤية الفنية. حيث طالب ادارة عزام لانفاذ مشروعه كل من
– إيمي تندينج، الذي يعرف متى يوقف الزمن بتمريرة، ويعيد التوازن في قلب المعركة.
– المدافع أبيويلا، الصخرة الهادئة التي لا تهتز في وجه العواصف.
– ياسر مزمل، الجناح الذي يُشبه الريح حين تُلامس أطراف العَشب.
هذه ليست مجرد قائمة انتدابات، بل استدعاء لروحٍ زرقاء يريد فلوران أن يسكبها في جسدٍ تنزاني.
وهنا تبدأ الحكاية الحقيقية…
هل الهلال قادر على الإمساك بخيوطه الداخلية؟*هل يستطيع أن يُقنع أبناءه أن تاريخه ليس مجرد ماضٍ مجيد، بل حاضر يستحق أن يُعاش؟
أن يقول لياسر مزمل إن الجماهير التي تهتف لاسمه تستحق أن يسمع صداها في كل ركضة؟
وأن يخبر تندينج أن تمريرته داخل ملعب الجوهرة تُساوي أكثر من هدف في ميدان غريب؟
وأن يهمس لخالد بخيت أن مشروع الهلال لا يزال ينبض… لكنه يحتاج إلى ثبات القلوب؟
فلوران، في نهاية المطاف، ليس خائنًا ولا مارقًا… إنه مدرب يتبع رؤيته، ولكنه أيضًا يُدرك جيدًا من أين أتى، ومن أين اشتعلت شرارة حلمه.
ولذلك، فاستدعاءه لهؤلاء ليس عبثًا… بل لأنه يعرف قيمتهم الحقيقية.
والسؤال الأعمق:
*هل يتعامل الهلال مع لاعبيه كمجرد أرقام وأسماء؟*
أم يستطيع أن يزرع فيهم جذورًا، تجعل الرحيل صعبًا، حتى في وجه المغريات؟
لقد فقد الهلال كثيرًا حين ظن أن الانتماء يُصنع بالعقود فقط… فالانتماء الحقيقي يُكتب في غرفة الملابس، ويُصاغ في تدريبات الصباح، ويُحفر في ذاكرة الانتصارات والدموع.
والآن، على الهلال أن يختار:
أن يُقاتل من أجل روحه…
أو يتركها تُقلع نحو دار السلام دون أن يُلوّح لها حتى بكفّ.
ما بين عزام وأمدرمان، هنالك قصة تُكتب… وعلى الهلال أن يُقرر كيف يريد أن تنتهي.
فالأندية لا تُهزم في الميدان فقط… بل حين تتساهل في حماية قلوبها.
**ربما لم يُغلق فلوران الباب بعد…
لكن الهلال، إن لم يسرع، سيجد الباب يُغلق على أحلامه هو.
تحياتي …
Share this content: