هل سقط الاتحاد في اختبار الجدية؟
في مشهد يُضاف إلى سلسلة مظاهر غياب الاحترافية داخل منظومة الاتحاد السوداني لكرة القدم، جاءت *قرارات لجنة المسابقات* لتمنحنا درسًا سلبيًا في كيفية إدارة المنافسات.
قرار *إلغاء مباراة النهضة الدمازين والأهلي نيالا* بدعوى أنها “لا تؤثر على المنافسة” يكشف حجم التهاون الإداري، وانعدام الرؤية الرياضية، في وقت يُفترض أن يكون فيه الاتحاد حاميًا للعدالة التنافسية لا هادمًا لها.
نعم، المباراة لا تغيّر شيئًا في حسابات التأهل، ولكن هل أصبحت *جدية المباريات مرهونة بالنتائج فقط؟*
هل تحوّلت كرة القدم في السودان إلى حسبة مكاتب لا تُعنى بالشرف التنافسي، أو مبدأ تكافؤ الفرص، أو حتى مجرد إغلاق الموسم بطرق محترمة؟
مباراة كان يمكن أن تعني الكثير للاعبي الأهلي نيالا، الذين لا تزال لديهم فرصة لتحسين ترتيبهم، أو حتى إثبات الذات على أمل فرصة لاحقة في فرق أخرى. فما الرسالة التي يُرسلها الاتحاد؟ أن اللعب عندما لا يعني الكأس لا يعني شيئًا؟!
قرار الإلغاء ليس فقط *سابقة مريبة*، بل هو طعن في مصداقية الاتحاد نفسه.
فمن يمنح نفسه حق إلغاء مباريات رسمية، يمنح الآخرين غدًا الحق في *الانسحاب أو التراخي أو حتى التلاعب*، مادامت النتائج “لا تؤثر”.
*الرياضة ليست نتائج فقط… بل احترام للميدان، للّوائح، وللجمهور.*
وإن كان الاتحاد لا يعي ذلك، فعليه أن يراجع نفسه قبل أن يُراجع سياسته في التعامل مع التنظيمات الرياضية.
Share this content:
