وجيت أقول مبرووك عليك (17)..

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (17)..
أواصل في الحلقة (17) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
نفس اليوم الشفت فيهو (العرسان) في الجوازات الصباح ، هم رجعوا البيت مساء.
ولقيت (صاحبي) عِرف إنهم رجعوا البيت عن طريق إحدى صديقات العروس.
رجعت العرسان أعادة بعض التوزان لصاحبي بالإضافة للحبوب .
المهم ..
قلت ليهو : السفر بعد بكرة إن شاء الله.
قال لي : أنت مستعجل للسفر دا مالك؟
قلت ليهو : ما في إستعجال أنت قلت بتسافر بعد العرسان يجوا وهسه الحمدلله جوا.
ثم إنو صاحبك دا وصل السعودية ومنتظرنا.
قال لي : كويس.
بقت المشكلة الكبيرة كيف أوريهو إني ما ماشي معاهو العُمرة.
(أختو) قالت لي : والله لو عِرف ما ح يسافر.
وكمان حركة النسوان في بيتهم بقت كتيرة.
الجارات بقن طوالي في البيت بودعن (أمو) وكدا يعني.
وكنت خايف إنو هو يعرف من الناس إني ما ماشي معاهو.
وفي نفس الوقت ما عايز أكلمو إلا في الوقت بدل الضائع عشان ما يعرف يتصرف.
المهم .. أول حاجة مشينا أنا وأختو نجيب شريط من (الحبوب) ديك.
عشان يشيلها يسافر بيها.
وللأسف (الروشتة) الكتبها لينا الطبيب في حوادث أم درمان ضاعت.
و(الحبوب) دي بالذات ما بتتصرف إلا بقرار طبي.
ولا فيها لعب ولا هظار.
عشان كدا قلت لأختو أرح معاي عشان بتاع الصيدلية لو شافنا الأتنين ما أظن يشك في الموضوع.
مشينا الصيدلية الفي شارع الوادي ولقينا (بت).
وريتها في التلفون صورة لشريط الحبوب.
قالت لي : ما في.
قلت ليها : لا في والله.
قالت لي : كيف أنا أقول ليك ما في وأنت تقول في ؟
قلت ليها لأنو جيت شلتها قبل تلاتة أيام.
قلت لي : إنتهت.
(أختو) إتكلمت معاها قالت ليها والله العظيم الحبوب لأخوي وعيان وعندو كدا وكدا وحكت ليها قصة طويلة.
ونحن بنحنس فيها جا الدكتور يبدل معاها (الوردية) تقريباً.
وهو نفس الدكتور الكان شلت منو المرة الفاتت.
المهم .. أدانا الشريط بعد تعب.
من الصيدلية مشينا السوق العربي إستلمنا (التذاكر).
تذكرتين (هو وأمو).
نزلت (أختو) في موقف المواصلات إتوكلت مشت ، وأنا طلعت عندي مشوار قريب مدينة (جياد) الصناعية.
مشوار ما كان ينفع يتأخر.
بعد المغرب جيتو في البيت.
قلت أسلمو (التذكرة) وأوريهو إني ما مسافر معاهو.
قلت ليهو : يا حبيب لا الله إلا الله.
قال لي : محمد الرسول الله.
قلت ليهو : عندي ليك تلاتة أخبار سمحة ، وخبر واحد ما سمح.
أول كلمة قالها لي وياريتو لو ما قالها.
قال لي : (فلانة) ح تتطلق صاح ؟
والله يا جماعة لما قال لي كدا أنا من الإستياء والزعل والله قربت أديهو (كف) .
قلت ليهو : كيف يعني ح تطلق ؟
قال لي : شنو الكيف ؟ الناس بيطلقوا كيف ؟
قلت ليهو : تطلق ليه ؟ عشان شنو يعني ؟
ما رد.
قلت ليهو أنت عايزها تطلق ولا شنو ؟
ما رد.
قلت ليهو : إنتهينا من الزفاف وشهر العسل وداير تمسك في الطلاق ؟
أنت ما بتخجل ولا شنو ؟
قلت ليهو : شوف أقسم بالله أنا أعرف إنك بقيت سبب في أي مشكلة تخص الزولة دي تاني لا بيني لا بينك.
قلت ليهو الكلمتين دي وطلعت طوالي.
ما كلمتو بالعمرة ذاتو.
زعلني جداً.
رجعت البيت إتصلت علي أختو.
قالت لي في شنو ؟
حكيت ليها كلامو كلو.
قالت لي أنا شاكة إنو (فلانة الفلاني) قاعدة تتكلم معاهو وبتديهو في تفاصيل وبتحكي ليهو.
طوالي إتصلت عليها.
قلت ليها : عايني لو تاني اتواصلتي مع الزول دا أو رديتي علي مكالماتو والله بكلم صاحبتك عشان تعرف إنك عايزة تعملي ليها مشاكل في بيتها.
البت خافت خوف شديد ونكرت وقالت لي ما في كلام زي دا.
قلت ليها : المهم كلمتك.
أنا صراحة عقلي بقى يودي ويجيب.
زول بفكر في (الطلاق) والبت لسه ما تمت شهر.
الموضوع دا دخل فيني إحباط ما طبيعي.
وبديت أحس إنو صاحبي دا صعب صعب صعب ينسى الزولة دي.
أنا وغيري من الناس كنا عارفين إنو (الزولة دي ما بتتعوض ولا بتتنسي).
زولة من الصعب تلقى زيها .
لكن كمان هو عارف الأسباب وعارف إنو هي ما في يدها حاجة.
قضيت الليل دا كلو إحباط.
وبيني وبين نفسي قلت بمشي الصباح بقول ليهو : دي تذكرتك ودي تذكرة أمك وأنا ما مسافر معاكم.
حسيت إنو ما في فايدة ، زول بدأ يفكر في (الطلاق) معناها دا مسلسل بتاع جنون لا نهاية له.
المهم .. الصباح مشيت لقيتو قاعد في كرسي في الشارع بره.
كان (مستحمي) و(نضيف) جداً.
ورايق روقان يحير ذاتو.
والله شفتو نسيت إني زعلان.
ساي كدا إتكيفت.
بعد السلام طوالي قال لي : شايفك أمس زعلت من كلامي.
قلت ليهو : لأنو الكلام دا ممكن يقولو أي زول إلا أنت.
قال لي : معليش والله بعتذر وربنا يسهل.
رغم إنو كان رايق وأعتذر لي لكن في حاجة ما عجبتني.
فجأة حسيت بحاجة ما طبيعية.
زول مبسوط كدا ومستحمي معناها بفكر في حاجة كبيرة.
قلت ما مشكلة كدا أكلمو بموضوع العُمرة وبعد داك نشوف.
قلت ليهو : صاحبك عامل ليك مفاجأة.
قال لي : صاحبي منو ؟
قلت ليهو : فلان (بتاع العُمرة).
قال لي : مفاجأة شنو ؟
قلت ليهو : المفاجأة إنو أمك برضو ح تمشي معانا العُمرة.
والله أول كلمة قالها قال لي : الله أكبر ولله الحمد وقام من الكرسي عديل.
قال لي : معناها السفر لسه.
قلت ليهو : لا السفر بكرة.
قال لي : كيف السفر بكرة ؟
والحاجة ح تسافر كيف وهي ما جاهزة ؟
قلت ليهو صاحبك جهز ليها الورق وطلعنا الجواز وقال ما يكلموك عشان ما نحرق المفاجأة.
قال لي : كذاب والله.
وخلاني واقف في محلي ودخل لأمو جوة.
إتكيف من الموضوع شديد.
ودي ما حاجة غريبة عليهو لأنو علاقتو بأمو فيها كمية من الحب الكبير جداً جداً جداً.
دخل جوة وجاني ، قلت ليهو لكن في حاجة.
شنوو؟
قلت ليهو : أنا ما ح أسافر معاكم بطيارة واحدة.
قال لي : لشنو ؟
قلت ليهو : أنا إستلمت تذكرتي وأي حاجة لكن ناس الشغل قالوا أقعد أسبوع في زول في الشغل أخد إجازة بعد يرجع أنا بجيكم.
حسيتو بيهو ما صدق كلامي.
وإحساسو هبط.
فجأة إتغير.
المهم قلت ليهو : أنت طالع مشوار ولا شنو الليلة لابس قميص من آخر الدولاب؟
قال لي : لا عادي.
قعدت معاهو في الشارع مسافة كدا وكل مرة يجي زول يسلم علينا ويأخد ليهو خشم خشمين ويمشي.
خليتو في قعدتو ديك ومشيت.
وأنا طالع شايف في حركة شديدة قدام بيت ناس العروس.
عرفت لاحقاً إنهم عاملين كرامة في البيت (فطور).
حاولت أربط ما بين (مزاج صاحبي الرايق والكرامة دي) لكن لقيت المفروض ما تكون في علاقة.
يعني ناس عاملين (كرامة) دي ما حاجة بتخصو أو دي ما حاجة بتسعدو.
بل بالعكس لو هو عارف موضوع الكرامة دي المفروض يزعل.
يزعل لأسباب كتيرة.
غير موضوع العرس ، زمان لما تكون في مناسبة في بيت ناس صديقتنا العروس بنكون نحن أسياد بيت عديل.
كانت لنا (شنة ورنة).
لنا صولات وجولات وقصص لا ليها أول ولا آخر.
فجأة تبدل الحال وبقى صاحبي غريب وأنا ذاتي غريب.
كنا بنعزم ليهم الناس لما يكون عندهم مناسبة في البيت وهسه نحن ذاتنا بقوا ما بعزمونا.
حال الدنيا والله.
المهم .. إنتهى اليوم بسلام.
تاني يوم اللهو يوم السفر.
دا كان أصعب يوم بالنسبة لي أنا.
كنت متوتر وجايط وخايف.
ما مصدق إنو صاحبي ح يوافق ويسافر.
بحس إنو في آخر لحظة ح يهرب.
الأحساس دا ما فارقني نهائي.
الصباح بدري مشيت ليهو.
ولقيتو بتكلم مع صاحبنا بتاع العُمرة.
وأداني ليهو بالتلفون.
والأمور جيدة جداً.
وبعد غيبة طويييلة شربنا شاي الصباح سوا.
شربنا الشاى برغيف.
والشاي بالرغيف حاجة زي الوجبة عديل.
قال لي : أنت ح تجي العُمرة متين ؟
قلت ليهو : أسبوع إن شاء الله.
قال لي (أختو) ح تمشي ناس خالو تقعد معاهو.
ما ح تمشي لعمو.
قلت ليهو : تمام.
أخد ليهو صنة كدا.
وقال لي : أنا عرفت إنو العريس مسافر بره السودان.
قلت ليهو : القال ليك منو؟
قال لي : هو ح يسافر وهي ما مسافرة معاهو.
طبعاً بيني وبين نفسي قلت ما بخش معاهو في نقاش عشان ما يركب رأس أو يقول ما مسافر العُمرة.
حاولت أختصرو في موضوع سفر العريس وما إتجادلت معاهو نهائي.
قلت ليهو : أول حاجة أعمل عُمرة لأبوك.
وتاني أعمل عُمرة لي روحك واسأل الله إنو يديك بيت جمب بيت صلاح إدريس وعروسة قمر وعربية الغبار حقها يوسخنا عديل.
وأدعي لي معاك.
يوم السفر دا أنا ما فارقتو نهائي.
جيتو الصباح تاني ما رجعت.
قاعد معاهو لاصق لصقة عديل.
طبعاً بالنهار مسك (بطنو) وقال عندو وجع بطن وحمى وقصص كتيرة.
وفعلاً جاتو حمى وكان متغطي بالبطانية عديل نص النهار.
الحمى دي قلقتنا شديد.
وأختو كالعادة فتحت لينا الصالون بيت بكا.
تبكي تقول ميت زول.
لكن قلنا والله بالحمى دي يسافر غصب.
أصلو ما في حل ولا في خيار تاني.
مكمدات وحبوب وغيرو الحمى راحت.
المساء طلعنا المطار وما زال قلبي في يدي.
والله توتر وخوف ما عادي.
أمو فرحانة فرح.
ما بقدر أوصف فرحة أمو.
والله ما بقدر.
الفرح في وشها خلاها بقت سمممحة عديل .
ولا بقدر أكتب عن فرحة أختو.
دي كانت حاجة فوق التصور.
وصلنا مطار الخرطوم.
وطبعاً الزمن داك (حميدتي الغبي) ما كان بفرز الميناء البري من المطار.
زول بليد جداً عمل ليهو حرب أول حاجة فكر في سرقتها (تلاجات المواطنين).
غبي جداً .. لا فكر في القيادة العامة ولا في المدرعات.
فكر في (تلاجات المواطنين).
عشان تعرفو زول بليد كيف؟
المهم ..
دخل الصالة وكملوا الإجراءات والطيارة قامت.
الطيارة دي لما قامت والله يا جماعة أنا ياداب حسيت إني كنت عيان الفترة الفاتت دي كلها.
فجأة حسيت بصداع ولفة رأس ورجفة وسخانة في البول وألم في الضهر ومرار في الخشم ووجع أضان وعيون وأذن وأنف وحنجرة ذاتو.
حسيت إني المفروض أمشي المستشفى أفحص أي حاجة.
رجعنا أنا وأختو.
وأختو من المطار لحدي بيت ناس خالها بتبكي وتتصل في تلفونو.
بتتصل في رقم أخوها.
ما فهمتها بتتصل ليه ؟ ما مصدقة إنو سافر ولا متوقعة إنو الطيارة رجعت؟
تبكي وتتصل.
وأصلو ما قلت ليها ما تبكي.
لانو فعلاً اللحظة كانت صعبة والوجع كبير.
والمعاناة العاشها أخوها كانت كبيرة وصعبة وقاسية.
خليتها تأخد راحتها في البكا وأنا كذلك.
وصلتها بيت خالها ورجعت بيتنا.
وكان جواي أحاسيس مختلفة.
فرح بي حزن.
خوف مع سعادة.
لخبطة كدا حاصلة.
المهم ساعتين كدا وصاحبنا إتصل ، قال لي : الجماعة وصلوا طيبين وبرجع ليك بعد شوية.
بعد مساااافة رجع لي.
وكان بتكلم بي خلعة شديدة.
وإنو ما مصدق إنو الزول دا بقى كدا.
ضعيييف وتعبان.
وشكلو متغير.
وفعلاً يا جماعة صاحبي دا شكلو بقى زي شكل الناس الكانوا معتقلين في معتقلات الجنجا.
شكلو كان مختلف تماماً.
الحب طبعاً بظهر في الشكل سلباً وإيجاباً .
ممكن الحب يبقيك سمين ووجيه .
وممكن الحب ذاتو يخليك ضعيف ومبشتن .
المهم ..
ح أقيف هنا وأواصل بكرة ان شاء الله.
بكرة الحلقة الأخيرة.
وبعدها سأكتب حلقة عن كواليس هذه القصة وبعض التفاصيل الأخرى والظروف المحيطة بالقصة.
وح أنزل (إسكرين) لرسالة جاتني من العروس في الأيام الماضية.
و……
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبروووك عليك ♥️♥️
#محمد_الطيب_الأمين
Share this content: