
عبد المنعم إبراهيم خضر – جدة
أولاً دعونا نبارك لفريق الأمل العطبراوي الفوز المستحق الذي ناله أمام الهلال بعد أداء رائع وقوي بذل فيه لاعبوه مجهوداً بدنياً كبيراً، مما يدل على مخزون لياقي وافر، وإن كنا نظن غير ذلك؛ بحكم توقف النشاط الرياضي في السودان عامة.
هزيمة الهلال من الأمل نتيجة حتمية لعدة أسباب، سنذكرها بعقلانية بعيداً عن العاطفة. أول هذه الأسباب، بل وأهمها حالة الغموض التي اكتنفت قيام دوري النخبة، حيث كانوا تارة يقولون إن البطولة ستقام خارج الوطن، وتارة في بورتسودان، وأخرى في القضارف، وأخرى غيرها قالوا في كسلا، وهذه يتحمل وزرها اتحاد الكرة وحده ولجنة المسابقات تحديداً. وأخيراً بعد أن استيقن الاتحاد (المريخي) أن أجانب الهلال لن يلعبوا داخلياً قرر أن تقام المنافسة في ولاية نهر النيل بعد أن التزم والي الولاية – مشكوراً – بتكفل حكومته بنفقات المنافسة، والتي تهرب الاتحاد منها وهو الملزم بها.
أما من النواحي الفنية؛ فنقولها وبكل صراحة – مع الأسف – فقد انكشف اللاعبون الوطنيون مع مدربهم خالد بخيت، حيث سقطوا جميعهم في الامتحان. ومنذ بداية الجولات، ورغم أن الهلال فاز في مباراتين وتعادل في واحدة قبل أن ينهزم من الأمل لكن شكل الهلال الذي ظهر به أنه فاقد الهوية مفكك الخطوط، وهناك اتكالية مفرطة بين اللاعبين. ولم نرَ أية بصمة فنية تحسب لخالد بخيت، وهو الذي أتته الفرصة على طبق من ذهب – بعد رحيل فلوران – لإثبات وجوده، والفوز بدوري النخبة وكأس السودان، والكأسان في متناول اليد؛ وذلك لضعف المنافس (المريخ).
لا يحق لخالد بخيت أن يتحجج بغياب اللاعبين الأجانب لأن الوطنيين بالهلال هم الأفضل قيمة فنية من كل لاعبي دوري النخبة – مع احترامنا له جميعاً – فقط يحتاجون للتوظيف الصحيح.
ونجاح مدرب كرة القدم الحديثة يكمن في إجادته لقراءة الخصوم قبل المواجهات، ومن ثم وضع الخطط المناسبة لكل مباراة، وكذلك القراءة الفنية الفاحصة للمباراة أثناء سيرها ليظهر شطارته في الشوط الثاني (شوط المدربين).
وفي مباراة الأمل أخطأ خالد بخيت خطأً فادحاً بإخراجه للغربال الذي كان مراقباً بثلاثة من لاعبي الأمل، فإن كان خالد يرى أن الغربال كان سيئاً، كان عليه أن ينتبه أنه كان بحجز مدافعي الأمل في منطقتهم ويمنعهم من الخروج؛ وذلك بمراقبتهم له، وهذه وحدها تكفي لبقائه، لأنه وبمجرد خروج الغربال ارتاح لاعبو الأمل وانطلقوا مهاجمين مرمى الهلال حتى أحرزوا الهدف، ولم يلتفتوا إلى بديل الغربال (على كبة) ولم يعيروه اهتماماً.
هل نجح المعلم كمدرب جدير بقيادة فريق مثل الهلال وفي بطولة سهلة مثل دوري النخبة؟ .. الإجابة حسب رأيي لا .. لم ينجح.
جان كلود تعرض للعنف الزائد من لاعبي الأمل للحد من خطورته، وأتوقع ذلك في بقية المباريات، اللهم استر واحفظ ولدنا الجان من عين الإنس والجان.
أتمنى أن يكون خبر وصول (أحمد سالم وإيمي تدينغ وكوليبالي) صحيحاً حتى يخففوا الضغط على جان كلود، ويتقاسمون معه المراقبة وتحمل اللعب العنيف بدلاً من التركيز عليه وحده.
Share this content: