آراء

“مأساة مجلس… الربح للفرد والدموع للجماهير”

*العمود الحر*
*عبدالعزيز المازري*

*”مأساة مجلس… الربح للفرد والدموع للجماهير”*

**النتيجة طبيعية… لأن الفريق “يتيم”!**

في أجواء ساحرة سبقتها أمطار غزيرة، وزخات مطر طهّرت هواء بربر الحالم، انقلبت الأجواء من لهيب إلى نسائم، وتهيأت المدينة لمشهد كروي منتظر، ينتظر فيه الجميع “سيد البلد”… القادم بخيبة لا بخير!

وما إن انطلقت المباراة، حتى صدحت المدرجات بعرضة شنداوية أنيقة من ياسر مزمل، فتفاءلنا، وتوقعنا من كبار اللاعبين أن يستفيدوا من هذه البداية… لكنهم – كعادتهم – لا يتعلمون، ولا يستفيدون!

الوادي نيالا – وعلى خلاف كثير من الفرق – لم يدخل في مغامرة الركل والعنف، بل لعب كرة قدم حقيقية. أراد أن ينتصر بالكرة لا بالأجسام، فصنع الفارق. ملعب جميل، وأداء مفتوح، وروح تنافسية… بينما لاعبونا استمروا في تقديم اللامبالاة والاستهتار الذي تعوّدنا عليه.

مباراة عنوانها الجمال في الأجواء… والانهيار في التفاصيل، ورغم التقدم، ظهرت علامات التراخي والعبث مبكرًا، كأن الفريق متأكد أن المباراة ستُحسم وحدها!
الهلال أعاد الذكريات المؤلمة عن مباريات تُخسر بسبب الغفلة، والاستهانة، والغياب الذهني الكامل، لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لكل فريق، ويخرج جمهور الهلال في بربر حزينًا، لا لأن المطر توقف، بل لأن الهلال توقف… توقف عن التطور، عن الهيبة، عن الاستقرار.

لكن اللقطة التي تختصر كل هذا العبث كانت في اللحظة التي راوغ فيها ياسر مزمل الحارس، ووجد نفسه أمام مرمى خالٍ تمامًا، ومع ذلك – في مشهد لا يصدقه عقل – فضّل التمرير للجان كلود بدلًا من وضع الكرة في الشباك! فأضاع الهدف… وأضاع الهلال فرصة معنوية كانت ستُغيّر كل شيء.

ماذا نسمي هذا؟ تعاون؟ أم تردد؟ أم فقدان ثقة؟
أم أنه ببساطة: **فريق لا يعرف من أين تؤكل الكورة!**

وإذا كانت النتيجة موجعة، فإن ما تلاها كان كارثيًا:

فوز الأهلي مدني على مريخ الأبيض زاد الطين بلة، وجعل موقف الهلال في بطولة النخبة أكثر هشاشة… ثمانية نقاط من خمس مباريات، ومباراتان متبقيتان فقط، ولا أحد يعرف هل نُنافس على الصدارة، أم نحجز مقعدًا مهينًا خلف أهل مدني!

ثم جاءت الاتفاقية الكارثية، التي وقّعها رامي كمال نائب الأمين العام مع *المريخ*، لتأكيد عدم مشاركة الفريقين في كأس السودان!
أي عار هذا؟ وأي تراجع في الهيبة؟
ما سُمّيت لجنة مشتركة، إلا لأنها **أمّ المساخر!**

اتفاقية رامي الفردية ولدت شرارة داخل المجتمع الهلالي، وكشفت بوضوح تغوله المستمر على المجلس. وما فعله في الروابط، ها هو يكرره عبر اتفاقيات لا حاجة لها، في وقت الهلال فيه ليس بحاجة إلى “تواقيع”… بل إلى **موقف ووقفة ودعم**.

ومنذ رحيل فلوران، والعليقي يفعل بالهلال ما يشاء: وكأنه يعاقب الهلال والجمهور، “مش شلتو فلوران؟ أنا أوريكم!”
مدرب بلجيكي حضر إلى القاهرة، والتقى السوباط، وكانت النية واضحة للتعاقد معه، لكن لأن الرجل لم يكن في الصورة التي أرادها العليقي، تم تعطيل التوقيع، وانهار الاتفاق بالكامل!

ثم رُشّح مدرب آخر… فتم تأجيله، وفرض العليقي أن يكون الطاقم وطنيًا بالكامل!
أجل، نفس الوطنيين الذين حاربهم ثلاث سنوات، وشرّد الشباب، واستغنى عن ركائز الفريق، بل رفض حتى أن تفاوض الإدارة لاعبنا السابق *ملك الوسط* ابوعاقلة فخرج في مسرحية باهته كما فعل رامي كمال مع الصيني، ، فتم طردهم في مشهد عبثي.
**حليل أبوعاقلة**… كما طُرد شباب الهلال، وتمسكوا بالعجزة، وجددوا عقود المنتهين، وكأن الزمن توقف.

**النتيجة؟**
طاقم فني وطني بالكامل، بقيادة خالد بخيت، الذي تولى المباراة دون أي سند، بلا دعم نفسي، بلا تأثير إداري حقيقي…
ومعنويات الفريق في انهيار، ودعم مفقود، واستهتار فني ولاعبين، ورئيس البعثة على بُعد كيلومترات من المعسكر، ورئيس القطاع يُمارس هوايته القديمة: “الدمار الصامت”، من برجه العالي.

خالد ليس مسؤولًا عن الفوضى الكبرى، لكنه لا يُعفى من الملامة، خاصة مع لياقة صفر، حراسة شاردة، تدريبات غائبة، ومدرب دكة بلا تأثير!
أضف إليهم مجموعة لاعبين مستهترين، عاجزين عن مجاراة شباب الفرق الأخرى… ثم تسألني عن النتيجة؟

**باختصار شديد، وبالعامية السودانية:**
**العليقي “جاب ضقلها… كركّب”!**

ما يحدث طبيعي. طبيعي جدًا أن يفقد الفريق الفوز، لأنه **”يتيم”**!

يتيم في الدعم المعنوي، يتيم في الصرف، يتيم في الفكرة، يتيم في الطموح، لأن كل شيء أصبح بيد “الفرد” الذي يملك المال، بينما المجلس الحقيقي صامت، غائب، بلا موقف ولا قرار.

لم نشهد مجلسًا للهلال بهذا البرود والتعامل المتعالي مع الجمهور، إلا في عهد السوباط.
إن لم يكن هذا المجلس قادرًا على إدارة الهلال، أو يظن أن “الصرف هو الإدارة”… فعلى الهلال السلام!

هذا هو نتاج مشروع العليقي، الذي لم يكن يومًا مشروع كرة… بل مشروع استثمار لأسماء انتهت، وتجديد لعجزة كلّهم فوق الثلاثين: أبو عشرين، فارس، مزمل، الغربال، بوغبا…
أين الجديد؟ أين الشباب؟ أين المستقبل؟

الفرق الأخرى تطورت بصغار السن، والهلال أفرغه العليقي من محتواه.

أجانب تمتعوا بإجازات صيفية، بترخيص من مدير القطاع الذي ظنّ أنه “الهلال نفسه”، بينما هو لا يدير سوى “فوضى” ما بعد فلوران، ومدرب وطني يتفرج، ومجلس يسكت، لأنه لا يصرف… فقد ترك الدفة لمن يدفع!

ورئيس المجلس؟ الله أعلم بعلاقته بكرة القدم، فهو مشغول بأعماله، غائب عن النادي، تاركًا كل الخيوط لنائبه… ونائبه هذا هو رأس الحكاية، وعمود الكارثة. رجل أدخل الهلال في أسوأ مشروع عرفه النادي، مشروع “الصوت الواحد”، و”المدير الواحد”، و”الطموح المعدوم”.

الوادي نيالا كان يستحق الفوز، ومدربه تفوّق تكتيكيًا على خالد بخيت، لأنه آمن بالمرتدات، واحترم خصمه، وقرأ المباراة جيدًا، بينما الهلال – كالعادة – دخل بتشكيلة منتهية، وأداء متخاذل، وخطة بلا ملامح!

المشكلة ليست في مباراة بربر، بل في **الهلال الذي لم يعد هلالًا**.

** كلمات حرة:**

* خالد بخيت في ظل الأداء المتهالك ده؟! ما في أي عذر يبرر الأداء الباهت ده من لاعبي الهلال في دوري النخبة
* في الدقيقة 90 دخل بن زيتون… كدي فسرها لينا، عشان نعرف انت بتعمل في شنو؟
* **”مزمل يراوغ الحارس… ثم يراوغ المنطق!”**
* **”الهلال يهدر الفوز… كما أهدر مشروعه منذ ثلاث سنوات!”**
* **”اتفاقية رامي… طعنة في خاصرة الكيان!”**
* **”ركائز الفريق ضاعت… والشباب ضاع… والمستقبل باقٍ في يد مدير القطاع!”**
* من خمس مباريات: انتصاران، تعادلان، وخسارة واحدة… هذا فريق يُنافس؟
*كلمة حرة أخيرة:*
الهلال الآن يشبه لاعب فقد فردة الجزمة… وواصل التمرين حفيان،!”
ليس من حق أي “بوغ” الآن أن يتكلم!
اصمت، وانظر إلى روليت الدوري… ستفهم وحدك أن تطبيلك لم يكن إلا كارثة معلّبة!

شكرًا للأقلام النزيهة التي نبّهت،
شكرًا من الأعماق لكل من انتقد طلبًا للإصلاح،
وشكرًا أكثر، لأن وجوه الأبواق سقط عنها قناع الزيف… فلا حاجة بعد اليوم لمزيد من الخداع.

هذا هو مشروعكم،
وهذه هي نتائجه…

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى