
بعد 30 عاما
“””””””””””””””
التاريخ ينصف الدامر
“””””””””””””””””””””””””””
والسهم رائد لن يكذب اهله ..
“””””””””””””””””””””””””””””””””
نحو ثلاثين عاما منذ تاسيس واطلاق اول اصدارة من الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم في العام 1996م الذي حل بديلا لبطولتي دوري السودان والدوري العام الملغيتين تواليا لاجل التطوير والمواكبة فنيا وتنافسيا اقليميا وعالميا ..
كانت البطولتان الملغاتان تتوافر فيهما حسب وجهة نظر البعض قدرا معتبرا من عدالة المنافسة الحرة وفرص الصعود المشروع الي منصات التتويج لكل ابطال الدوريات السودانية في الاتحادات المحلية بمعايير فنية ولوائح تنظيمية وتمثيل لاتشكل فيه عوامل تاريخ الاندية ومعطيات ثقلها الجماهيري والمالي اثرا في مساراتها الي حد ماا بقدر ما تحكمه القدرات الفنية وعلو كعب الاندية وتحققه بفعل سطوتها وقوتها الضاربة في المستطيل الاخضر بغض النظر عن اي اعتبارات اخري .. فقط المعيار كان هو ” الميدان يا حميدان ”
وتحت ظل بطولتي دوري السودان والدوري العام استطاعت اندية عديدة ممثلة لاتحادات محلية بعضها كان مغمورا ان تحدث انقلابا في الخارطة الكروية الرياضية وان تصعد الي منصات البطولة القومية ومقارعة الكبار وزلزلة عروشهم وذلك بعد تتويج تلك الاندية ببطولة اقاليمها والترقي لمعترك التنافس القومي وفق ماتقتضية انذاك لوائح وقوانين المنافسة في البطولتين وبحسب ما هو عليه نظام التقسيم الاداري للحكم باقاليم السودان الستة في تلك الحقبة المهمة والمطوية من تاريخ السودان في ذلك الزمان ..
ويكفي هنا الاشارة نزولا للوقائع والحقائق بقرينة دالة للبيان فقط وليس الحصر او تخصيص الذكر بالتمييز طالما ان الحديث وثيق الصلة بتاريخ الرياضة في مدينة الدامر الي نادي الرابطة الرياضي بطل دوري الدامر والاقليم الشمالي الذي يضم ولايتي نهر النيل والشمالية سابقا ..
ففي احدي المواسم الكروية في ذلك الزمان التي تربع فيها نادي الرابطة بكل جدارة واستحقاق علي عرش البطولتين المحلية والاقليمية تاهل النادي لخوض غمار منافسة شرسة في مجموعة قوية ضمت الي جانبه الهلال العاصمي والتاكا كسلا وكاد نادي الرابطة حينها لولا سوء الطالع ان يقلب الطاولة ويطيح بالهلال من المنافسة التي توج ببطولتها في ذات العام ..
كان مع كل هذا الشغف والاثارة والطموح لمعانقة الصدارة في عصر البطولتين الملغيتين واللتين استطاعت من خلالهما كما اشرت عديد الاندية الاقليمية والولائية الطموحة ان تزاحم كتف بكتف ثالوث القمة الامدرماني وتزحف نحو مدارج تتويج البطولة بل وظفرت ببطاقات التمثيل الافريقي الخارجي في بطولتي الكاف الملغاتين لاحقا وهما كاس الكئوس الافريقية و كاس الاندية ابطال الدوري ..
لكن من بعد استحداث بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم في العام 1996م اصبح الولوج للدرجة الممتازة. ضربا من ضروب المستحيل الي حد كبير وخضعت البطولة لتحديث وتوسع مستمر زاد من تعقيدات اقتحام منظومتها رغم رفع سقف وزيادة عدد الاندية المشاركة في الدرجة وهو مادفع البعض بمهاجمة الجهات المنظمة واتهامها في احايين كثيرة بانها لم تحم وتحصنها البطولة الاقوي والاكبر والاعلي تصنيفا وقيمة فنية وتنافسية بين جميع المسابقات التي ينظمها الاتحاد السوداني لكرة القدم من العبث بها ببعض الاجندة الخفية والموازنات السياسية والجغرافية ..
وطوال تلك السنوات التي ناهزت الثلاثين عاما وشهدت سطوع وتجلي اندية لاتحادات محلية بالعشرات من مختلف ولايات السودان لم يحالف الحظ اتحاد الدامر ومدينته ذات التاريخ الضارب الجذور في كرة القدم ان ترتقي احد الاندية المنضوية تحت لواء الاتحاد والممثلة للمدينة بخطف بطاقة الترقي لهذه الدرجة ولم تشفع المحاولات الجادة والمستميتة والمستمرة لنادي الشمالية الذي اطلق عليه شيخ اندية الدوري التاهيلي في تحقيق حلم المدينة باللحاق بقطار الدوري الممتاز وتبعته في ذلك محاولات واجتهادات مقدرة علي فترات متباعدة من اندية كالسهم والرابطة والفريع وغيرها لكنها لم يكتب لها النجاح ..
لكن رغم عن ارتداد سهام ثلاثين محاولة خلال ثلاثين عاما لم ترفع الدامر وانديتها الوفية وجماهيرها المتعطشة لرفعة وسمو مدينتها لم ترفع الراية تعبيرا عن الاستسلام والقنوع والخنوع بل ظلت تقاتل وتستميت وتقارع المستحيل لكن في مرات عديدة يابي عنق الزجاجه ان يسمح لمارذ المدينة ان يخرج ويعانق فضاءات الحلم المرتجي والوعد المنتظر ..
اليوم تضرب مدينة الدامر موعدا مع التاريخ بعد ان احسن نادي السهم الرائد الذي لن يكذب اهله باذن الله في معانقة الدرجة الممتازة والترقي اليها عنوة واقتدارا حيث توافرت كل مقومات تحقيق هذا الحلم اداريا وفنيا بالقدر الذي يتفق فيه الجميع علي انه بات وشيكا وسهل المنال اكثر من اي وقت مضي لاسيما وان اخر مراحل الحسم من البطولة يستضيفها اتحاد الكرة المحلي بكل اريحية وترحاب وتحتضنها المدينة بكل نشوة وحفاوة علي امل ان يكون سهم المحبة اول خاطفي بطاقات التاهل الخمس من اصل الاندية التسع المشاركة في المرحلة الاخيرة ..
ولم لا ..
فلوحة ملحمة التي تشكلت علي خلفية الحدث والحلم تألفت فيها كل الالوان وتعانقت فيها مختلف الكيانات وتلاقت فيها كافة الطموحات والتطلعات واتحدت فيها كل الامال واتسقت فيها الصفوف والجهود برسميها وشبيها ومجتمعيها فاحس رياضيو المدينة لاول مرة انهم ليسو وحدهم وان المعترك مسرحه خندق واحد يصطف فيه الجميع بلا استثناء،.
فاذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الاجسام ..
Share this content: