,

*السلطان حسن برقو.. جسور العودة وصوت الوطن في زمن الشتات* *بقلم: أنور أبنعوف*

*السلطان حسن برقو.. جسور العودة وصوت الوطن في زمن الشتات*
*بقلم: أنور أبنعوف

حين تختلط السياسة بالمعاناة، وتتقاطع الطرق بين النزوح والحرب والأمل، يظهر دائمًا من يصنع الفرق دون أن يطلب التصفيق. *السلطان حسن برقو* ليس مجرد اسم في سجل الرياضة أو المبادرات المجتمعية، بل هو واحد من أعمدة العمل الوطني الطوعي، الذين يجيدون الحضور في اللحظة الحرجة، ويعرفون من أين تبدأ خطوات العودة إلى الحياة.

المبادرة التي أطلقها مؤخرًا *بالتعاون مع هيئة سكك حديد السودان لتسيير قطارات عودة النازحين إلى الجنينة*، لم تكن مجرد فكرة، بل عمل ميداني متكامل. تابع التفاصيل بنفسه، أشرف على الترتيبات، وتكفّل *بتغطية جزء كبير من تكلفة الرحلات من ماله الخاص*، في بادرة إنسانية تجسّد التزامه العملي بقضايا الناس، لا شعارات جوفاء. العودة لم تكن فقط بالقطارات، بل بروح الانتماء، وشعور النازحين بأنهم ليسوا وحدهم.

السلطان برقو ظل في السنوات الأخيرة حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية لإنسان دارفور، من دعم المتأثرين بالحرب، إلى تمويل مبادرات الشباب، والمشاركة المباشرة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية. يمد يده حيث تُغلق الأبواب، ويبني حيث تتعثر المؤسسات، ويقود من الميدان لا من الخلف.

رياضياً، لا يمكن الحديث عن تطور الكرة في غرب السودان دون التوقف عند بصماته. فوزه *بالتزكية رئيسًا لاتحاد الجنينة المحلي لكرة القدم* لم يكن حدثًا إداريًا فقط، بل تعبير عن عمق الثقة التي يحظى بها وسط الرياضيين والمجتمع، لما قدمه من دعم حقيقي للفرق المحلية، وتنظيم للأنشطة، وسعيه لربط الجنينة بالخارطة الكروية القومية.

لكنه لا يرى الرياضة معزولة عن قضايا الوطن الكبرى، بل بوابة لبناء السلام، ومتنفسًا للشباب، وأداة لاستعادة الحياة. في كل تحركاته، يربط بين كرة القدم والعمل الطوعي، بين بناء الإنسان والدفاع عن المجتمعات المنهكة.

ما يميز السلطان حسن برقو هو هذا التوازن الفريد بين *الحكمة التقليدية كزعيم أهلي، والحنكة الإدارية كرجل مؤسسات*. يعرف كيف يتحدث مع كبار الدولة بلغة الأرقام والمشاريع، ومع البسطاء بلغة القلب والموقف. لا يتحدث كثيرًا في الإعلام، لكن حضوره على الأرض يُغني عن كل تصريح.

هو ليس فقط من أعاد النازحين، بل أعاد المعنى لمفردة “الزعيم الأهلي”، حين لا يكتفي بالمكانة، بل يجعلها مسؤوليّة. لا يعرف الحواجز الجغرافية، فتجده في الخرطوم، الجنينة، بورتسودان، وكأن الوطن كله على موعد مع خطاه.

السلطان حسن برقو هو مثال حي لما يمكن أن يفعله شخص واحد إذا امتلك الإرادة والنية الطيبة والصدق في العمل. في زمن الشكوك والانقسام، يظل برقو نقطة ضوء، لا تنتظر إذنًا لتضيء.

Share this content:

Exit mobile version