
*وشوشة الرياح
انور ابنعوف
هواجس جماهير الهلال
تقترب فترة التسجيلات الرئيسية، وتجد جماهير الهلال نفسها أمام تساؤلات كبيرة ومفتوحة حول مستقبل الفريق، بعد سلسلة من الخروجات المفاجئة التي مست جسد التشكيلة الأساسية، وعلى رأسها الموريتاني خادم ديالو الذي انتقل مؤخرًا إلى شبيبة القبائل الجزائري، وسط حديث متواتر عن مغادرة وشيكة للمدافع محمد أحمد “أرنق”، إلى جانب تخلي النادي عن بعض العناصر المحلية.
المشهد بدا لكثيرين وكأنه عملية “سلخ” شاملة لقائمة الفريق، لكن إدارة الهلال ترى ما يحدث في إطار مشروع إعادة البناء وضخ دماء جديدة، خاصة بعد الإخفاقات المتكررة إفريقيًا، والجدل الدائر حول فعالية بعض المحترفين الذين لم يتركوا بصمة واضحة، مثل ديالو وفوفانا، الأخير الذي لم يُؤكد رسميًا انتقاله حتى الآن، رغم تردد اسمه في أكثر من اتجاه.
أكثر ما يشغل الشارع الأزرق هو خانة *المهاجم الصريح*، وهي الثغرة التي ظل الفريق يعاني منها منذ رحيل محمد عبد الرحمن عن أوج مستواه. الهلال حاول خلال الفترات السابقة ملء هذه الخانة بعدة تجارب، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب. هل يعثر الفريق على ضالته أخيرًا خلال هذه التسجيلات؟ الأسماء المطروحة تُدار بسرية، لكن المؤكد أن الاتجاه نحو استقدام مهاجم إفريقي قوي هو أولوية قصوى.
يلف الغموض مصير الجهاز الفني. الكونغولي فلوران إيبينجي ما زال يحتفظ بموقعه، لكن المؤشرات تتجه نحو رحيله في أي لحظة. وهنا يظهر السؤال الأكثر تعقيدًا: *هل ستُجرى التسجيلات بحضور المدرب الجديد؟* أم أن لجنة التسجيلات في الهلال ستتحمل كامل الملف دون إشراف فني مباشر؟
التخوف الأكبر هو تكرار سيناريوهات قديمة كانت فيها التسجيلات قائمة على الاجتهادات الإدارية، دون رؤية فنية متكاملة، وهو ما أنتج لاعبين لم يناسبوا احتياجات الفريق، لا تكتيكيًا ولا بدنيًا.
وتشير مصادر داخل النادي إلى أن لجنة التسجيلات تعمل الآن وفق “قائمة أولية” تم إعدادها مسبقًا، تشمل لاعبين محليين وأجانب، على أمل أن يتطابق بعضها مع رؤية المدرب الجديد حال تمت إقالة فلوران. كما يتم التحرك في مسارات التفاوض بهدوء لتجنب التسريبات الإعلامية التي قد تفسد بعض الصفقات أو ترفع قيمتها السوقية.
جماهير الهلال تُدرك أن هذه التسجيلات حاسمة، ليس فقط لبناء فريق قادر على التتويج محليًا، بل للتقدم في دوري أبطال إفريقيا، حيث بات الخروج المبكر سمة مكررة ومؤلمة. لذلك، فإن الرهان هذه المرة لا يتعلق بالأسماء فقط، بل *بمنطقية الاختيارات وتكامل المشروع الفني*.
بين شد وجذب، وقلق مشروع، تتجه أنظار عشاق الهلال إلى مكتب التسجيلات، مترقبين الإعلان عن صفقات تعيد الهيبة وتفتح باب الأمل من جديد. فهل يكون القادم تدعيمًا حقيقيًا؟ أم مجرد إحلال آخر لا يُحدث الفرق؟
الوقت يضغط، والتحدي كبير… والكرة في ملعب الإدارة.
Share this content: