,

وجيت أقول مبرووك عليك (6) ..

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (6) ..

أواصل في الحلقة السادسة من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
إصرار صديقي على عدم الأكل خلاهو يتدهور بصورة سريعة جداً.
عدم أكل وعدم نوم وعدم كلام.
دخل في صمت مزعج جداً.
وأكتر حاجة كانت بتزعل (أمو) إنو ما كان بتجاوب معاها في الكلام.
ولو بالغ برد عليها بالأصبع أو عن طريق هز الرأس.
قال لي : أمي كل ما تسألك من الأكل قول ليها أكلنا قبيل.
قلت ليهو كويس.
وبالفعل كل ما تسألني بقول ليها أكلنا ااااي .
كذبت على والدته تقديراً لحالته وظرفه.
ودا كان غلط كبير مني والله.
غلط إكتشفته لاحقاً .
لكن كذبت عليها لأنو فعلاً هو وصل مرحلة بقى لما يسمع خطوات (أمو) أو (أختو) جايين على الصالون كان بغطي وشو بالبطانية وبعمل نفسو نايم.
وما بتحمل تقول ليهو قوم أكل أو قوم إستحمى.
صديقي نقل حالة حزنه لأسرته.
والحاجة دي ظهرت في (أختو) شديد.
أختو في اليومين دي لو شفتها بتقول هي برضو عيانة.
شالت هم كبير.
أختو كانت بتجي داخلة علينا في الصالون كل ربع ساعة.
وعندها أسئلة ثابتة بتسألها ليهو .
كل ما تدخل علينا في الصالون بتقول ليهو :
أنت حاسي بي شنو؟
هسه الواجعك شنو ؟
أجيب ليك تأكل شنو؟
طيب وقت ما عايز تتكلم راعي لأمي دي.
بتقول ليهو الكلام دا بصوت مليان دموع وبتطلع.
تاني بعد ربع ساعة بتجي داخلة بتقول نفس الكلام .
والله العظيم حتى المعجون كبتو ليهو في الفرشة.
وهو كل ما يسمع صوت زول جاي الصالون بغطي وشو.
المهم.
رافض الأكل وزاد عليه برفضه الخروج من المنزل على غير العادة.
كل المشاوير التي إقترحتها له رفضها.
الحيل ميت.
والضربة في الروح.
كان راقد اليوم كلو.
والتربيزة أمامه فيها (فرشة إسنان وشاي وصحن زبادي وعصير مازا وشريط بندول ودرب جلكوز).
كنت أرى أثر الدموع حتى في المخدة.
وكان يغطي وجهه بالبطانية أغلب الوقت.
ولأول مرة احس أنه لا يرغب في وجودي معه داخل البيت أو على الأقل داخل الغرفة.
وكل مرة بقول لي : يا زول أمشي.
بقول ليهو أي ماشي منتظر تلفون.
تاني بعد شوية يقول لي : أنا مستغرب أنت قاعد لشنو ؟
قلت ليهو : منتظر أختك قالت يوصلوها الجامعة.
ما كان دايرني أقعد معاهو رغم إنو قعادي ما كان مزعج بالنسبة ليهو.
هو كان بضايق من أي زول يقدم ليهو نصيحة أو يقول ليهو خليك قوي.
وأنا للأمانة وقفت النصائح وبقيت ما بتكلم معاهو إلا نادراً.
قررت أكون لصيق منو لكن ما أقدم ليهو أي نصيحة عشان ما يخسرني في اللحظات دي خاصة وإنو أمو كانت طوالي بتستفزوا بالكلام.
قلت لو نصحتو ح يخسرني والموضوع ح يكبر.
الأفضل أكون لصيق منو وأخلي النصائح تجي من أمو وأختو وعمو.
دي كانت تقديراتي كدا خاصة بعد عرفت إنو هو بدأ يفكر في شهر عسل حبيبته السابقة.
مما بدأ يفكر ويسرح في شهر العسل أنا بطلت النصائح لأنو أقتنعت دي مرحلة حرجة تحتاج لمسايسة فقط .
زول وصل مرحلة لو سمع زول جاي عليهو بعمل فيها نايم.
المهم..
شاهدت صديق يتهاوى وقد لعب به شيطان الريد والغيرة.
وشاهدت وبكل أسف كيف أصبح (صغيراً) في نظر والدته.
ولا أعرف هل من حسن الحظ أن يكون صديقي ليس لديه أخ أم هذا من سوء الحظ.
فهو (وحيد أمو) وله (شقيقة) واحدة أصغر منه سناً ولكنها كبيرة من حيث القيمة والفهم.
والدته كانت تطلب مني بإستمرار إنو أمشي البيت.
بتقول لي ح تقعد تحرسو كدا لمتين؟
المهم.
لما هو أصر إني أطلع وقال لي أمشي انا عايز أنوم.
قلت ليهو خير يا زول ، لو إحتجت حاجة اتصل على.
طلعت الحوش وطلعت تلفوني وقاعد ألعب لعبة (الثعبان).
فجأة هو طلع.
قال لي مالك ما مشيت؟
قلت ليهو منتظر أختك أغشيها الجامعة.
قال لي الزولة دي مشت قبيل.
قلت ليهو كويس طيب.
قبل ما يتم كلامو ، أختو من جوة الغرفة قالت ليهو : أنا قاعدة ما مشيت وما ماشة ح تأكل ولا ما ح تأكل ؟
ما رد عليها ورجع الصالون.
والله يا جماعة وما في زول طالبني حليفة.
أختو وهي مارقة على الجامعة قالت لي كلمتين لحدي الآن لما اتذكرهم بحس بوجع ما طبيعي.
قالت لي : أنا ماشة وعليك الله يا محمد ما تخليهو.
قالت ذلك وهي تجفف دموعها بالطرحة وهي في باب الشارع طالعة.
أنا كلمة (عليك الله دي) هزتني جداً.
زولة بتحنسني على أخوها.
وهي تعلم العبدلله لا يحتاج لهذه الوصية ولكنه قلب الأخت الحنينة.
الأخت التي ما هان عليها أخوها الذي يتمزق بطريقة تحنن حتى العدو .
يا جماعة أي (بيت سوداني) وأي أسرة مات ليهم زول ، تاني بكون خايفين يموت ليهم زول تاني.
لما يموت زول في بيتكم تاني بتكون خايف من اي مرض يصيب اي زول من ناس البيت.
وصاحبي دا أبوهو (الله يرحمه) إتوفى قبل تلاتة سنوات.
كان نصيح.
صينية العشاء قدامو فجأة شعر بي طعنة وإنتكأ على المخدة وربنا شال أمانتو.
رحيل الأب أدخل خوف كبير في قلب شقيقة صديقي.
كانت خايفة تفقد أخوها زي ما فقدت أبوها.
وكتيير بلقاها قاعدة في الحوش بتذاكر وماسكة السبحة.
وتبكي على مدار اليوم.
مشت الجامعة (إمتحنت) وجات لقتني قاعد في نفس قعدتي الخلتني فيها.
المهم .. بعد أختو جات أنا طلعت على البيت والوقت كان بين المغرب والعشاء.
حوالي الساعة عشرة أختو اتصلت على قالت لي عايزة حبوب (نوفلو).
نوفلو بتاع الإلتهاب دا.
مشيت ومعاي النوفلو.
قالت لي أنا عايزة أعمل ليهو حبوب في العصير.
قلت ليها أوكي.
وطبعاً حبوب النوفلو بتنوم.
قالت لي بعمل ليك معاهو عشان احتمال ما يشرب براهو.
قلت ليها تمام.
عملت العصير وشلتو.
أديتو بعد نص ساعة وافق شال ليهو جغمة واحدة.
ورفض يتم الباقي.
قالت لي أنت أمشي انا بعمل ليهو حبتين في الزبادي.
ح أقيف هنا واواصل بكرة في الحلقة السابعة إن شاء الله.
و……..
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبروووك عليك 💔💔
#محمد_الطيب_الأمين

Share this content:

Exit mobile version