,

جريمة اسمها ( النخبة) 2

اصل الحكاية
حسن فاروق
جريمة اسمها ( النخبة) 2

ليه بنحترم زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبدالله؟ لانه كان حقيقي، يعرف متى؟ واين؟ وكيف؟ يتخذ القرار ويتحمل تبعات هذا القرار، ولعل من اشهر القرارات التي اتخذها وتحمل نتائج قرار مجلسه، اختيار توقيت مباراة الهلال والترجي التونسي الأفريقية الشهيرة وحدد لها تقام الثانية ظهرا، وسط أجواء مرتفعة الحرارة بشكل غير طبيعي.
وقتها تحديد توقيت المباريات كان للنادي صاحب الأرض والجمهور قبل أن يتحول هذا الحق إلى القنوات الناقلة، ولعل المتابع لتلك الفترة يعلم كيف واجه زعيم امة الهلال ضغوط سلطة الاخوان المسلمين الحاكمة، ممثلة في وإلى الخرطوم مجذوب الخليفة وجهاز الأمن والقصر، حتى لايتم اللقاء الكروي في التوقيت المعلن، ونجح بقوة القانون الرياضي في إذلال سلطة الكيزان القابضة بالحديد والنار، اللافت أن الراحل المقيم الطيب عبدالله لم يصدر القرار مع مجلسه من مكتبه او مزرعته، أو من خارج البلاد، بل كان في قلب الحدث وتقدم الجميع بالتواجد في التدريبات التي كانت تقام عند الثانية ظهرا.
يوم المباراة حضورا للتغطية الاعلامية من داخل الملعب، وشاهدنا لحظة وصول الطيب عبدالله إلى أرض الملعب وتوجهه مباشرة إلى المكان المخصص للجهاز الفني والبدلاء ، معلنا بذلك انه يتحمل تبعات القرار بالكامل، حدث ذلك رغم السن والظرف الصحي، لذا نحترمه ونقدره ونفتخر انه مر عبر تاريخ هذا النادي إداري عظيم هو الطيب عبدالله.
تنطلق بعد إيام بطولة ع الاصح جريمة مكتملة الأركان اطلق عليها اتحاد الكرة أسم( النخبة)، تتجاوز اي سقف أخلاقي رياضي ولا حتى حربي أن تضع نسبة ولو 1% أن تحدث كارثة تودى بحياة انسان، لاعب، مشجع، حكم، إداري، بسبب قذيفة او مسيرة او اي تفجيرات من اي نوع يختار توقيتها الجنجويد، خاصة ونحن وسط حرب هي الأخطر والاسوأ في العالم، والانتهاكات والجرائم والفظائع فاقت كل التصورات. ولايتوفر بها اي سقف أخلاقي، كان يجب أن تقام هذه البطولة خارج السودان، لضمان سلامة الإنسان المشارك فيها وأمنه. ولا زال في الإمكان تاجليها ونقلها إلى دولة مجاورة.
عموما في حال تم تنفيذها على قيادات الاتحاد بكامل التمثيل، والأندية المشاركة بكامل التمثل الإداري أن يتواجدوا قبل اللاعبين والجمهور في الصفوف الامامية في جميع المباريات ومتابعة البطولة من بدايتها حتى نهايتها، هم فقط من يتحمل نتيجة المشاركة في حال حدثت الكارثة المتوقعة ولو بنسبة مئوية قليلة.

حسن فاروق

Share this content:

Exit mobile version