,

حين يتقاطع الحُلم مع المجد… باريس يلاقي بايرن

وشوشة الرياح

بقلم: أنور إبنعوف

عنوان: حين يتقاطع الحُلم مع المجد… باريس يلاقي بايرن

تهبّ الرياح هذه المرة من جهة الغرب الأوروبي، محملة بوشوشة ثقيلة النبرة، تشبه صدى الأقدام فوق مدرجات التاريخ. باريس سان جيرمان، ابن الحلم الفرنسي الحديث، سيلاقي بايرن ميونيخ، شيخ البطولات وعرّاب الألقاب، في مواجهة مرتقبة ضمن الجولة المقبلة من كأس العالم للأندية.

هي ليست مجرد مباراة في روزنامة مزدحمة، بل هي قصيدة مشتعلة بين مدينتين تتحدثان بلغة المجد، وتتباينان في الطريقة. باريس، مدينة العطور والرؤى الحالمة، تتقدم بثوبها المعاصر وأجنحة نجومها الذين تعلموا الطيران في ملاعب الضوء. أما ميونيخ، فتأتي بثقل الماضي، بحكايات من أيام بيكنباور ورومينيغه، تحمل معها لغة لا تعرف المساومة، وأسلوبًا لا يرحم.

في هذه الليلة، لن يُقاس الفارق بالأسماء، بل بما تضمره القلوب.
باريس، الباحث الأبدي عن الهوية الكبرى، يدخل المباراة وهو يعلم أن الزمن لا ينتظر المترددين. فريق بُني ليحكم، لكن حتى هذه اللحظة، لا يزال في انتظار التتويج العالمي الأول. يريد أن يقول أخيرًا للعالم: “أنا هنا… على القمة.”

أما بايرن، فليس بحاجة إلى إثبات شيء. هو سيد يعرف كيف يصمت، ثم يضرب. فريق خُلق ليكون حاضرًا في كل محفل، لا يُبهره الضوء، لأنه اعتاد أن يكون مصدره.

الملعب سيكون كتابًا مفتوحًا، كل دقيقة فيه سطر، وكل فرصة فاصلة في قصيدة لم تكتمل بعد. والمدربون؟ أشبه بشاعرين يقفان على ضفتي النهر، كلٌّ يكتب بيتًا، في انتظار أن تحكم الجماهير على القصيدة الأجمل.

قد تسألني: من ترشح للفوز؟
وأهمس لك كما تهمس الرياح على أطراف ليلٍ بارد:
إن كرة القدم في مثل هذه الليالي لا تعترف بالترشيحات، بل تحتكم لنَفَس اللحظة، وشغف العشب، ونظرات اللاعبين التي تُشبه نظرات العشاق في وداع غير متوقع.

إنها مواجهة أكبر من عنوان، وأوسع من نتيجة. هي صراع بين من يريد أن يكتب تاريخه، ومن يريد أن يضيف فصلاً جديدًا في كتابه الذهبي.

فاحجز لنفسك مقعدًا في هذه الرواية.
فالقادم… لا يُفوَّت.

Share this content:

Exit mobile version