
*فلوران.. بين البصمة الفنية وضياع الحلم*
✍️ أنور أبنعوف
شهدت مسيرة المدرب الكونغولي فلوران إبينيي مع الهلال السوداني محطات متباينة، جمعت بين الطموحات العالية والنتائج المتأرجحة، في فترة يمكن وصفها بأنها نقلت الفريق إلى مستوى جديد من الاحترافية، لكنها في المقابل لم تخلُ من الإخفاقات.
*النجاحات والتطور:*
فلوران قاد الهلال إلى نتائج مميزة في دوري أبطال أفريقيا، أبرزها التأهل إلى دور المجموعات في نسختين متتاليتين، وهو إنجاز يحسب له في ظل منافسة شرسة من أندية كبرى في القارة. كما أظهر الفريق تحت قيادته تنظيماً دفاعياً جيداً وتنوعاً في الأسلوب التكتيكي، مع اعتماد واضح على الضغط العالي والاستحواذ.
*التحديات والإخفاقات:*
لكن رغم تلك الإيجابيات، عانى الهلال في اللحظات الحاسمة، لا سيما في المباريات المصيرية التي تتطلب قراءة فنية دقيقة ومرونة تكتيكية. كما أن الاعتماد المفرط على الأجانب أضر بتوازن الفريق، وخلق فجوة بين الأساسيين والبدلاء، خاصة على مستوى العناصر المحلية.
*العلاقة مع اللاعبين والإدارة:*
فلوران عرف بعلاقته المنضبطة مع اللاعبين، وحرصه على الانضباط، لكنه اصطدم في بعض الأحيان بقرارات إدارية أثرت على استقرار الطاقم الفني. كما لوحظ تحفظه في التعامل مع الإعلام، ما أضعف التواصل مع الجماهير في أوقات الأزمات.
*المرحلة القادمة:*
بانتهاء عقده، يبقى السؤال مطروحًا: هل يجب التجديد له؟ أم طي الصفحة والبحث عن مدرب جديد قادر على بناء مشروع طويل المدى؟ المؤكد أن تجربة فلوران قدمت نموذجًا احترافيًا مهمًا، لكنها بحاجة إلى مراجعة دقيقة في حال استمراره.
*فلوران.. وضع الأساس، لكنه لم يبلغ السقف*
Share this content: