,

في الـ 18

في الــ 18

عمر الطيب الأمين

وأنا في السيارة متأهبًا للمغادرة إذ أرى شخصًا يحمل دباجة رصيد يتكئ على ضهرية العربية ويمسك بهاتفه مهاتفًا زوجته: “أنتِ بتكلمي حنان وما بتكلميني أنا ليه؟” من قبل العرس اتفقنا أنو الكلام البينا ما يطلع برة،
ولا دايرة يقولوا سفيان كعب، ورفض لمرتو.
هكذا جاءت بداية المكالمة مع ارتفاع في درجات الاشتباك والنقة والجوطة.. المهم بعد الجوطة دي كلها، الراجل دا عشان يرضي المرة قال ليها: “هسي رسلت ليك خمسة ألف، وعند حنان في خمسة ألف، دي افتكر بتقضي ليك كل حاجاتك.” كل حاجاتك دي جراها بطريقة غريبة. الخمسة عند هذا الرجل شغل يومين ولا تلاتة أيام
اتخيل ببساطة قال ليها: “دي بتقضي ليك حاجاتك” رغم أن العشرة ألف دي في ناس بشربوا بيها بارد فقط وناس بكملوها في قعدة جبنة وسجائر .
المسكينة قالت ليهو: “أيوه بتكفيني.” حقيقة أنا غير شامت في هذا الرجل ولكن مبسوط وسعيد لقناعته وقناعة زوجته والبساطة الكبيرة.
هذا الرجل يخشى أن يعلم ناس الحلة أن زوجته ما اتحننت وما اشترت كريم، لذلك ظل يكرر كلمة: “لشنو تكلمي خالتي ومريم.”
رغم أنه ما عنده قروش لكن داير السترة. هنيئًا لهذا الرجل بهذه المرة، وهنيئًا لهذه المرة بهذا الرجل. أسأل الله أن يحفظهم ويقدر هذا الرجل على تقديم كل ما هو جميل لأسرته.

Share this content:

Exit mobile version