,

وجيت أقول مبرووك عليك (11)

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (11) ..

أواصل في الحلقة (11) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته .
(أمو) قالت لي : صاحبك دا لو بوافق يمشي العُمرة أنا بصرف (الدهيبات) العندي ديل وخلي يمشي.
وح يرجع كويس إن شاء الله.
كلام (أمو) دا وجعني وجع ما طبيعي.
حسيت بغصة في الحلق وطعنة في القلب.
وسبب الوجع إنو الحالة الإقتصادية بتاعتي أنا ذاتي ما كانت بتسمح إني أقول ليها لو وافق يمشي العُمرة إنت ما تبيعي الدهب.
ما معاي قروش بتاعت عُمرة.
وفي نفس الوقت لا أحب لها أن تبيع المدخر من (الدهيبايات).
وأنا أعلم إنو أمهاتنا لهن عشق خاص للدهب القديم.
و الواحدة ما بتبيع دهبها إلا عند وقوع (مصيبة) لا قدر الله.
ورغم ذلك أكتر حاجة كانت عاجباني في (أمو) إنها ما كانت شاكة في ولدها.
يعني ما قالت شرب حاجة ولا قالت عملوا ليهو (عمل).
ما شكت فيهو نهاااائي.
كانت مقتنعة تماماً إن الذي أصاب إبنها هو مرض الحب.
والحب مرض قد يصيبك بالجنون وقد يقتلك عديل.
وأيام المراهقة كنا نحفظ ما قاله الشاعر المشوكش (عروة بن حزام) :
ما عجبي موت المحبين في الهوى
ولكن بقـاء العاشقيـن عجيـب
وإني لتعروني لذكراكِ رعدة
لها بين جسمي والعظامِ دبيب
عروة دا قال إنو هو ما بستغرب في زول مات في الحب لكن بستغرب في زول عاش بعد الحب.
المهم ..
قلت لأمو : كدا أنا بسألو لو وافق القروش بتدبر إن شاء الله.
مر يوم الأتنين كلو ونحن ما بين المستوصف والبيت.
يوم الثلاثاء كان من الأيام الصعب جداً.
مشيت ليهو حوالي الساعة تسعة صباحاً.
لقيتو قاعد في كرسي في باب الشارع و(أختو) واقفة جمبو والأمور عادية جداً.
سلمت عليهم ودخلت على الحاجة.
قلت ليها : نام كيف ؟
قالت لي : ما نام.
مرة يقول بردان ومرة جسمو مسخن ومرة مقلق.
شلت كرسي وطلعت ليهو الشارع.
قلت ليهو : أنا ماشي عندي شوية حاجات أعملها واجي.
ولو بتقدر خش إستحمى وأرح معاي.
قال لي : لالا أمشي وتعال.
ناديت (أختو) قلت ليها : أنا ماشي و(قرصت ليها عيني) ومشيت.
هي فهمت (قرصة العين) يعني ما تخليهو براهو عشان ما يطلع زي المرة الفاتت.
المهم مشيت ، وعادي لحدي الساعة (2) ما في زول منهم إتصل علي فعرفت الأمور طيبة.
زي الساعة تلاتة جيت.
لقيتو ناااائم.
(أمو) قالت لي : بعد يصحى كلمو بموضوع العُمرة.
قلت ليها والله يا خالتي الزول دا عندو فكرة يمشي فرنسا.
أول كلمة قالتها لي : لا الله إلا الله محمد الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت لي : فرنسا عندو فيها منو ؟
قلت ليها ما عندو فيها زول والله.
وماشي لشنو ؟
قال ماشي ساي.
خلتني في محلي واقف ودخلت جوة.
المهم.
رجعت الصالون قلت أخد لي نومة.
شوية كدا هو صحى ، قال لي الساعة كم هسه؟
قلت أربعة ونص.
قال لي : ما مشي التمرين ولا شنو ؟
قلت ليهو ماشي أي.
تمشي معاي؟
قال لي أي.
نص ساعة وطلعنا.
ونحن طالعين على الشارع الرئيسي شاف ليهو بنات واقفات للمواصلات فيهم واحدة لما شافها قال بصوت عالي : لا حولاااااااا أقسم بالله تقيف يا محمد.
أقيف.
أقيف.
كان بقول لي أقيف بطريقة مفزعة فعلاً.
وقفت ، مالك ؟
قال لي شوف البت دي بتشبه (فلانة) كيف.
يقصد إنها بتشبه العروس.
قلت ليهو : سبحان الله يخلق من الشبه أربعين.
قال لي : حتى نفس (الفستان) وطريقة الضحك.
البت كانت بتضحك وبتغطي خشمها بيدها أثناء الضحك.
ولابسة ليها فستاااان واسع فيهو ورود وزهور كبيرة كبيرة كدا.
وعلى ما أذكر لونو كحلي.
قلت ليهو : سبحان الله.
أنا في اللحظة دي والله والله والله شفت صاحبي دا بشكل ما شفتو بيهو الأيام الفاتت كلها.
أول حاجة إتكلم بصوت عالي ومسموع وعيونو فتحت وحسيت بيهو بقى نشيط.
والله العظيم شكلو إتغير.
وإتخلع خلعة حقيقة.
قال لي أرح نسلم عليهم قلت ليهو لا طبعاً.
أثناء كلامنا الحافلة جات.
البت ركبت.
يبدو إنها ما ساكنة حلتنا ، جات ضيفة ودا كان واضح من شكل البنات الكانن معاها.
تلاتة بنات لابسات تياب وقفن ليها الحافلة هي ركبت وهن رجعن.
قال لي : نمشي ورا الحافلة نشوفها ماشة وين.
قلت ليهو : عشان شنو يعني ؟
قال لي : والله نمشي نعرفها بس.
قلت ليهو : الكلام البتقول فيهو دا ما بحصل.
مستحيل نمشي ورا الحافلة.
بعدين قلت ليهو : قول مشينا والبت نزلت اها ح نستفيد شنو ؟
قال لي : أنت بس أمشي وراها.
قلت ليهو : والله ما بمشي.
أنا لابس لبس الكورة لو مشيت يعني تتوقع إني ح أنزل أقولها ليها إنت بتشبهي فلانة ؟
قال لي أنا بنزل وأنا بقول ليها انت ما تتكلم ولا تنزل.
خلاني أندم على المشوار دا والله.
زعلت من نفسي جداً.
مع إنو الموضوع (قدر من الله) أنا ما عندي فيهو يد لكن برضو ندمت إني قلت ليهو أرح التمرين .
قلت ليهو طيب نمشي ورا الحافلة لكن لا أنا لا أنت ما ح ننزل.
قال لي تمام.
الحافلة مشت قدامنا مسافة كدا وأنا كنت قاصد اتأخر.
كل ما ألقى زول بعرفو بوقف العربية عديل وبسلم عليهو.
وهو يقول لي : شايف الهايس ديك ؟
أقول ليهو : أي شايفها.
يقول لي : الحافلة قدامها طوالي.
وأنا تاني أشوف زول أقيف وأسلم.
وكنت متمني ألقى زول يقول ماشي قدام عشان أقول ليهو أركب.
المهم بقى يتزهج ويقول لي يا زول ما تمشي مالك بتجرجر.
قلت ليهو أقول ليك حاجة : أنا والله ما ماشي.
ولو داير تزعل أزعل والله.
لكن ما بباري حافلة ساكت.
ثم إنو.. معقولة نمشي ورا بت عشان بتشبه ليها بت !؟؟
المهم.
والله يا جماعة كل حاجة حصلت لصاحبي في الأيام الفاتت كانت كوم والحصل ليهو بعد شاف البت دي كوم تاني.
كمية الدموع والتدهور الأنا شفت صاحبي فيهو في باقي اليوم دا عمري ما شفت.
تقريباً لحدي ما رجعنا البيت دمعتو ما وقفت.
ذكرني (قيس) في قصة (الغزالة) المشهورة.
قيس كان جالس في طرف الغابة.
وأثناء ما هو قاعد جا أخوهو وإبن عمو ماسكين ليهم غزالة صغيرة.
غزالة صادوها من الغابة.
قيس لما لمح عيون الغزالة قال ليهم : (أطلقوها فإنها تشبه ليلى).
قال ليهم : فكوها الغزالة دي بتشبه ليلى.
قال : كأنها ليلى بتمامها.
أطلقوها.
أخوهو قال ليهو نفكها كيف ؟ دي صديتنا صدناها نحن.
فقال لهم : أطلقوها أطلقوها فإنها تشبه ليلى.
ثم كتب قصيدته المعروفة والتي يقول في مطلعها :
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني
لك اليوم من بين الوحوش صديق.
إلى أن وصل إلى البيت الذي يقول فيه :
فعيناك عيناها وجيدك جيدها
سوى أن عظم الساق منك دقيق
قيس شاف (الغزالة) عبارة عن ليلى ، وأجزم أن عيناها زي عيون ليلى وكذلك الجيد مثل جيدها.
فقط قال ليها : ليلى الساق حقها مليان أكتر من ساقك لكن تاني غير دا كلو حاجة فيك بتشبه كل حاجة في ليلى.
إنه الحب يا صديقي.
إنه الحب الذي يجرح القلوب ويكسر الرجال.
وصدق الشاعر محمود التنقاري صاحب أغنية (كيف لا أعشق جمالك) ، صدق عندما قال :
في هواك لاقيت هواني
وبيهو راضي.
وبالمناسبة محمود التنقاري الذي غنى له عثمان حسين كان يعمل في (سوق العدة) أم درمان وهو من كبار الذين إنجرحت قلوبهم في الحب.
أما عمنا سعادة اللواء جلال أحمدون شاعر أغنية (مصابك سميرك) قال :
خسارة الغرام البذل حتى سيدو
بينما (صديقي الغالي) ذهب عقله اليوم لمجرد أنه (شاف واحدة بتشبهها.
شبه بس.
ساكت شبه زيك ما لقيتو في دنيا الناس.
وطالما جات سيرة الشبه لازم نتذكر عمنا بابكر ود السافل إبن مدينة بربر الذي كتب أغنية (في عينيها عالم تاني ما شفتوها يا خلاني).
وقد قال :
(واحدين قالوا شفنا الشافها) .
عليك الله إتخيل أنت تفرح لما تشوف ليك زول قال شاف زول أنت بتحبو ؟
واحدين قالوا شفنا الشافها.
ياخ دا وجع ما عادي والله.
عليكم الله ذكروني بعد قصة صاحبي دي تخلص أكتب ليكم عن أمنة ولون أمنة والحتة القال فيها بابكر :
قامت وإنتنت زي بانة ما شفتوها يا خلاني
ساقيها الندى ورويانة ما شفتوها يا خلاني
الكمل صبرنا وأزانا شفت عيوني في سيقانا يا خلاني.
المهم .. رجعنا البيت.
ودخل الصالون سريع سريع وقفل باب الصالون من جوة.
طلعت كرسي وقعدت في الشارع بره.
(أختو) قالت لي : مالو؟
قلت ليها : عادي شاف زولة بتشبه فلانة.
(أختو) قعدت تبكي.
لما شفتها بتبكي والله من الإستغراب جاتني لفة رأس.
قلت ليها بغضب : هو عرفناهو ببكي بسببو انت الببكيك شنو هسه ؟
تبكي مالك يا زولة ؟
قالت لي : أخوي كدا ما ح يبقى كويس.
لما قالت كدا والله أنا ذاتي بكيت.
ويمكن أول مرة أحس إنو الموضوع طلع من يدي.
وجاني إحباط حقيقي.
يعني زول شاف زولة بتشبهها عمل كدا ، طيب لو هي جات من شهر العسل وشافها في الشارع صدفة البحصل شنو؟
أنا حقيقي دا أول يوم أحس إني تاني ما عندي حاجة أقدمها لصديقي.
إنهزمت فعلاً.
الوجع حقو كان أكبر من إنو أنا أساعدو.
خليت (أختو) دخلت البيت جوة وشلت الكرسي ختيتو في طرف الباب بجوة وجريت الباب ومشيت.
مشيت وأنا مستسلم تماماً.
وكل شوية أسمع صوت (أختو) بتقول لي كدا ما ح يبقى كويس.
أنا ما نمت.
صاحي للصباح.
والقرار الوصلت ليهو مع نفسي إنو من بكرة أنا ح أتواصل معاهم بالتلفونات بس.
وإنو الزول دا بطريقتو دي ح يمشي حتات بعيدة قد تكون الرجعة منها صعبة.
الموضوع بقى لي صعب .
البيت كلو عايز مواساة وطبطبة .
لا تعرف تواسي أمو ولا أختو ولا تواسي هو .
والإستجابة ضعيفة شديد .
عموماً .. أقيف هنا وبكرة إن شاء الله الحلقة كلها ح أخصصها للحديث عن العروس وهي من الحلقات المهمة فعلاً .
و……
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبروووك عليك 💔💔
#محمد_الطيب_الأمين

Share this content:

Exit mobile version