
قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (12) ..
أواصل في الحلقة (12) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
بالأمس قلنا ح نخصص حلقة اليوم للحديث عن العروس.
والحقيقة إنو قصة : (جيت أقول مبروك عليك) دي أنا بديتها من يوم (الزفاف) .
يعني بديت كتابة تفاصيل ما حدث إعتباراً من يوم الزفاف.
ما حكيت ليكم سنوات الحب لأنو كدا ما ح نخلص قريب.
عشان كدا ما ذكرنا العروس ولا إتكلمنا عنها نهائي.
ومن خلال حلقة اليوم ح أخليكم تأخدوا فكرة سريعة عن العروس على أن نواصل في حلقة الغد من حيث إنتهينا بالأمس.
المهم ..
أنا إتعرفت على البت دي (العروس) عن طريق صاحبي دا.
بعد بقت بينهما علاقة حتى إتعرفت عليها.
قبل كدا ما كنت بعرفها مع إنها ما ساكنة بعيد مننا.
وعلاقتي بيها فيما بعد بقت علاقة قوية شديد.
علاقة عمرها سبع سنوات.
و(هي وصاحبي) كانو بحبو بعض سبع سنوات.
خمس سنوات كانت حب صافي (يضربوا بيهو المثل عديل).
وباقي السنتين كانت (مشاكل).
وحتى أكون منصفاً وصادقاً سأتحدث عنها بمنتهى الأمانة.
وح أحكي عنها (تلاتة مواقف) ممكن تساعد في إنو الناس تفهمها بشكل دقيق جداً.
وقبل دا كلو لازم أثبت بعض الحاجات.
يا جماعة كلنا بنشوف قصص حب من حولنا مرات بيكون فيها توافق ومرات بيكون فيها مشاترة.
وأنا في حياتي تعرفت وعشت كثير من القصص التى فيها درجات عالية من الإنسجام بين (كل أتنين بحبو بعض).
ولكن وللأمانة لم أجد (أتنين بشبهو بعض) زي (صديقي وحبيبتو العرست دي).
بشبهو بعض لدرجة يصعب تخيلها.
نفس الطيبة والمسكنة والإنسانية العالية ومحبة الخير للناس.
شبه حتى في المشاعر والشعور الرقيق.
والهدوء والرزانة.
والصوت البراحة.
القواسم المشتركة بينهما كبيرة وكتيرة.
وأي زول شافهم بقول : سبحان الله بشبهو بعض شديد.
ولكن .. ربما بعض العلاقات هي مثل (المغنطيس).
النظرية العلمية في المغناطيس تقول : أن القطبين المتشابهين يتنافران.
والقطبين المختلفين يتجاذبان.
وأي مغناطيس فيهو قطبين أتنين : (سالب وموجب) أو (شمالي وجنوبي) .
المتشابهين يتنافران والمختلفين يتجاذبان.
وحالة (صديقي) مع (حبيبته) هي تشبه المغناطيس.
بتشابهو شديد لدرجة التنافر عديل.
المهم.
هي بت سودانية مليانة حياء وأدب.
جميلة بدون مساعدات طبية.
يعني طلعت من بطن أمها سمحة.
بتشبه (سلطة الأسود) .
أو هي بتشبه (العافية) و(الموية الباردة).
تملك من الصفات الحميدة الكثير والكثير جداً.
عندها (قبول) رهيب.
محبوبة لدرجة بعيدة.
تشوفها مع الأطفال بتقول (طفلة) ، تشوفها مع (الكبار) تقول (كبيرة).
ربنا وضع في (وشها) سر أول ما تشوفها بتحبها.
والبسمة ما بتفارقها حتي وهي حزينة أو مخنوقة.
والله مرات كتيرة أنا ما بعرفها هي زعلانة ولا فرحانة.
ما بقدر أميز حالة الغضب عندها وحالة الفرح.
في حياتي ما شفت لي زول ببتسم في حالة الغضب وحالة الفرح وفي الحالتين إبتسامتها فيها نفس الطيبة والصفاء.
ينطبق عليها ما قاله حميد أبو عشر : (غضبك جميل زي بسمتك).
تلقاها باسمة ومطمئنة في كل حالاتها.
بطمنك أنت ذاتك لما تشوفها.
في ناس في الدنيا دي لما تشوفهم بحصل ليك (روقان) .
تكون زهجان أول ما تشوفهم بحصل ليك (رواق).
وديل خوجلي عثمان غنى ليهم : (شوفتك شفاء وزعلك يشفقك).
أو في أغنية (يا مداعب الغصن الرطيب) قال : (إن شافك المرضان يطيب).
ولا أنسى محمد ميرغني : (شفتك وإبتهجت).
وطبعاً على العكس تماماً في ناس لما تشوفهم بحصل ليك (حيرقان) .
والله صحي.
أنا للأن لما أشوف (عبد الرحيم الأهبل) أخو (حميدتي الغبي) بيجيني (حيرقان) صعب جداً.
أغبياء ما خلوا ليهم تلاجة في بيت مواطن ، الله لا كسبهم.
المهم.
البت دي إذا قابلتها من أول مرة بتترك فيك أثر.
زولة تملك خصائص العطر.
بتدخل بدون إذن.
وزي ما قال حبيبنا نزار سراج :
قلبها لو سجن بتمنى فيهو منافي
وشوفتها يا خلق غاية عيوني مناي
المحبوبة أجمل من مزيكة الناي
وزي سكر كنانة الفي أواخر الشاي.
وهي فعلاً كانت زي (سكر كنانة الفي أواخر الشاي).
طبعاً السكر في (قعر الكباية) بخلي طعم الشاي أحلى.
لما تصل أخر (جغمة) في الكباية بتحس (اخر الشاي) أحلى وذلك بفعل السكر الراقد في قعر الكباية.
غايتو نزار سراج بالغ في هذا التشبيه.
المهم.
الزولة دي لها في عمل الخير دور كبير.
لما تكون في حملات (شلل أطفال) بتكون مشاركة أول زول.
لما يكون في نظافة في الحلة بتلقاها مع الناس.
لما يكون في حملات بتاعت تبرع بالدم تلقاها بتكلم الناس كلهم عشان يجوا.
وانت لما تشوفها بتقول عليها (حنكوشة).
ما كانت (سمينة متلتلة) ولا (ضعيفة مهلهلة).
كانت (نحيفة) لكن ما ضعيفة.
الخجل الفيها والجمال والأنوثة العالية بتديك إحساس إنها زولة حنكوشة.
لكن كانت زولة (حربية).
وحنييينة شديد.
لو عرفت إنك في مصيبة أو حاصلة ليك مشكلة ممكن تكرهك ذاتو.
كتير صاحبي لما يكون عندو مشكلة أو عيان ما بكلمها.
ما بكلمها لأنها بتشفق وبتشفقك أنت ذاتك العيان.
ح أحكي عنها تلاتة مواقف.
الموقف الأول : مرة إتقابلنا في السوق العربي.
هي وصاحبي وأنا.
كنا ماشين أم درمان.
والزمن داك أنا ما سايق عربية.
إتلاقينا بالقرب من موقف التكاسي.
موقف التكاسي واقع بين الجامع الكبير ومول الواحة.
والدنيا كانت مطر وخريف تقيل.
والسوق العربي طين ووساخة.
عشان تمشي إلا تبقى زي (الضب) تتلصق في الحيطة.
وبتذكر كان في ظاهرة منتشرة في الخرطوم.
لما تمشي السوق العربي في أطفال كدا بجو يمسكوا طرف قميصك أو طرف الفستان وبقول ليك أدينا مساعدة.
أطفال بجروك جر عشان تساعدهم وممكن يعترضوا ليك الطريق عديل.
الزولة دي والله والله والله لو ماشة مع خمس بنات بتلقى الشفع ديل بخلوا كل البنات المعاها وبمسكوا فيها هي.
كدا بس .. من الله بجوها جاريين جري.
كان عندها قبول بخلي الأطفال يحبوها بدون سبب.
المهم .. نحن ماشين على موقف التاكسي وفي زي أربعة أطفال (إتشعبطوا فيها) .
واحد جاريها من شنطتها والتاني ماسك في رجلينها تحت وهي ما قادرة تتحرك.
شغالين يجرجروا فيها لما وقعت في الأرض .
مع الطين والموية وقعت.
وقامت الفستان طين ، والبلوزة طين ، والطرحة والشنطة.
كانت عبارة عن طين.
قامت تضحك.
ضحكت لما دمعت، والأطفال يضحكوا فيها والناس الفي الشارع يضحكوا .
والله يا جماعة أول كلمة قالتها لما قامت من الأرض قالت ليهم : يخسي عليكم وسختوا لي لبستي وضحكت.
قالت ليهم : إنتو عايزين قروش ولا حلاوة ؟
قالوا ليها عايزين قروش.
فتحت الشنطة طلعت لكل واحد حلاوة مصاصة وأدتهم (فكة حديد) .
ومشينا وهي تضحك مبسوطة.
لو قلت ليها : الأطفال ديل ما سودانيين بتزعل.
تقول ليك نحن ما عارفين ظروفهم.
خليكم من دا .. مرات تطلع من البيت ماشة الجامعة ومعاها تلفونها.
والتلفون يكون جمييل وعاملة ليهو هتش وحركات.
العصر لما تقابلنا تقول ليك : عليك الله هاك شريحتي دي ومعاها الذاكرة دخلها في (كفر موبايلك بي ورا).
تقول ليها : تلفونك وين ؟
تقول ليك : بعتو ، عندي صاحبتي الليلة كان ح يطردوها من الداخلية لو ما دفعت.
حركة بيع التلفون فجأة دي كانت حركة ثابتة عندها.
لدرجة إنو لما تبيع تلفونها بقينا ما بنسألها من السبب.
أنا أشهد إنها باعت أكتر من ستة تلفونات عشان تحل مشاكل صاحباتها في الجامعة.
دي أنا بشهد بيها ليوم الدين.
المهم .
الموقف التاني : قبل رمضان لما يعوسوا الحلو مر (الابري) في بيتهم بتقوم توزع (90%) من الابري حقهم للناس.
تدي ستات الشاي البتعرفهم وتدينا نحن وبتشيل كمية كبيرة بتوديها داخلية البنات لصاحباتها لما يكون الجامعة شغالة في رمضان.
وأمها كانت بتضايق من حركة توزيع الحلو مر.
لانو فعلاً هي بتوزعوا كلو.
دا الموقف التاني.
الموقف التالت : قابلتني قبل تسعة أيام من زواجها بطلب منها هي.
أخر مرة قابلت فيها (صاحبي) اللهو (حبيبها) كانت أخر مرة قبل أربعة شهور من زواجها.
وأخر مرة قابلتني فيها أنا كانت قبل تسعة أيام من زواجها.
الجزئية دي أتذكروها كويس لأنها مهمة .
ما ح احكي قابلتني لشنو لأنو دا بيأثر على تسلسل القصة.
لكن ح أحكيهو ربما بعد حلقتين إن شاء الله.
الناس لما تعرف السبب الخلاها تقابلني قبل تسعة أيام من الزفاف ح تندهش.
ح تندهش حقيقة.
كل الكلام دا وما أوفيتها حقها.
ولا بقدر أوفيها ولا أكفي.
لأن بالفعل هي جوهرة إنسانية وملكة في الأرض.
أكتب عنها وعيوني تفيض بالدمع على ذكريات كنت شاهداً عليها.
يمكن الناس كانت في الحلقات السابقة بتستغرب كيف صاحبي تعب كدا وإتجرس وكيف في زول بحب حب قدر دا.
أنا ما مستغرب ولا مندهش من الذي أصاب صديقي.
ما مستغرب لأن الفقد عظيم.
والمصاب عزيز.
والبكى على الجواهر الثمينة شيء طبيعي.
هي نادرة ، وقد قلت لصديقي ذات مرة : فلان دي لن يتزوجها إلا ذو حظاً عظيم.
أقيف لحدي هنا وباكر إن شاء الله أواصل.
و……
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبروك عليك 💔💔
Share this content: