
قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (13) ..
أواصل في الحلقة رقم (13) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
رجعنا البيت بعد أن رفضت طلب صديقي بمطاردة الحافلة وملاحقة (البت) الراكبة في الحافلة البتشبه حبيبته.
وأول ما وصلنا البيت هو دخل الصالون وقفل نفسو بي جوة.
طلعت الشارع وجات (أختو) تبكي وتمت الناقصة.
رجعت بيتنا وقد بلغت درجة متقدمة من الإستياء وربما الإستسلام.
حسيت إني ما ح أقدر أقدم حاجة أكتر من كدا.
قلت تاني بتواصل معاهم بالتلفونات بس.
وفعلاً الصباح وأنا طالع إتصلت على (أختو) .
قالت لي : شفتو لما قفل باب الصالون أمس ؟
قلت ليها : أي.
قالت للآن ما فتح الباب.
يا زولة؟
والله.
معقولة زول (يسجن) نفسو ، لا أكل ولا حمام؟
غيرت مساري وجيتهم في البيت.
وياريت لو ما جيت.
لقيت (أمو) و(أختو) خاتين السرير في باب الصالون.
وقاعدات ممحنات.
دي تعاين لي دي.
والله كمية الهم الفي عيون (أمو) يهد الجبال عديل.
غلبني الكلام.
دقيت ليهو الباب زي تلاتة أربعة مرات.
لا فتح ولا اتكلم.
قلت ليهو من خلف الباب : عاين عشان ما نكسر الباب أنت صاحي ولا نايم؟
ما رد.
قلت لأمو : ح أكسر الباب بس.
قالت لي : أكسرو أي.
أثناء ما بفتش في حاجة (أقرص) بيها الباب قام قال : أنا صاحي وداير أنوم هسه.
قلت ليهو : ما مشكلة أنت إتكلم معانا عشان نطمن عليك نحن ما دايرين منك حاجة.
المهم .. (أمو) مباشرة إتصلت على (عمو) و(خالو) باللفة كدا.
في ظرف ساعة (خالو) وصل.
كلمناهو بالحاصل.
وقف ليهو جمب الشباك وقال ليهو يا فلان أفتح الباب.
في أقل من دقيقة فتح الباب.
إتكلم معاهو مساااااافة وطلع.
دخلت أنا.
قلت ليهو : أنت بتعمل كدا عشان موضوع حافلة المواصلات و(البت) الأمس ؟
ما رد.
قلت ليهو : قوم ألبس أرح.
على بالقسم أفتشها ليك شارع شارع وأوديك ليها جوة البيت ذاتو.
برضو ما إتجاوب معاي.
بالمناسبة أنا رفضت أمشي ورا الحافلة لإعتبارات عندها علاقة ب(حالتو) الكان فيها و(شكلو).
لو مشينا ورا الحافلة وقابلنا (البت) دي عادي كان ممكن تطلب ليهو (999) .
ما تتخيلوا إنو صاحبي دا شكلو كان قيف.
والشعر كيف.
وشكل القميص.
والله لما كان راكب معاي ونحن ماشين التمرين في لحظة عاينت ليهو لقيت (رأس فرشة الأسنان) طالع من جيبو.
شايل (الفرشة) في جيبو .. ليه ما تعرف.
وكتييير بيكون (مزرزر زراير القميص غلط).
مبهدل لدرجة بعيدة.
بالإضافة لانو صوتو رايح.
وما بقدر يقيف ويتكلم معاك.
كان في حالة شرود ذهني وهيام وسرحان بعيد شديد.
عشان كدا ما في سبب بخليني أسمع كلامو وهو بالشكل دا وأمشي أطارد لي (بت ناس) في الشارع كل ذنبها إنها بتشبه ليهو (واحدة) .
(أختو) قالت لي : يا محمد بصراحة كان تمشي معاهو ورا الحافلة .
قلت ليها : أنت فاكرة أخوك داير يحصل (البت) دي عشان يتكلم معاها ؟ ولا عشان يتقدم ليها ؟
ابداً .. أخوك داير يعاين ليها ويقعد يتأثر لي.
والبت دي هسه لو جبتها ليهو هنا ما ح يقدر يقول ليها ولا كلمة.
فطالما لو لحقناها ح يتأثر ويتبهدل أحسن ما نلحقها ويتبهدل من بعيد لبعيد.
قالت لي : كلامك صاح.
المهم .. زي الساعة أطناشر كدا قال لي أنا داير أمشي الدكتور وح أمشي بي ركشة.
قلت ليهو ما مشكلة نمشي بالركشة لكن أنت داير تمشي الدكتور بتشتكي من شنو بالضبط؟
قال لي ما عارف.
قلت ليهو طيب .. نمشي بعربيتي وفي الرجعة أنت أرجع بالركشة.
قال لي تمام.
وصلنا المستوصف قال لي ما تدخل معاي.
قلت ليهو : خير ، لكن أنت معاك قروش ؟
قال لي : أي معاي.
دخل بعد نص ساعة جاني قال لي معاك قروش ؟
قلت ليهو : في أي .
قال لي (المعمل) قالوا دايرين قروش والقروش العندي ما بتم .
مشيت المعمل لقيت الفاتورة أكتر من القروش العندي برضو.
قلت للطبيبة الفي المعمل : على ما بال النتيجة تطلع بسدد ليك القروش.
دقيت لصاحبنا ما بعيد من المستوصف جاني وشلت منو باقي القروش.
ونحن منتظرين النتيجة قال لي أرح نمشي.
وفعلاً كان مقلق قلق شديد.
نحن قاعدين في صالة الإنتظار وهو كان ، مرة يرفع رجلو في الكرسي ومرة يمشي ويجي في الصالة ومرة يقعد على رجلينو.
وكل دقيقة يقول لي : يلا نمشي.
قلت ليهو : والنتيجة ؟
قال لي : نجيها بعدين.
أثناء كلامنا (أختو) جات المستوصف .
جات شايلة قروش.
وأنا أحلف قسم القروش دي (أمو) شالتها (سلفية) من الجيران عشان تلحقنا ليها في المستشفى.
الوضع الإقتصادي لينا كلنا بقى صعب فعلاً .
المهم .. أنا وهو مشينا وقلت لأختو جيبي النتيجة وحصلينا.
في الطريق قلت أفتح معاهو موضوع العُمرة.
أفتح معاهو الموضوع بدون ما أقول ليهو (أمك) قالت ح تبيع الدهب عشان توديك.
قلت ليهو : والله أنت محظوظ حظ عجيب.
ما عاين لي ذاتو.
ولا قال لي كيف محظوظ.
واصلت في الكلام وقلت ليهو : (فلان) قال ح يرسل لينا أنا وأنت نمشي عُمرة وهو ح يقابلنا هناك.
ودي فرصة جاتنا من السماء.
عاين لي مسافة كدا وقال لي : عليك الله هسه دا وقت عُمرة ؟
قلت ليهو يا زول قول إستغفر الله الكلام دا غلط منك.
قال لي : ما ماشي العُمرة.
قلت ليهو سبحان الله الناس بقيمو الليل صلاة وسجود عشان ربنا يرزقهم العُمرة انت العُمرة تجيك في محلك تقول ما ماشي؟
قال لي : أي ما ماشي والله.
وصلنا البيت بعد ساعة كدا و(أختو) جات ، جات (كداري) لأنو فعلاً ما معاها قروش .
(أختو) جات تبكي وشكلها متغير.
وأنا من الخلعة ما قادر أقول ليها في شنو.
بعاين ليها وهي تبكي.
وبصراحة أنا في الفترة الأخيرة بقيت أتحاشى أشوف (أختو) .
وعن نفسي كنت برضو تعبت شديد والناس من حولي لاحظو إنو حالتي ما أوكي.
المهم .. ما قلت ليها بتبكي مالك.
مسكت نفسي وقلت ليها : جبتي الفحوصات ؟
مدتها لي طوالي وقالت لي : قالوا الفحوصات نضيفة.
أنا من الزعل بقيت ما شايف قدامي.
قلت ليها : هي الفحوصات نضيفة وإنت بتبكي حباً في البكا ولا شنو؟
ما ردت.
طلعت مشت لأمها بغادي.
لحقتها.
مالك يا زولة ؟
في شنو ؟
قالت : الدكتور قال ليها : الشاب دا قال أمبارح جاتو ذبحة بالليل.
قلت ليها : الذبحة دي قالها الدكتور ولا قالها أخوك ؟
قالت لي : الدكتور قال هو قال ليهو.
يا بت الناس الدكتور قال إنو في الفحص ظهر ليهو إنو الزول دا جاتو ذبحة ؟
قالت لي : ما عارفة، أنا ما فهمت كلام الدكتور كويس.
المهم رجعت للدكتور وشايل معاي الفحوصات.
قلت ليهو يا دكتور الذبحة دي في الفحوصات هنا ما في.
قال لي : ما في ذبحة اصلاً ، ذبحة شنو ؟
قال لي : الشاب دا هو القال جاتو ذبحة وكلامو غير صحيح.
قلت ليهو أي بس (أختي) ما فهمت الكلام كويس.
قال لي : أخوكم دا مالو ؟
بتعاطى حاجة ؟
قلت ليهو : لا.
مالو يعني؟
قال لي الزول دا ما عيان وما كويس.
قلت ليهو : أي عندو مشكلة (بت) وعرس وما عرس وقصص زي دي.
قال لي : ما مشكلة بكرة المساء جيبو لي وتعال.
قلت ليهو : تمام.
واصلنا اليوم ما بين المستوصف والبيت لحدي يمكن الساعة عشرة بالليل.
ونقطة التحول إنو صاحبي بقى فجأة بحب يمشي الدكاترة.
بقى كل خمسة دقايق ممكن يقول ليك أرح الدكتور.
وطبعاً مرات كتيرة بنمشي الدكتور وبنرجع ساي لإنو ما بلقوا ليهو (وريد) للدرب.
ومرات (الوريد) بنفجر وقصص كدا ما ليها أول ولا اخر.
بقى يتردد على الدكاترة كتير والحاجة دي كانت محتاجة قروش.
وصراحة دخلنا في ديون بسبب الدكاترة.
المهم .. صباح اليوم التالي مشيت لزول أشيل منو قروش (سلفية) .
الزول دا مشرف في محطة وقود (طلمبة).
وكان البنزين صف زي الصف.
قاعد أتونس معاهو قدام المكتب في (الطلمبة) فجأة أشوف ليك (قريبة العروس ) ماشة علينا.
سلمت علينا.
الأخبار، الأمور ناس البيت.
قلت ليها : مالك بهنا.
قالت لي : معاي خالي واقفين في الصف وأنا زهجت نزلت منو .
وخالك واقف وين ؟
قالت لي هناك لسه قدامنا عربات كتاااار .
المهم .. صاحبي بتاع (الطلمبة) دخل المكتب وخلانا واقفين.
والبت أول حاجة قالت لي : مالك بقيت كدا ؟ أنت عيان ولا شنو؟ وشعرك كيف والدقن؟.
قالت لي : أنت برضو عامل حالة (حداد) ولا شنو ؟
إبتسمت ليها إبتسامة زي الزفت وما رديت.
قالت لي : صاحبك كيف؟ قلت ليها : تمام.
قالت لي : اتصلت عليك كتير ما بترد ومرات مقفول.
قلت ليها : أي .
إتصلتي علي خير إن شاء الله ؟
قالت بزعل : خير دي شنو يعني ؟ مالك بتتعامل بي رسميات كدا.
قلت ليها : كدا أسمعيني ياخ قريبتك أخبارها كيف إن شاء الله كويسة ؟
قالت لي : جات أمس.
جات وين ؟
قالت لي : جات بيتهم كانوا عاملين ليهم عشاء لكن رجعوا طوالي بعد العشاء.
قلت ليها كويس والله.
يعني هي ما سافرت؟
قالت لي : لالا ما سافرت وبعد دا خلاص قالت ح يجوا خلاص.
بعد أدتني المعلومة دي إختصرتها طوالي .
أو بالأصح ما حبيت إنها تحكي لي تفاصيل أكتر .
شلت قروشي وطلعت طوالي.
المساء قلت لصاحبي أرح نمشي مستوصف (فلان الفلاني).
أقصد المستوصف بتاع الدكتور القال لي تعالوا لي بكرة المساء.
قال لي : نمشي لشنو ؟
قلت ليهو : في نتيجة فحص أختك أمس نستها.
قال لي : الدكتور دا وهمي ساكت ياخ.
بعد تعب أقنعتو ومشينا.
ولسوء الحظ لقينا نمرة الدكتور مزدحمة وحاولت بقدر الأمكان أدخل ولكن للأسف صاحبي قلق وطلعنا بدون ما ندخل.
ونحن راجعين سألني سؤال فرحني جداً.
بدون مقدمات قال لي : فلان قال المفروض العُمرة متين ؟
والله يا الجماعة أنا من الفرح لما (إتلبشتا) عديل.
قلت ليهو : قال نمشي الأسبوع الجاي دا لأنو هو ح يجينا هناك عندو إجازة.
سكت مسافة كدا.
قال لي : وأنت رأيك شنو ؟
قلت ليهو : العُمرة دي الناس ببيعو عرباتهم والبقر حقهم وقطع الأراضي عشان يمشوا مكة.
قلت ليهو والله تقيف قدام الكعبة دي تنسى أي حاجة وتمشي تقعد ليك يومين مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحس إنك مولود من جديد.
قال لي : أنا ما قصدي رأيك شنو في العُمرة.
اها قصدك شنو ؟
قال لي : أنسى أنسى.
أنسى شنو يا زول أنت قاصد شنو إتكلم عديل.
قال لي : أنسى.
سكت وهو سكت.
ونحن داخلين على البيت ، قال لي : الجماعة قالوا جايين بعد بكرة.
العرسان ؟
قال لي : أي .
قلت ليهو : أنت عرفت كيف؟
قال لي : ما مهم عرفت كيف المهم إنهم جايين.
قلت ليهو أنا داير اسألك سؤال وداير إجابة صريحة.
أسألك ؟
قال لي أسأل.
قلت ليهو الزولة دي لو جات ولا ما جات أنت ح تستفيد من جيتها شنو ؟
قال لي حاسي بيها ما سعيدة .
يا زول !!
دا كلام شنو دا؟
قلت ليهو : دي معلومات ولا إحساس ولا أمنيات ؟
قال لي : معلومات.
قلت ليهو : معلوماتك إنها ما سعيدة ؟
قال لي : أي.
والمعلومات دي جبتها من وين وانت ما طلعت من البيت ولا مشيت لزول ولا زول جاك عشان يقول ليك كدا ؟
قلت ليهو أنا بتمنى إنو دي ما تكون أمنيات والله.
بتمنى قلبك يكون زي ما كان مليان خير ومحبة .
وأنا والله زي ما أنت غالي عندي هي برضو غالية عندي .
وأي واحد فيكم إن شاء الله ربنا يرزقه نصيبه كاملاً من الفرح والسعادة.
قال لي : هي ما اتواصلت معاك نهائي يعني ؟
قلت ليهو : ابداً وما في سبب بخليها تتواصل معاي.
تتواصل معاي المناسبة شنو؟
أنت جادي ولا بتهظر ؟
قال لي : جادي ، مش المفروض تتصل تسأل تشوفنا ميتين ولا حيين ؟
قلت ليهو : لا.
ما المفروض.
الفرضو منو كلامك دا؟
مفروض كيف يعني يا زول ؟
قلت ليهو : مش داير الحقيقة أنت ؟ بوريك الحقيقة.
الزولة دي إتصلت علي قبل العرس بتسعة أيام ومشيت قابلتها.
قال لي : اتصلت عليك لشنو؟
المهم .. ح أقيف هنا وباكر أواصل إن شاء الله ، أواصل ونشوف هي اتصلت علي قبل العرس بتسعة أيام ليه ؟ وأنا قلت لصاحبي شنو.
و……
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبروووك عليك 💔💔
Share this content: