
قزاز ورذاذ
محمد الطيب الامين
وجيت أقول مبرووك عليك (14) ..
أواصل في الحلقة رقم (14) من قصة صديقي في ليلة زفاف حبيبته.
قال لي : هي ما إتواصلت معاك نهائي يعني ؟
يقصد العروس.
قلت ليهو : لا طبعاً.
تتواصل معاي لشنو يعني؟
قال لي : مش المفروض تتصل تسأل تشوفنا (ميتيين) ولا (حيين) ؟
قلت ليهو : لا ما مفروض.
ولا في سبب بفرض عليها كدا.
قلت ليهو : مش أنت داير الحقيقة ؟
بوريك الحقيقة.
الزولة دي إتصلت علي قبل العرس بتسعة أيام ومشيت قابلتها.
إستغرب وقال لي : إتصلت لشنو ؟
وريتو قصة الإتصال لكن عملت فيها تعديل بسيط مراعاة لنفسياته.
المهم ..
قبل العرس بتسعة أيام بالضبط ، العروس إتصلت علي.
تحديداً يوم الأربعاء بالنهار.
يوم الأربعاء و(العقد) كان بعد بكرة (الجمعة) والزفاف الجمعة بعد الجاية.
يعني العقد الجمعة دي والزفاف الجمعة دور الجمعة دي.
إتصلت وأنا كنت في الشغل.
قالت لي : محمد المساء عندك حاجة ؟
قلت ليها : لا.
قالت لي : خلاص بعد المغرب تعال لي عند (خالتو فلانة) .
(خالتو فلانة) القلتها دي هي خالتها أخت أمها عندها (بوتيك) في نفس شارع بيتهم.
وهي مرا كبيرة ومتزوجة.
قلت ليها : تمام.
وصراحة بقيت أفكر بقلق شديد عن سبب المقابلة.
الزولة دي قبل تحدد العرس كانت كل مشاويرها بتكون معانا حتى لو صاحبي ما في برضو حاجاتها بتم معانا.
سبعة سنين أي مشوار بنوديها نحن (سبعة سنين دي فيها تلاتة سنين أنا ما كنت سايق عربية).
ولما بدت تجهيزات العرس بقت ما بتطلب مني أمشي معاها أو أوصلها محل ماشة.
وكتيييير في الفترة الأخيرة بلقاها راكبة أمجاد وماشة على السوق.
وصراحة لقيت ليها العذر بإعتبار إنها ما دايرة تحرجني لخصوصية علاقتي بصحابي وكذلك لخصوصية علاقتي بيها.
المهم..
بقيت أفكر النهار كلو عن سبب إتصالها.
المغرب بعد الصلاة مشيت البوتيك.
لقيتها قاعدة.
لابسة عباية سوداء وشرابات في اليدين وشرابات في الرجلين.
ولابسة نقاب أسود وما ظاهر منها إلا العيون.
سلمت سلام ما في اليد.
من بعيد.
الأخبار والصحة وكدا.
هي واقفة وأنا واقف.
والمقابلة ما تمت ربع ساعة.
قالت لي : محمد أنا في الدنيا دي ما عندي مشكلة مع زول.
قلت ليها : صاح.
قالت لي : وما بحب المشاكل ولا بقعد في حتة فيها مشاكل.
قلت ليها : صاح.
وقالت لي : أنت عارف كل كبيرة وصغيرة عني وعن حياتي .
قلت ليها : صاح.
وأنا صراحة كنت متوتر توتر ما عادي.
وأعصابي مشدودة جداً.
قالت لي : أنا ما عايزة أغير رقم تلفوني ولا بقفل شريحتي.
قلت ليها : كويس طيب.
شالت التلفون حقها من الكرسي ومدتو لي.
إستغربت وخالتها إستغربت أكتر مني.
قلت ليها : شنو؟
قالت لي : أمسك .
شلت التلفون قالت لي : محمد أحظر رقمك ورقم صاحبك.
قلت ليها : كيف ؟
ومن الخلعة ما قادر أتكلم ذاتو.
لما شافتني مرتبك ومستغرب.
قالت لي : أنا والله كان ممكن أعمل كدا أو ممكن أغير الشريحة أو حتى ممكن أحفظكم بأسماء مستعارة لكن تقديراً لحاجات سمحة كتير بينا أنا عايزاك أنت براك تحظر أرقامكم.
قلت ليها : جداً يا زولة ما طلبتي حاجة .
جابت لي رقمي حظرتو بيدي وجابت لي أرقام صاحبي الأتنين حظرتهم.
ورجعت ليها التلفون.
قالت لي : والله نحن عشنا أجمل السنوات واللحظات السعيدة المليانة بالضحك والسلام النفسي وكنا سند لبعض وإتجاوزنا مصاعب كتيره بمواقفكم وقلوبكم السمحة .
قلت ليها : أنت عارفة معزتك أكيد .
قالت لي : الخوة في محلها يا محمد وما تزعل مني أنا داخلة حياة جديدة ما عارفاها بيضاء ولا سوداء ، وواثقة إنكم ما ح تكونو سبب في أي مشكلة تحصل لي ولا ح تتصلوا علي لكن بس من باب التحوط ما أكتر .
قلت ليها : ربنا يسعدك وما نسمع عنك إلا كل خير.
مع السلامة مع السلامة.
المهم.
أنا عايز أقول حاجة بأمانة شديدة.
(البت) دي هي في العمر أصغر مننا.
أصغر مننا لكن أكبر مننا بعقلها والحكمة العندها.
الدرس الأدتني ليهو أنا لا لقيتو في الحياة ولا في قاعة الدراسة ولا غيرو.
درس يثبت حاجات كتيرة على رأسها حُسن التربية والحكمة والذوق والوفاء.
هي فعلاً كان ممكن تحظر الأرقام بدون ما تكلمنا.
كان ممكن تغير الشريحة.
بدون ما تكلمنا.
ما عملت دا كلو.
راعت للملح والملاح وعشرة الأيام.
راعت لمواقف وسنوات بيننا كنا فيها زي الأهل وكنا أصحاب وأخوان ، وكل واحد فينا عندو مواقف مع الآخر لا يمكن ردها ولا تجاوزها.
كان بينا حياة كاملة فيها الحلو والمُر.
وكنا للناس رمز طيبة وكنا عنوان للشباب.
علاقتنا نحن التلاتة مع بعض الناس كانوا بضربوا بيها المثل فعلاً.
هي حفظت كل ذلك.
ما هان عليها (تحظرنا) وما هان عليها تخلينا قاعدين.
إنها الحكمة والأدب .
أنه العقل الراجح.
أنا ما بكذب الموقف دا بكاني بالدمع الوفير ، موقف خلاها كبيرة في نظري أكتر مما هي كبيرة اصلاً.
إحتمال هي طلبت مني كدا لأنها عارفة أنا بعتبرها أختي شديد وعارفاني ما بزعل منها.
وحتى لما عرسها قرب ما حصل قالت لي قول لصاحبك كدا أو كدا لأنها عارفة انا ما بجاملو فيها.
وكنت عارف إنها كانت بتتقطع من جوة وهي بتقول لي هاك أحظر أرقامكم.
دا كان سبب المقابلة قبل تسعة أيام من العرس.
صاحبي حكيت ليهو الحاجة دي لكن عملت فيها تعديل.
قال لي : إتصلت عليك لشنو ؟
قلت ليهو : وصتني عليك وقالت لي نحن قبل الحب جمعتنا الخوة والصداقة والحاجات السمحة.
قلت ليهو : أنا طلبت منها تحظر رقمك وتحظر رقمي.
قال لي : لشنو يعني أنت إتصرفت كدا؟
قلت ليهو : لأنو دا الصاح ودا المفروض يحصل بدون نقاش.
قال لي : يعني تلفونها ما كان مقفول كنت أنا المحظور بطلب منك أنت ؟
قلت ليهو : أفهم من كلامك دا إنك الأيام الفاتت كنت بتتصل عليها ولا شنو؟
ما رد علي كلامي وقال لي أنا عايز أنوم بعد دا أنت إتوكل أمشي.
قلت ليهو : خير يا زول.
المهم.
رجعت بيتنا.
وأنا قبل أرجع جاتني زي تلاتة مكالمات من البت (قريبة العروس) الكنت قابلتها في (الطلمبة) ديك.
بعد وصلت البيت رجعت ليها قلت يمكن في حاجة.
لكن قضت لي المكالمة كلها نصائح وإرشادات.
وقالت لي : محمد صاحبك دا خليهو يسافر.
قلت ليها : يسافر لشنو يعني ؟
قالت لي : شكلو ما صابر.
قلت ليها : وإنت عرفتي كيف ؟
قالت لي : إتصلت عليهو قبيل.
يا زولة؟
اتصلتي لشنو ؟
قالت لي : ساي والله.
قلت ليها : ورد عليك؟
قالت لي : رد علي وقال مسافر العمرة.
قلت ليها : هو قال ليك مسافر العمرة ؟
قالت لي أي، أحسن تسافرو لأنو صاحبتك دي لو جات أنت عارفها براك ، والله لا بتقابلو ولا بتتكلم معاهو ولو لقتو في الشارع بتخلي ليهو الشارع.
قلت ليها : تمام ، لكن هل إنت قلتي ليهو إنها جاية بعد بكرة؟
قالت لي : أي.
قلت ليها : وتاني قلتي ليهو شنو ؟
قالت لي : بس.
قلت ليها : خير يا زولة.
المهم .. تقريبأ الساعة اطناشر ليل (أختو) إتصلت على قالت لي قال داير يمشي الدكتور وما يكلموك.
قلت ليها : خير جاي عليكم.
والله عندنا جارنا بتاع ركشة لقيتو في باب بيتهم بغسل في ركشتو نص الليل قلت ليهو نحن ماشين المستشفى وأنا قاطع بنزين أو البنزين المعاي ما بكفي.
قلت ليهو : لو عندك جالون أديني أو أرح ودينا.
قال لي بوديكم ما مشكلة.
مشينا .. أنا وهو وأمو.
(مستوصفات) الحلة كلها مقفلة.
مشينا حوادث أم درمان.
الجرجرة الله الخلقها.
ممرضات بدخلن الواتساب والفيسبوك أكتر من دخولهن العنابر.
والواحدة فيهم إلا تحنسها تحانيس عشان تشوف ليك العيان بتاعك.
وما بعرفن يتعاملن والأسلوب زفت جداً.
قضينا الليل كلو في الحوادث.
شي رسم قلب ، وشي بول ، وشي دم ، وشي صورة مقطعية وقصص ما في ليها أي داعي.
ونحن في المستشفى قلت ليهو عاين يا صاحبي بكرة ح نبدأ إجراءات العمرة.
صاحبنا رسل القروش وقطع التذكرة حقتو وح ينتظرنا في السعودية.
نرجع البيت أديني الجواز والموضوع منتهي.
(أمو) قاعدة معانا في السرير إستلمت الموضوع.
وقالت ليهو : يا ولدي نحن لينا (17) يوم من دكتور لدكتور وأنا في الدنيا دي ما عندي غيرك وأختك.
قالت ليهو : شوف الليلة نحن هنا في المستشفى وأختك في البيت براها.
لا قريب جانا ولا في زول واقف معانا.
أنا الليل كلو يا ولدي في (المُصلاية) ما عايزة حاجة إلا أشوفك كويس وتمشي شغلك زي زمان.
تعبنا وتعبنا معانا ود الناس دا.
قالت ليهو : العمرة جاتك هدية كيف تقول ما ماشي؟ يا ولدي أنعل الشيطان وأمشي الكعبة طهر نفسك وأدعي لي معاك بالعافية والصحة.
(أمو) قالت كلام كتيييير وفي النهاية بكت وبكتنا معاها والله.
هو بكا بحرقة شديدة.
بكا شديد لما أمو قالت ليهو : يا ولدي نحن إتملينا ديون كتيرة وكل القروش راحت للدكاترة.
الكلام أثر فيهو لدرجة بعيدة.
المهم.
رجعنا من الحوادث حوالي الساعة ستة صباحاً.
والحاجة الوحيدة الطلعنا بيها من الحوادث إتعرفت على مساعد طبي كتب لي حبوب (بتروق الزول وتخليهو هادي).
حبوب صغييييرة ولونها برتقالي أو كبدي تقريباً.
حبوب لا تصرف إلا بواسطة الطبيب ، وهي في الأساس بدوها لناس (النفسيات) .
قال لي أصرفها وأديها ليهو مع العلاجات البكتبوهم ليكم.
رجعنا البيت حوالي الساعة سبعة صباحاً.
قلت أحسن أفتش الحبوب أجيبها بعد داك أرجع البيت أنوم.
الحبوب دي عشان نلقاها لا خلينا صيدلية المك نمر لا صيدلية الشفاء لا صيدلية محمد سعيد لا صيدلية العافية.
الحبوب تعبتنا أكتر من المرض ذاتو.
في النهاية لقيتها في صيدلية في شارع الوادي.
الحبوب دي صراحة نقلت صاحبي نقلة حقيقية.
خلتو مستقر لحد كبير.
شالت منو القلق تماماً.
المهم.
النهار كلنا قضيناهو نوم.
المساء رجعت ليهم وقلت ليهو أديني الجواز وبكرة تمشي تحلق شعرك ونجهز الصور وكدا.
قلت ليهو بعد دموع أمك الأنا شفتها في المستشفى دي تاني ما في أي عذر.
قام يفتش الجواز بكل هدوء.
إستغليت الفرصة وفتحت تلفونو.
الرمز في رأسي.
فتحتو .. هو بفتش في الجواز وأنا بفتش في تلفونو.
لقيتو فعلاً متصل علي العروس زي (32) مكالمة ومتصل على تلاتة ولا أربعة من صديقاتها.
وفي الواتساب مرسل للعروس رسايل كعبة جداً.
والله حمدت الله إنو البت دي حظرتنا.
فعلاً لو ما حظرتنا كان ح تحصل ليها مشكلة بدون شك.
المهم.
أداني الجواز.
ح أقيف لحدي هنا ونواصل باكر إن شاء الله ونحن قربنا على النهاية إن شاء الله.
و……
وجيت أهنيك وأصافحك وجيت أقول مبرووك عليك 💔💔
#محمد_الطيب_الأمين
Share this content: