Site icon موقع صحيفة " الڨار " الالكتروني

*عام انتهى ومضى.. وعام جديد بدأ..!!*

*كرات عكسية*
محمد كامل سعيد
*عام انتهى ومضى.. وعام جديد بدأ..!!*
# طوي عام أيامه.. وودعناه.. وها نحن نستهل عام جديد نتمنى أن يكون عام خير وسلام على شعبنا السوداني الصابر وبقية الشعوب الاسلامية والعربية في كل أنحاء العالم..
# نودع عام بكل المرارات التي عشناها فيه.. نقول ذلك والحرب العبثية اللعينة لا تزال تحصد أرواح المساكين الغلابي الذين لا ذنب لهم بعد ما صرنا نتابع القتل الذي اصبح هو اللغة الوحيدة المتداولة داخل السودان.. حيث يموت البشر اما بالدانات او قلة العلاج او في الطريق إلى البحث عن مكان آمن..
# نقول ذلك وامامنا الاف الحكايات المؤلمة عن موت جماعي سواء بالمرض وغياب الدواء.. او بنقص علاج الأمراض المزمنة سواء السكري لو الضغط او الفشل الكلوي او القلب.. وغير ذلك الكثير من الأسباب.. وايتنادا علي ذلك المستوى فقد تاكدنا من ان قيمة الإنسان في بلادي قد وصلت إلى أدنى المستويات والدرجات َبمباركة أولى الامر خاصة أولئك  الذين يؤججون نيران الخلاف ويستمتعون بأتساع رقعة الحرب..!!
# وللأسف وفي الوقت الذي يدفع فيه ملايين البشر حياتهم ثمنا لحرب مفتعلة (لا ناقة لهم فيها ولا جمل) نتابع “البلابسة” وهم يصرون على الاسترزاق من المحرقة التي اقتربت من عامها الثاني.. وحقيقة فإننا لا ولن نتعجب اذا دخل هذا العبث العام الثالث دون أي فهم او فكرة او رغبة في كتابة نهاية لمرض الموت هذا والذي حصد ملايين البشر أصحاب الجنسية السودانية..
# الحقيقة ان من لم يمت بالدانة فإنه سيلقي حتفه بنقص علاجات الأمراض المزمنة.. فكم من مريض لقى ربه بسبب تعرضه لكومة سكري او صدمة وارتفاع ضغط الدم او غياب فرصة للوصول إلى مكان غسلة الكلى بسبب تدمير مركز الغسيل لو اقتحامه من احد الطرفين المتحاربين..؟! وكم من شخص مات بالحسرة على ضياع كل مدخراته وممتلكاته..؟! وكم.. وكم.. وكم..؟!
# نستقبل العام الجديد ونحن نردد: ما الجديد يا ترى..؟! هل نستطيع حقا ان نحلم بالطمأنينة التي سلبت منا فجأة نتيجة لاطماع عميقة في السلطة..؟! سواء من جانب هذا الفريق او ذاك..؟! هل يمكن أن نرى سوداننا يعود كما كان آمنا مستقرا مطمئنا نتحرك فيه بلا خوف عميق من النوع الذي سكن دواخلنا واستقر في نفوسنا..؟!!
# حتى إذا توقفت هذه الحرب العبثية اللعينة.. فكيف لنا ان نعود ونستعيد الوضعية الآمنة السابقة التي كانت فيها بلادنا عنوانا للثقة والأمن والامان والطمأنينة..؟! هل سنتمكن من تشييد منازلنا التي دمرتها الحرب اللعينة..؟! وكيف سيتم ذلك..؟! ومتى ومن أين..؟! وبي اي قيمة يا ترى..؟! نطرح تلك الاستفهامات استنادا علي الدمار والشتات الذي تابعناه وقد استمر لأكثر من عامين..؟!
# كيف سيعود سوداننا الي المجتمع الدولي بعد كل هدَذا الدمار الكبير..؟! ومن سيتولي امر إعادة المؤسسات والوزارات التي دمرتها الحرب..؟! المطار مثلا.. والوزارات التي نهبت..؟! والمتاحف والشركات العامة والخاصة.. والملاعب والكباري.. والشوارع والعقارات وبقية املاك المواطنين المتعلقة بالأسواق والسيارات التي نهبت والأموال وغيرها من الأشياء العالية التي لا تقدر بثمن..؟!
# سمعنا عن اعلان أكثر من دول صديقة استعدادها للمساهمة في بناء ما دمرته الحرب داخل السودان.. وهنا لا اخفي عليكم سرا بانني لا أثق مطلقا في ما قيل.. وحتى إذا ما قيل كان صادقا من الدول الصديقة.. فكيف لنا ان نثق في ابناء جلدتنا الذين هم اساسا الذين افتعلوا هذه الحرب العبثية اللعينة.!!.
# لقد تابعنا في فترة نزوحنا الأولى وعقب مغادرتنا (ام در امان) ووصولنا الي بورتسودان.. تابعنا كيف كان جل المسؤلين يتعاملون مع الإغاثة التي وصلت بالطائرات من معظم الدول الصديقة.. اي نعم لقد وزعوا للمواطنين سلات غذائية بداخلها مواد تموينية منتهية الصلاحية.. وعلمنا فيما بعد انها وصلت إلى البلاد قبل سنوات عديدة لإغاثة المتضررين من السيول والامطار قبل سنوات وسنوات.. بل وتم اخذ الكثير من المواد التموينية المهمة التي كانت موجودة بداخل تلك السلات.. ولا عجب..!!
# ان مصيبة الحرب التي اندلعت في السودان تعتبر بالجد كارثة حقيقية سيظل شعبنا يعاني منها لسنوات وسنوات حتى ولو تم الاعلان الان عن توقف الحرب.. واعتقد ان الشعب السوداني وبمثلما دفع الثمن ولا يزال يدفعه بمجرد إطلاق الرصاصة الأولى.. اعتقد انه (أي الشعب) سيكون هو الجهة الوحيدة أيضا التي ستدفع الثمن غاليا حتى بعد اعلان نهاية هذا العبث..!!
# الان وعلى اعتبار إننا نودع عام ونستقبل عانَم اخر جديد يجب علينا أن نترحم على ابناء الشعب للذين فقدناهم لأسباب مختلفة.. لكن بسبب واحد.. ونسأل الله الرحمة لفقدائنا من الرجال والنساء والأطفال.. ونتضرع للمولي عز وجل ان يتقبلهم قبولا حسنا.. وان يلهم الهم وذويهم الصبر والسلوان.. ويجعل قبورهم من رياض الجنة..
# ولا ولن نفقد الأمل في ان يهدي المولي عز وجل كل من ساهم في اندلاع هذه الحرب الي الطريق الصواب.. وبعدها فاننا لا ولن نسامح ولن نغفر وسنطالب بمحاسبة كل من أجرم َاخطأ في حق هذا الشعب المسالم المسكين الذي انتقل بدون ارادته (وبعد أن كان يدفع ثمن الحرب التي دارت في الجنوب) الثمن من أبنائه.. وتحول الان الي دفع فاتورة حرب أخرى عبثية مفتعلة.. وكإن هذا الشعب جاء للحياة لدفع فاتورة أخطأ الحكام اللئام..!!
# اعتقد ان الوقت قد حان لان نتفرغ الي ثرواتنا الكبيرة التي منحنا اياها المولي عز وحل.. وان نلتفت ونبحث عن الطريقة المثالية التي تعيننا على الإستفادة من هبات الأرض الزراعية الممتدة والأنهار والثروات الحيوانية المتنوعة والمعادن وغيرها من تلك المنتشرة في كل بقاع وطننا الغالي العزيز..
# إننا نعلم ان كل كلامنا هذا يندرج تحت بند الأمنيات الجميلة الرائعة التي بالطبع تحتاج اول َما تحتاج إلى ايمان وقناعةً تامة بالأهداف وَالامكانيات الكبيرة المتاحة والتي يعلمها إعداء السودان قبل أصدقائه.. نقول ذلك ونطالب الجميع بالتفكير فيه قبل الشروع ناحية استغلال تلك الهبات الربانية..
# نعود إلى مجال الرياضة ونتمنى التوفيق لمنتخبنا الوطني السوداني لكرة القدم من خلال مشاركته في النهائيات القادمة سواء في بطولة الشان بكينيا وأوغندا وتنزانيا او بطولة الكان بالمغرب.. كما نتمنى لصقور الجديان التوفيق في بقية مشوارهم بافصائيات افريقيا المؤهلة للمونديال والمباريات القادمة خاصة امام السنغال والمقررة في شهر مارس المقبل..
# وتمتد الأمنيات للهلال بالتوفيق في مرحلة المجموعات الحالية ومواصلة الانتصارات بداية لقاء المولودة بعد أيام.. ومرورا بلقاء الشباب التنزاني ومازيمبي والعبور لربع النهائي.. والوصول النهائي والتتويج بكأس بطولة دوري أبطال أفريقيا.. ونتمنى للمريخ الخروج من محنته التي طالته وان يغادر دائرة المجالس فاقدة الشرعية.. ويعود سريعا للمجالس المنتخبة.. ولبقية انديتنا ومنتخبآتنا السنية وفرق ومنتخبات كال المناشط.
# *تخريمة أولى* بمناسبة العام الجديد تذكرت انني احتفلت برأس السنة في العام ٢٠٠٢ ثلاث مرات.. حيث تحركت من القاهرة في طريقي إلى البرازيل بعد إجازة سنوية.. وفي طرابلس الليبية كان الاحتفال براس السنة الأول.. ثم في زيوريخ السويسرية وبعد مرور ساعات قليلة كان الاحتفال براس السنة الثاني.. وفي ريو دي جانيرو بعد حوالي (١٢) ساعة كان الاحتفال برأس السنة الثالث..!!
# *تخريمة ثانية* المفارقة الغريبة انني وفي اليوم الاخير بالعام المنصرم كنت في بورتسودان حيث اكتفينا بسماع اصوات الألعاب النارية ونحن نتاهب للنوم.. وسبحان مغيَر الأحوال من حال الي حال..!!
# *تخريمة ثالثة* على شاطئ (كوبي كابانا) وفي أول أيام العام ٢٠٠٢ كان يوما مدهشا حيث اطفأت سلطات المدينة الإضاءة العامة في الشوارع.. ببنما أضاء أفراد الشعب البرازيلي الشموع وأطفأؤها في لحظة نهاية العام.. حيث تحول المكان الي صالة كبيرة للاحتفال..!!
# *حاجة اخيرة:*  الاحتفال براس السنة في (ريو دي جانيرو) – التي تعني نهر الأموال – لم أجد شبيها له إلا في كرنفال المدينة السنوي الشهير الذي سمع عنه معظم الناس وكنت محظوظا بان عايشته عيانا بيانا..!!
# *همسة :* قلبي مع المساكين من ابناء شعب السودان الذين تحول نهارهم الي ليل.. وليلهم٦ الي نهار.. ذلك بفعل الحرب اللعينة وربنا يجازي اللي كان السبب..!!
# *همسة خاصة جدا:* ضحكت من (الانفرادة) التي تابعت عليها (ذلك الاعيسر).. ولكنني لم اتعجب.. وَربما أعود يوما ما لأحكي للقراء قصتي معه..!!
# *همسة خاصة جدا جدا:* في سفريتي الشهيرة الثانية الي البرازيل تابعت احتفالات شعب مدينة (الجن والملائكة) باريس وروما ومدريد وانا في الطائرة..!!

شارك الخبر على:

Exit mobile version