Site icon موقع صحيفة " الڨار " الالكتروني

مصطفى ومحمود وقصة الـ (20) ألف دولار !

قزاز ورذاذ
محمد الطيب الأمين
مصطفى ومحمود وقصة الـ (20) ألف دولار !

ليس هنالك أدنى شك فى تشابه مصطفى سيد أحمد ومحمود عبد العزيز فإن لم يكن التشابه في المشروع الغنائي فهو تشابه في الإنسانية .
وإنسجم تشابه (دواخلهما) حتى فى تفاصيل الرحيل أو المرض الطويل الذي سبق الرحيل .
والأحزان في العادة تتشابه.
وتشابه الأحزان يكون أحياناً في تفاصيل الحزن نفسه . والحزن عندنا (إستوى) من زمن بعيد برحيل كثير من الأعزاء والمبدعين.
وحظ هذا الشعب أن يخرج من الحزن ليدخل في حزن جديد وحكمة الله أن يموت محمود في نفس اليوم الذي مات فيه مصطفى من حيث التاريخ (۱۷-۱) .
مصطفى فنان صنع لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة بفضل خامة صوته وطريقته الذكية في الغناء فضلاً عن إنتاجه الذي لا يشابه المنتوج المعروض في الساحة .
وهذا أيضاً ينطبق على محمود الذي يعتبر هو واحد من الفنانين أصحاب أكبر قاعدة جماهيرية على مستوى الوطن العربي والأفريقى
جمهور محمود لا يقل عن جمهور فرق الأندية الرياضية الكبيرة) وكذلك أبو السيد .
ومنتوج محمود الخاص كما منتوج مصطفى لا يشابه
المطروح في السوق .
كلاهما .. مصطفى ومحمود لم يكن الطريق أمامهما مفروش بالورود سيما فيما يتعلق بطريق الإعلام والقنوات الفضائية والتي كانت مختصرة فى تلفزيون السودان .
تعامل الجهاز الرسمي التلفزيون القومي) مع مصطفى على أساس إعتبارات أخرى فكانت الفرصة أمامه ضيقة جداً وذات الشيء محمود الأمر الذي جعلهما يتحصلون على. النجومية من خلال المناسبات العامة
ويكفي القول ان محمود كان ممنوعاً بشكل رسمي من الغناء في حفل جماهيرى داخل ولاية الخرطوم لسنوات طويلة .
بينما ضاق هذا السودان الواسع بمصطفى فهاجر في غربة عربية لعدد من السنوات .
(الأشواك) التي رماها البعض في (زلط) مصطفى ومحمود جعلتهما يستغلان (الطريق الترابي أو الردمية) حتى يصلان لما وصلا له.
يجوز أن أقول أن مصطفى ومحمود بلغا النجومية عن طريق (الدقداق) و(الكتاحة)
وبلاشك التربية والبيئة وقوة الإرادة لعبت دوراً بارزاً في
صناعة مصطفى ومحمود فضلا عن شخصيتهما (المقبولة والقوية) .
ومن الملاحظات المهمة نجد أن مصطفى ومحمود كلاهما كان (مستعجلا) جداً في أداء رسالته .
الإستعجال هو من القواسم المشتركة التى اتفق عليها أبو السيد والحوت . مصطفى في ظرف سنوات معدودة قدم أكثر من (٤٠٠) أغنية خاصة ( ٥٠٪) منها لم يرى النور بعد .
ومحمود في سنوات تبدو أقل من سنوات مصطفى قدم ما يزيد عن ( ٣٤٠ ) أغنية (خاص ومسموع إلى جانب كونه أكثر فنان سوداني أصدر البومات غنائية .
وهذا ربما يعني أن أبو السيد والحوت قد قدما كل ما عندهما في هذه الفترة وكانهما يعلمان بقصر العمر.
يحفظ الناس لمصطفى كثير من المواقف الكبيرة والطيبة الزايدة والحساسية المفرطة تجاه الوطن والأهل.
هذا إلى جانب أن مصطفى كان إنساناً كريماً ونبيلاً وهو مثل النسيم لا يؤذي أحدا مهما حدث. وعبقرية مصطفى تجلت في (الألحان) وتلك الكلمات الصعبة جداً التي غناها وما كان لأى فنان آخر أن يغنيها لولا عبقرية أبو السيد ، ولعل أغنية (عم عبد الرحيم والحاج ود عجبنا وعجاج البحر) وغيرها من الكلمات الصعبة تقف شاهد على ذلك
ثم أن مصطفى لم ينكفي على شعراء البلد المشاهير بل أنه غنى لشعراء عرب على رأسهم نزار قباني وأسهم بشكل واضح في شهرة عدد كبير من الشعراء السودانيين .
ثقة مصطفى الكبيرة في نفسه أهلته بالبلوغ هذا المجد وكذلك محمود . ومن الأشياء التي تحسب لمصطفى كتابته للشعر و غدار دموعك تشهد على ذلك كما أنه بارع في العزف على العود”
والمقام هو ليس مقام مقارنة بين الكبير مصطفى والكبير محمود ولكنه بحث عن أوجه شبه أراد لها
الله أن تتشابه حتى في تاريخ الرحيل.
محمود كان (ود بند) أغبش لا يقف أمام المرايا) بالساعات كما يفعل بقية الفنانين ونحمد لـه أنـه قفل الباب أمام تامر حسنى وبقية الفنانين العرب الذين تخصصوا في سرقة ضان) الشباب السوداني .
لو لم يكن محمود لأصبح شباب السودان كله يسمع لتامر حسنى وبقية العرب في ذلك الزمان .
وكلما تأتى سيرة مصطفى تأتي سيرة العار
الحكومة بكل أجهزتها تلومت كثيراً مع مصطفى الذي دفع من جيبه الخاص مبلغ (۲۰) ألف دولار إشترى بيها (كلي) من موسكو .
والمعلومة هذه تبرعت بها بثينة زوجة مصطفى في حوارها مع الزميل الصديق عبد اللطيف الهادي في ذلك الزمان .
عيب والله ان يشترى مصطفى (كلي) من جيبه والحكومة بوزارتها الثقافية تتفرج .
وصمة عار في جبين وزارة الثقافة في عهد الإنقاذ.
أن جمهور مصطفى الغالب منه هو جمهور محمود وهذا يؤكد أن مصطفى ومحمود وجهان لعملة واحدة هي (الغبش والغلابة) .

شارك الخبر على:

Exit mobile version