فضيحة إدارية تهز الشرطة القضارف

عبد المتعال سليمان

فضيحة إدارية تهز الشرطة القضارف: خسارة نقاط واتهامات بالإهمال

بدأت القضية عندما رصدت إدارة نادي هلال المناقل مشاركة اللاعب علي الطاهر “كنداكه” مع فريق الشرطة القضارف، رغم وجود معلومات تفيد بأنه مقيد في كشوفات نادي الزومة الخرطوم. بناءً على هذه المعطيات، تقدمت إدارة هلال المناقل بشكوى رسمية إلى لجنة المسابقات في الاتحاد السوداني لكرة القدم، تطعن في صحة مشاركة اللاعب، مستندة إلى لوائح التسجيلات التي تمنع لاعباً من التواجد في فريقين دون استيفاء إجراءات الانتقال القانونية.

بعد دراسة الشكوى، قررت لجنة المسابقات اعتبار نادي الشرطة القضارف خاسراً بنتيجة 3-0 بسبب عدم صحة تسجيل اللاعب. هذا القرار لم يكن مجرد عقوبة رياضية، بل شكل ضربة قاسية للنادي، حيث انعكس سلباً على كافة الأصعدة، خاصة مع فقدان ثلاث نقاط ثمينة كانت ستساعد الفريق في تحسين موقعه بترتيب المجموعة. قبل صدور القرار، كان الفريق يحتل مركزاً متقدماً نسبياً، لكن بعد تطبيق العقوبة، تراجع ترتيبه، مما جعل مهمته في المنافسة أكثر تعقيداً.

هذه الخسارة الإدارية لم تؤثر فقط على الجانب الرياضي، بل كانت بمثابة إدانة واضحة للإدارة، التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ الفادح. فمن مسؤولياتها الأساسية متابعة تسجيل اللاعبين والتأكد من توافق الإجراءات مع لوائح الاتحاد السوداني لكرة القدم، إلا أن الإهمال في هذا الجانب تسبب في استياء واسع بين الجماهير التي كانت تأمل في موسم ناجح بعيداً عن الأزمات الإدارية.

القرار كان له تأثير نفسي سلبي على اللاعبين والجهاز الفني، الذين عملوا بجد لتحقيق نتائج إيجابية، لكنهم وجدوا أنفسهم يدفعون ثمن أخطاء إدارية لا علاقة لهم بها. مثل هذه الأزمات تؤثر على معنويات الفريق، خاصة وأن المجهودات داخل الملعب يمكن أن تُهدر في لحظة بسبب خلل إداري يمكن تجنبه. رغم ذلك، حاول الفريق تجاوز الأزمة سريعاً، ونجح في تحقيق تعادل مهم أمام الهلال الساحل بنتيجة 1-1، وهو ما يعكس رغبة اللاعبين في القتال داخل الملعب رغم الظروف الصعبة.

هذا القرار يجب أن يكون جرس إنذار لجميع الأندية السودانية، وليس فقط للشرطة القضارف. الالتزام باللوائح والانضباط الإداري لا يقل أهمية عن الأداء الفني، وأي خلل في هذا الجانب قد يؤدي إلى خسائر لا تقل خطورة عن الهزائم داخل الملعب. إذا لم تتحمل الإدارة الحالية مسؤوليتها الكاملة عن هذا الخطأ، وإذا لم يكن هناك تغيير في النهج الإداري، فقد يكون النادي مهدداً بمزيد من الأزمات التي قد تؤثر على مستقبله في الدوري.

كل الخيارات مفتوحة على مصراعيها، والساعات القادمة قد تحمل قرارات مرتقبة تنتظرها جماهير نادي الشرطة القضارف بعد الفضيحة التي أضرّت بسمعة النادي. فهل تأتي هذه القرارات بما يعيد للنادي اعتباره، أم أن الأزمة ستزداد تعقيداً؟.

Share this content:

Exit mobile version