وطن خالي من الأشرار

الممشى العريض

بقلم:

خالد ابو شيبة

 

قبل الحرب كانت كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن الدعم السريع يخطط للاستيلاء على البلاد
فبجانب التمدد الكبير عسكريٱ في العاصمة والنفوذ المالي لحميدتي كانت كل خطاباته عبارة عن إعلان صريح للحرب إذ أنه وصل مرحلة من الغرور جعلته يتطاول على المؤسسة العسكرية وينفي وجودها ويهدد على الملأ بطرد سكان الخرطوم وتحويل العمارات الشاهقة إلى ملجأ وسكن للقطط ومع ذلك لم نرى أي ردة فعل لقادة الجيش وربما هي تقديرات باستحالة أن ينفذ الرجل وعده فقد صرح قائد الجيش لأكثر من مرة أن الدعم السريع من رحم الجيش ولا يمكن أن يحدث أي خلاف بينهما وكان يتحدث بروح التسامح والتعقل على نقيض حميدتي الذي ظل يهدد ويتوعد في كل مناسبة وأمام أي جمع حتى وإن كان فيه بعض قادة الجيش.
الدعم السريع كان في أقصى حالات الجاهزية على نقيض الجيش الذي كان في أقصى درجات الكمون والضعف وعندما بدأت الملاسنات الساخنة بين حميتي والبرهان ودقت طبول الحرب والحرب أولها كلام تخوفنا أن ينهار الجيش الذي لم يك مستعدا ابدٱ للمعركة ويستولى حميتي بقواته على السلطة ولكن ألطاف الله الخفية كانت حاضرة لتمر أصعب الساعات في تاريخ الجيش والوطن وتعدي بسلام ومنذ تلك اللحظات فالجيش في حالة دفاع وهي وضعية الدرع بينما الدعم السريع كان في حالة السيف ليتمدد ويذهب أبعد من العاصمة ويستولي على ولاية الجزيرة وبعض مدن النيل الأزرق والنيل الأبيض.
ولأن الدعم السريع مليشيا مجرمة شرعتها القتل والدمار والسرقة فقد فر سكان الجزيرة من مدنهم وقراهم ليعيشوا المعاناة ويجابهوا الموت الذي فروا منه فمن لم يمت ببنادق الدعم السريع مات بسبب الجوع والمرض ولم يسلم من الرعب والمعاناة فكانت أكبر نكبة في تاريخ السودان ومع ذلك لم تضعف ثقة الشعب في جيشه بقناعة راسخة بأنه مهما تأخر سيأتي ليخلص البلاد والعباد من هؤلاء الأشرار الذين سأموه سوء العذاب والذين هم أبعد ما يكونوا عن هم الوطن والبحث عن الديمقراطية ومحاربة الفلول وغير ذلك من الشعارات الزائفة التي لا يفقهون معناها.
استجمع الجيش قواه بفضل الله وإرادة قادته ودعوات المظلومين من الشعب فتحول الجيش إلى خانة الهجوم وهي وضعية السيف وتحول الدعم السريع الى خانة الدفاع وهي وضعية الدرع فشاهدنا الاختراق الكبير الذي حدث بولاية الجزيرة عندما دخل الجيش عنوة واقتدارا إلى عاصمة الولاية مدينة ودمدني وتواصل المد الهجومي بتكتيكات مذهلة ومتحركات لا عد لها ولا حصر دون انقطاع في بقية مدن وقرى الجزيرة وبالعاصمة وسط هروب كبير من جبناء الدعم السريع ليعود كل شيء إلى وضعه الصحيح وما هي إلا أيام وسيتخلص الوطن باذن الله وإلى الأبد من هؤلاء الأشرار ومن يساندهم لينعم الناس بوطن خالي من القتلة والسفلة عديمي الأخلاق والتربية والأصل.
حواضن الدعم السريع بدأت بالفعل تنأى بنفسها عن مساندته خوفٱ من دفع الثمن ذلك الثمن الذي دفعه بعض ضعاف النفوس قصار النظر الذين ساندوا المليشيا في الجزيرة والخرطوم والجميع يعلن عليهم العزلة ولعل أسوأ مافي هذه الحرب تفشي روح العنصرية روح الغدر والتحريض على الإنتقام فكثيرون كنا نحسبهم علماء وندخرهم للمساهمة في بناء مستقبل السودان سقطوا للأسف الأسيف في هذا الإمتحان إذ لا فرق بينهم وبين القتلة فهؤلاء استفرغوا كل ما في إمعائهم من حقد وغل وحسد على إنسان الشمال ومن الصعب التعايش معهم من جديد فهكذا حكموا على أنفسهم واختاروا الجانب الخاطئ وفي ظني أن كل من ساند هؤلاء الهمج في تجاوزاتهم وانحرافاتهم قتلهم للأبرياء وإذلالهم للشياب واهانتهم للحرائر إختار الجانب الخاطئ ويستحيل أن يقبل به المجتمع من جديد.

Share this content:

Exit mobile version