
*مواسم الارتحال*
*عبد المنعم ترير*
*في ذكرى الزعيم: إلى أين وصل الزعيم*
بادئًا أجد نفسي معتذرًا لمتابعي هذه الزاوية وقراءها ولأسرتي الكبيرة بصحيفة الفار عن فترة الغياب القسري الذي فرضته علي ظروف العمل، فقدرنا أن نكون سندًا وعضدًا لإخوتنا بالقوات المسلحة نحمي ظهورهم ونسد ثغورهم الخالية من جبهات قتال.
وما أحلاه من قدر في سبيل عزة الوطن.
فلكم العتبي.
نعود اليوم وقواتنا تنتقل من انتصار إلى آخر، وتتحرك من وثبة إلى أخرى، وتحرر الحي تلو الحي والمدينة تلو المدينة من دنس هذه المليشيا الغاصبة المغتصبة الغاشمة.
نعود اليوم ونحن نستشرف انتصارات تشرح الخاطر وتسعد الشعب الذي ضحى وعانى أيما معاناة.
نعود ونحن نستقبل ذكرى رحيل رجل أمة وقائد أمة، وهو ما جعلني أقهر الظروف وأكتب ولو بحروف خجلة متواضعة عن رجل ملأ الدنيا وشغل الناس وملك المشاعر والإحساس.
ومن غيره بابا الهلال وزعيم أمته، طيب المعشر، نقي السيرة والسريرة.
يصادف اليوم الذكرى السنوية لرحيل زعيم أمة الهلال الطيب عبد الله محمد علي، الرجل الذي عشق الله وتنفسه، ورددت عشقه خفقات قلبه، وأصبح يتنفس الهلال ويتحدث الهلال.
لقب بمانديلا الهلال، ولقب بالبابا، وليس البابوية هنا بابوية الكنسية، بل هي بابوية الأبوة.
فقد كان أبا للجميع، ومعلمًا وموجهًا للجميع.
تجد عنده الحكمة والرأي السديد والقول الفصل.
الهلال عنده فوق الجميع، وهو عشق قبل أن يكون انتماء.
أربعة عقود وبضع سنين قضاها في ردهات سيد البلد وزعيمها الأوحد.
فإن كان الهلال هو قائد مسيرة الأندية في السودان وحامل لوائها في المحافل، فإن الزعيم هو قائد مسيرة الهلال وعرابها وحادي ركبها.
رجل يتمتع بكاريزما القيادة، ملم بفنون الإدارة ودهاليزها وتقاطعاتها وسرادقها.
لذلك كان ناجحًا.
قاد الهلال في أحلك الظروف، وفي زمن كان فيه المال شحيحًا، ومن يملكون المال لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وفي ظل غياب يد الدولة عن الأندية إلا ما ندر.
لكن الزعيم بحكمته وحسن إدارته ونزاهته استطاع تسيير النادي، ولم يقف المال يومًا عقبة أمامه في أي أمر يخص الهلال.
امتلك الزعيم مربوعًا كاملاً باعه بالتتابع وسخر عائده للهلال.
وهب نفسه وماله وجهده لخدمة الهلال.
حتى وهو على فراش المرض كان مهمومًا بالهلال وأخبار الهلال.
سجل له سفر الهلال والتاريخ مواقف قوية ومشهودة ستظل محفوظة تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
يحضرني منها صراعه مع أول وزير للشباب والرياضة في عهد الإنقاذ اللواء…
Share this content: