
صحفي جزائري يكتب : عندما يسعد السودان ولا نسعد فإنا أصحاب غلّ لا خير فينا
كتب أحدهم .. ” كوننا في الصدارة يزعجهم في داكار ” .. إنه لا شيىء سيسقط هؤلاء سوى عيني من كثرة العاطفة التي أكنّ لهم، وإلا فإن ألف ماني ومائة من إدريسا غاي وكثير من كوليبالي لن يصنعوا شيىء أمام منتخب سوداني بحلة جديدة يصيغها السيد أبيا، وليس من السهل أن توقف السنغال في ملعب محايد وتكون أقرب للفوز .. أليس من الأفضل لو جبرتَ بخاطري يا مزمل وحسمت الأمر، فلماذا ذلك التعنت يا أبوبكر بربك .. بل أقسم بالله أنه رغم مرضي فإني قفزت مع كل فرصة مهدرة يا رجال .
صقور الجديان وضعوا أسد الترانغا أمام حتمية مواجهة منتخب جاء يفرغ طاقة القهر فيه .. عزلوه في زاوية ولقنوه درسا في كيفية الصمود وكذا التباري .. حينها استذكرت زمن العجب من أيام فيصل، بالعجب في شاكلة الفتى رمضان، الذي لم يكتفِ بالتألق دفاعيا بل إنه أبهرني بطريقة استخلاصه للكرة وكذا الخروج بها .
للحظة دخل الشك نفوس السنغاليين ورأوا الخسارة تقترب .. ما صدقوا أن الخصم سوداني يلعب بغير أرضه، يدافع بانتظام وشراسة ويلعب المرتدة على الأصول، ولولا سوء الإنهاء لحمل ميندي خيبته ورحل يجرها لغاية العاصمة داكار .
لا أريد ذكرك بسوء يا أبو عشرين لأنه لا يمكن أن يذكر السوداني بسوء مهما كانت فعاله، إلا أني عشقت هذا المصطفى وبالكاد أبعدتُ عيني عنه، ثقة ووقوف وردات فعل حارس من الزمن الجميل .. وددتُ أن أقول له أن الموعد يخص كأس العالم فلتكن جادا على الأقل أمامي، لأني وكأنه في دورة صيفية بإحدى قرى الجزيرة .
#السودان في صدارة مجموعة تخص كأس العالم ومن جولتها الخامسة .. كل هذا وهو يلعب كل مواعيده خارج الأرض، فإن لم يكن هذا الصنيع تاريخيا فأي التاريخ تقدسوه أنتم وتهللون به .. ” بلّوه واشربو المية تبعوو ” فلا شأن لنا به .
عندما يسعد السودان ولا نسعد فإنا أصحاب غلّ لا خير فينا من الأساس، فكم هي جميلة هكذا إنجازات عندما يصنعها السودان، وتحتضنها ليبيا وأعيشها أنا مع الإثنين انتماء ومحبة وودّا وميولات.
Share this content: