
موجة البحر
✍🏻️ خالدة البحــــــر
بعد التعادل المثير لمنتخبنا الوطني أمام منتخب السنغال، تطلعت الجماهير إلى تحقيق الفوز وحصد النقاط أمام منتخب جنوب
السودان، لمواصلة تصدر المجموعة.
لكن الرياح لم تجرِ كما تشتهي السُّفُنُ،وتعادل منتخبنا مع منتخب جنوب السودان تعادلاً بطعم الخسارة، مما أدى إلى تراجعه
من الصدارة إلى المركز الثالث.
جاء التعادل في الثواني الأخيرة من عمر المباراة، إثر خطأ من حارس المرمى أبو عشرين، الذي تحمل وحده غضب الجماهير
السودانية، محملين إياه مسؤولية التعادل القاتل في الوقت القاتل.
ولكن، يا سادة، نعم، يتحمل أبو عشرين جزءاً من مسؤولية التعادل لعدم تعامله الصحيح مع الكرة.
إلا أن الشرارة الأولى للتعادل بدأت بعدم استقبال بعثة منتخب جنوب السودان من قبل إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم.
وقد برروا ذلك بأن المسؤول كان نائماً “شالتو نومة”
وهو ما اعتبره منتخب جنوب السودان عدم احترام وتقليلاً من شأنهم،
خاصة بعد أن شاهدوا قبل يومين الاستقبال الحافل بمنتخب السنغال المدجج بالنجوم وقائده ساديو ماني، من قبل الاتحاد نفسه.
لذا، قرروا رد كرامتهم في الملعب، ولعبوا حتى آخر ثانية بكل قوة، وكأنها مباراة نهائية، انتقاماً لكرامتهم المهدرة.
من أسباب التعادل أيضاً سوء الإدارة الفنية للمباراة وتراجع مستوى بعض اللاعبين.
ففي ظل تقدم المنتخب بهدف وفي الدقائق الأخيرة، أين خبرة اللاعبين في تجميد الكرة وتناقلها فيما بينهم لاستهلاك الوقت المتبقي؟
وأين توجيهات المدرب بعدم المجازفة والاندفاع للهجوم دون تأمين الدفاع؟
كل هذه الأسباب أدت إلى التعادل بطعم الخسارة، الذي نام على أثره الشعب السوداني حزيناً، ولكن الله كان يهيئ له فرحة كبرى على نحو آخر.
فكان يوم الأربعاء الموافق السادس والعشرين من مارس يوماً خالداً في تاريخ السودان، بإعلان الخرطوم حرة وخالية من
مليشيات الجنجويد، ووصول القائد البرهان إلى مطار الخرطوم وسجوده شكراً لله عندما سجد البرهان،في لحظة مؤثرة تجسدت فيها معاني الشكر والانتصار
سجد القائد البرهان عرفاناً للخالق على تحرير
الخرطوم، تلك المدينة الصامدة التي عادت إلى حضن الوطن في أيام رمضان المباركة.
لم يكن التحرير مجرد استعادة للعاصمة، بل رمزاً للكرامة والعزة وبقاء السودان قوياً بشعبه وجيشه، عصياً على الانكسار.
لقد انتظر الشعب هذه اللحظة منذ اندلاع الحرب
واليوم تحقق الحلم بانتصار الإرادة الوطنية ووحدة الجيش والشعب.
إنها بداية مرحلة جديدة لبناء السودان على أسس العدل والسلام، وقد ارتفعت أصوات الفرح والشكر في كل مكان، لتمسح دموع الأمهات، وتزرع الأمل في قلوب الشباب
وتعيد البسمة إلى شفاه الأطفال الذين عانوا من ويلات الحرب، معلنة عن عهد جديد من الأمن والاستقرار والازدهار.
اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
️ الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .
Share this content: