,

‏قمر النيل لا يعرف الغروب معركة الهلال لإثبات الوجود

‏هلال وظلال
‏عبد المنعم هلال

‏قمر النيل لا يعرف الغروب معركة الهلال لإثبات الوجود

‏ـ في عالم كرة القدم توجد مباريات تكتب بحروف من نار تختزل فيها كل معاني المنافسة والرهبة والطموح. ومباراة اليوم بين الهلال والأهلي القاهري هي واحدة من تلك المواجهات التي تتجاوز حدود الملعب لتصبح صراعاً بين إرادتين ومحطة تحدد مصير مواسم ففي هذه المباراة التي (لا تقبل القسمة على اثنين) المطلوب من الهلال الفوز ليس فقط لتحقيق التأهل بل لترسيخ هيبته القارية وإثبات أنه لا يزال قاهر العمالقة.
‏ـ الهلال يدخل المباراة وهو يعلم أن الفرصة قد لا تتكرر فالتأهل إلى نصف نهائي البطولة الإفريقية سيكون إنجازاً تاريخياً يعيد للأذهان أمجاد الفريق في التسعينيات عندما كان منافساً شرساً في المسابقات القارية.
‏ـ الهزيمة في القاهرة لم تقتل الحلم لكنها فرضت على (المارد الأزرق) خوض المعركة بقلب لا يعرف سوى الهجوم والفوز بفارق هدفين ليس خياراً فحسب بل هو واجب وطني أمام جماهيرٍ عابرة للحدود تنتظر من فريقها أن يرفع رأس السودان عالياً.
‏ـ اللعب في نواكشوط على الرغم من دعم الجالية السودانية القليلة هناك ليس كاللعب في أم درمان حيث (قلعة الكبار) ومقبرة الفرق الأفريقية وغياب الجماهير السودانية الكثيفة يزيد من تحميل اللاعبين مسؤولية تعويض الطاقة الروحية المفقودة لكن التاريخ يذكرنا أن الهلال اعتاد خوض المعارك بصبر (أبناء الشمس الحارة) وقدرتهم على تحويل الأزمات إلى وقود للانتصار
‏ـ الهلال بوصفه الأكثر تتويجاً بالدوري السوداني والأكثر حضوراً أفريقياً لا يُسمح له بالتراجع والمواجهة أمام الأهلي القاهري الذي يحمل لقب (نادي القرن الأفريقي) تأتي في سياق تنافس مرير بين قطبي وادي النيل فالهزيمة أو حتى التعادل قد يفقد الفريق توازنه النفسي قبل المادي خاصة في بطولة كبرى مثل دوري الأندية الأفريقية الأبطال حيث تحسب الأهداف والنتائج بمنطق الضرورة القصوى ليس هذا فحسب فجماهير الهلال التي اعتادت على رؤية فريقها في القمة لن تقبل أقل من انتصار يعيد إحياء أحلام التتويج والفوز هنا ليس خياراً بل هو واجب تاريخي.
‏ـ الأهلي ليس مجرد خصم عابر إنه الفريق الذي يجيد تحويل المباريات إلى معارك استنزاف نفسي وتكتيكي مع مدرب خبير في إدارة المواقف الصعبة ولاعبين يمتلكون (عقلية الموت من أجل الفوز) سيدخل الأهلي الملعب وهو يعرف أن تعطيل الهلال يكفيه لكن الهلال يدرك جيداً أن مفتاح المواجهة يكمن في كسر هذه العقلية الدفاعية مبكراً عبر استغلال سرعة أجنحته وقوة خط وسطه.
‏ـ الأهلي قد يلجأ إلى ضغط عال لتعطيل بناء الهلال للهجمات ما يتطلب من لاعبي الهلال الحفاظ على الهدوء تحت الضغط واستغلال المساحات خلف دفاع الخصم.
‏ـ الهلال يدخل المباراة وهو يعلم أن تاريخه العريق يلقي بظلاله على اللحظة وأن كل السودان ينتظر الفوز والتأهل وكل خطأ سيكون تحت المجهر وكل فرصة مهدرة ستحسب كـ (جريمة تكتيكية) لا تغتفر وفي المقابل الأهلي سيعتمد على (عقلية بطل أفريقيا) التي تدفعه لتحويل المباراة إلى كابوس للخصم مستفيداً من تاريخه في قلب النتائج المستحيلة.
‏ـ في مثل هذه المباريات لا مكان للوسطية إما أن تخرج منتصراً بطلاً أو تغادر مهزوماً تبحث عن ذريعة.
‏ـ الهلال مدعو اليوم ليكتب فصلاً جديداً من فصول مجده ليس فقط بقدمي لاعبه بل بإرادة جماهيره التي تحمل نفساً واحداً (الهلال لا يعرف سوى القمة). 
‏ـ اليوم الكرة ليست مجرد كرة .. إنها رسالة إلى القارة الأفريقية (الهلال باق والألقاب قدره).
‏ـ الهلال أمام اختبار وجودي إما أن يكتب أسطورة تروى لأجيال قادمة أو يغادر البطولة بدرس قاس.
‏ـ المباراة ليست مجرد مواجهة كروية بل هي معركة وطنية وجماهير الهلال تنتظر من فريقها أن يحقق المعجزة ليس فقط بالتأهل بل بإثبات أن كرة القدم السودانية ما زالت قادرة على المنافسة. 
‏ـ بإذن الله الهلال باق في المنافسة والإرادة لا تقهر.

Share this content:

Exit mobile version