
الإطاحة بالهلال خارج بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد هزيمة الأهلي له ذهابًا وإيابًا: ضرورة استقطاب اللاعبين السوبر وتطوير الإدارة لتحقيق الطموحات المستقبلية
التحديات الإدارية و آفاق النجاح القاري :
كتب /نسرين محمد إبراهيم
بعد مرور سنوات عديدة على تأسيسه، يظل نادي الهلال السوداني يواجه تحديات مستمرة في المنافسات القارية. هذه التحديات ليست جديدة، بل تكررت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يستدعي ضرورة البحث عن حلول فعالة وجذرية.
العقلية الإدارية جوهر المشكلة
تعتبر العقلية الإدارية في الهلال هي المحور الرئيسي للمشكلة. فالإدارة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار النادي من خلال التخطيط الاستراتيجي المالي والفني والإداري والاستثماري. إن غياب رؤية شاملة وقابلة للتطبيق قد يؤدي إلى عرقلة تقدم النادي نحو تحقيق أهدافه.
الإدارة: ركيزة النجاح
تُعد الإدارة الفعالة هي الأساس الذي يُبنى عليه نجاح أي مؤسسة رياضية. فهي المسؤولة عن وضع الاستراتيجيات والسياسات، وتوفير الموارد الضرورية لتحقيق الأهداف المرسومة. لذا، يجب على إدارة الهلال أن تتبنى نهجًا مبتكرًا يضمن استدامة النجاح وتحقيق الطموحات.
الطموح الجماعي: هل نحن راضون؟
يطرح سؤال مهم: هل نحن كشعب سوداني راضون بما حققناه؟ يبدو أن هناك شعورًا بالرضا السريع بعد كل إنجاز، حيث يُنظر إلى النجاح كغاية نهائية بدلاً من كونه خطوة نحو المزيد من التقدم. هذا التفكير السلبي يعيق تطلعات الهلال ويمنعه من المنافسة على أعلى المستويات.
التحفيز نحو التغيير
من الضروري أن يتبنى الهلال نهجًا يتسم بالتغيير والتطوير المستمر. يجب أن تتضمن الاستراتيجية الإدارية تغييرات جذرية تشمل تحسين الهيكل الإداري وتوزيع الموارد بشكل أكثر فعالية. كما يجب تعزيز ثقافة الطموح والسعي لتحقيق الأهداف الأكبر، بدلاً من الاكتفاء بما تحقق.
أهمية وجود لاعب سوبر ودور الإدارة في تعزيز الفريق
تعتبر كرة القدم لعبة جماعية، لكن وجود لاعب سوبر يمكن أن يكون له تأثير كبير على أداء الفريق بشكل عام. اللاعب السوبر هو ذلك النجم الذي يمتلك مهارات استثنائية وقدرة على تغيير مجريات المباراة بمفرده. إن وجود مثل هذا اللاعب في صفوف الهلال يمكن أن يعزز من فرص الفريق في المنافسات القارية، حيث يمكنه تقديم إضافة نوعية تؤثر على النتائج بشكل مباشر.
دور الإدارة في دعم النادي بلاعبين محترفين
تلعب الإدارة دورًا محوريًا في تحديد مسار الفريق من خلال استقطاب اللاعبين المحترفين ذوي الكفاءة العالية. فالتعاقد مع لاعبين محترفين لا يقتصر فقط على تحسين الأداء داخل الملعب، بل أيضًا يساهم في رفع الروح المعنوية للفريق ويجذب انتباه الجماهير. إن الإدارة التي تدرك أهمية الاستثمار في اللاعبين المحترفين تكون أكثر قدرة على تحقيق نتائج إيجابية.
غياب اللاعبين المؤثرين وتأثيره على الأداء
لم يكن غياب اللاعبين مثل الغربال وابن زيتون مجرد نقص في التشكيلة، بل كان له أثر كبير على أداء الفريق. هؤلاء اللاعبون كانوا يمثلون العمود الفقري للهلال، وغيابهم ترك فراغًا لم يستطع أي لاعب آخر ملأه. لم يكن هناك بديل قادر على تعويض مهاراتهم وخبراتهم، مما أدى إلى ضعف الأداء أمام الخصم.
هذا الغياب، إلى جانب عدم وجود البدائل المناسبة، أسهم في تراجع مستوى الفريق، مما جعل الهلال عرضة للهزائم بعد سلسلة من الانتصارات التي حققها في الدوري الموريتاني. تلك الانتصارات كانت قد زرعت الأمل في نفوس محبي الهلال ، حيث بدأت الآمال تتعلق بتحقيق نتائج إيجابية في المنافسات القارية. ولكن سرعان ما صدمنا بواقع مرير، حيث لم يتمكن الهلال من تجاوز عقبة البطولة، مما أفقدنا حلمنا الذي كنا نتطلع إليه.
لماذا لا يمكن تحقيق النتائج المرضية دون الاستثمارات اللازمة؟
إذا كانت الإدارة لا توفر ما يحتاجه الهلال من لاعبين محترفين، فلا يمكن توقع نتائج إيجابية. فالتنافس في البطولات القارية يتطلب مستوى عالٍ من الأداء، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بوجود لاعبين ذوي خبرة وكفاءة. إن عدم الاستثمار في التعاقدات المناسبة يعني قبول النتائج السلبية كأمر واقع.
إن تحقيق النجاح يتطلب أكثر من مجرد الرغبة؛ يحتاج الهلال إلى إدارة حكيمة تسعى لاستقطاب لاعبين سوبر وتوفير الدعم اللازم للفريق. من الضروري أن يدرك الجميع أن النتائج الإيجابية تأتي كنتيجة مباشرة للاستثمار في اللاعبين والتخطيط الاستراتيجي. إذا لم تكن هناك رغبة حقيقية في تقديم ما يحتاجه النادي، فلا يمكن توقع تحقيق النتائج التي ترضي الجماهير وتصنع مكانة للهلال في الساحة القارية
في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على قدرة الإدارة على التعلم من الأخطاء السابقة واستعادة الثقة من خلال تعزيز الفريق بلاعبين قادرين على إحداث الفارق. فالجماهير لا تزال تنتظر اللحظة التي يعود فيها الهلال إلى سكة الانتصارات ويحقق الطموحات التي طالما حلمت بها.
Share this content: