🔵 إستاد الهلال وأصوله المُهدرة

موجة بحر
خالدة البحــــــر

🔵 إستاد الهلال وأصوله المُهدرة: مسؤولية التأهيل واستعادة الحق
كتبت بتاريخ 27 مارس 2024 مقالًا بعنوان: “كل مبذول في غير محله غير مُقدر.. وكل غير مُقدر مُهدر” (2) إســــــتاد الهــــــلال هذا نصه:
🔷️ في السنوات الأخيرة، عانى الهلال من عدم اللعب بملعبه بسبب عدم استيفائه لمتطلبات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) للملاعب. ففي بعض الأحيان، لعب الهلال خارج السودان، وتارة أخرى بدون جمهور، للسبب ذاته.
🔷️ الآن وقد تحرر إستاد الهلال بفضل تضحيات جنودنا البواسل، أصبح لزاماً علينا التفكير ملياً في مستقبل النادي بعد عودته إلى قواعده. يجب أن نستثمر هذه الفرصة لتجنب تكرار أخطاء الماضي المتعلقة بعدم استيفاء الملعب للمعايير المطلوبة، فلقد اكتفينا من مرارة الغربة واللعب بعيداً عن جماهيرنا.
🔷️ لا بد من التفكير منذ الآن في كيفية تأهيل الإستاد وما حوله بعد الخراب الذي طاله، مع ضرورة استلهام التجارب الناجحة والالتزام بالمعايير الدولية لتجنب تكرار أخطاء الماضي. وفي ذات السياق، تمثل هذه المرحلة فرصة للولاية لتطهير محيط النادي من المظاهر السالبة التي كانت تعيق تطوره.
🔷️ على إدارة الهلال التواصل الفوري مع والي ولاية الخرطوم لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لتنظيم المنطقة المحيطة بالإستاد وتأمين بدائل مناسبة للمواقف، بما يخدم مصلحة النادي والمدينة على حد سواء. ستكون هذه فرصة ذهبية للهلال لاسترداد أرضه، ليتمكن مستقبلاً ، وبعد العودة بإذن الله إلى ديارنا وملعبنا، من استثمار تلك الأراضي، وتكون بداية للتحرر من الاعتماد على جيوب الأفراد.
🔷️ يأتي دور الجمهور أيضاً، والذي يجب أن يبدأ دعمه منذ الآن بالتفكير في كيفية المساهمة، وكل حسب قدر استطاعته ولو بالقليل. فالحرب أثرت نعم على الجميع، ولكن بالقليل المستمر، ولو جنيهاً على جنيه، يمكن المساهمة في إحداث فرق.️ كجمهور يريد نادي بطولات، علينا المشاركة في تحقيق ذلك. ولتكن البداية بتأهيل الإستاد، كل حسب استطاعته، سواء بالمال أو الجهد البدني أو بتقديم الخبرات، فالدعم مطلوب من كل النواحي.
🔷️ على إدارة الهلال أن تبدأ فوراً في وضع خطة شاملة لتأهيل الإستاد، على أن تستند هذه الخطة إلى متطلبات الكاف والمعايير الدولية، لا إلى الرغبات الشخصية أو الحلول الترقيعية التي لا تجدي نفعًا وتجعلنا عرضة لانتقادات الكاف المستمرة.
🔷️ هنا نوجه رسالة للروابط الأهلية الخارجية، وخصوصًا (المتناحرة) فيما بينها (التي لا أرى سببًا للتناحر إذا كان الهدف هو دعم ومساندة الهلال).️ يجب أن يكون لهذه الروابط أثرها في دعم تأهيل إستاد الهلال، وأن يكون تأهيل الإستاد سبباً في توحيد كلمتها، ليستفيد الهلال من كل طاقات أبنائه. ومنذ الآن، على الروابط توجيه طاقاتها المُهدرة في الخلافات إلى كيفية دعم وتأهيل إستاد الهلال، ووضع الخطط والبرامج حسب القدرات والتخصصات والخبرات لتكون تحت تصرف مجلس الإدارة، حتى يكون للنادي إستاد عالمي كما يحلم كل هلالابي.
🔷️ إن المرحلة القادمة تتطلب منا جميعاً، كهلالاب، الوحدة وتضافر الجهود الإيجابية للعودة إلى سابق عهدنا، بل وأفضل مما كنا نطمح. يجب أن يختلف تفكيرنا جذرياً عما قبل الحرب، وأن ننتهز هذه الفرصة لتصحيح أخطاء الماضي والانطلاق نحو نهضة حقيقية، عندها فقط سيُقدر كل جهد مبذول في مكانه الصحيح.
🔷️ إن ما دفعني لتناول هذا الموضوع مرة أخرى هو قرار مجلس إدارة نادي الهلال بتكليف أمين المال (المكلف) بملف إدارة دكاكين النادي وعودة المستأجرين . أرى أنه من الضروري بدايةً أن يتريث المجلس في إعادة المستأجرين أو إبرام أي عقود جديدة، لأن هذه فرصة جاءت للإدارة من السماء لتصحيح وضع الدكاكين وإعادة أموال الهلال التي ضاعت على النادي.
🔷️ ونبين كيف ضاعت أموال الهلال: عندما جاءت لجنة تسيير النادي بقيادة السيد هشام السوباط، كونت لجنة لحصر المنشآت بالنادي. كانت اللجنة مكونة من شباب الهلال الخُلص الذين عملوا بجهد وأمانة، فكانوا يأتون إلى النادي منذ الصباح الباكر من أماكن متفرقة من العاصمة ويعملون حتى المساء ويتفرقون إلى منازلهم، ويعودون في الغد لمباشرة أعمالهم على حسابهم الخاص، وأخذوا إجازات من أعمالهم. ورغم ما واجهوه من تعنت وعرقلة لجهودهم من بعض المستأجرين وبعض (المحسوبين) على الهلال، إلا أنهم أكملوا مهمتهم بنجاح. هذا ليس منًا على الهلال، حاشا لله، أو أردت أن أثقل عليهم، لكن لكي أبين أن بالهلال كوادر مستعدة للعمل بحب وإخلاص للهلال متى ما طُلب منها ذلك، لأنهم يحبون الهلال.
🔷️ وأعدت هذه اللجنة تقريراً مفصلاً وشاملاً وكاملاً عن دكاكين الهلال، حيث وجدت العجب ( العجاب). من ضمن ما وجدت، مثلاً ، دكانان يؤجران بثمن دكان واحد، ومساحة تصلح لأن تكون مكتباً مؤجرة بسعر دكان واحد، وقس على ذلك. ومعروف أن منطقة دكاكين الهلال بأم درمان أغلى منطقة من ناحية الإيجارات في أم درمان، وثاني أغلى منطقة في العاصمة الخرطوم، رد الله غربتها ومسح كآبة آثار الحروب منها.
🔷️ وتم أخذ موعد للقاء رئيس مجلس إدارة الهلال، السيد هشام السوباط، لوضع الملف أمامه وتنويره بكل صفيرة وكبيرة عن الدكاكين ومساحتها والايجار المستحق حسب الموقع والمساحة، وعلى إثر ذلك يتم تحديد سعر الإيجارات الحقيقية التي كانت ستغذي خزينة النادي بالمليارات. ولكن للأسف، مافيا التجار بالتعاون مع بعض (المتعاونين) من داخل النادي وجهوا ضربة استباقية ورفعوا الإيجارات من خمسة آلاف جنيه إلى 30-35 ألف جنيه، وكانت هذه الزيادة بمثابة طوق نجاة للإدارات التي كانت تحتاج لبعض المال، إضافة إلى أنها تعتبر زيادة كبيرة.
🔷️ فحين أن أقل إيجار كان حسب تقرير لجنة المنشآت بـ 100 ألف جنيه، ويمكن أن تصل أسعار إيجار بعض الدكاكين إلى 300 ألف جنيه حسب المساحة والموقع، وكان هنالك من يرغب بالإيجار ومستعد لدفع هذا السعر، لكن (المافيا) و (المتعاونين) أضاعوا على الهلال المليارات.

🔷️ على أثر ذلك، أطالب المجلس بالتريث في عودة المستأجرين وعدم تجديد أي عقود إلا بعد الاستعانة بهذه اللجنة والمخرجات التي توصلت إليها. وحتى وإن فقدت بعض البيانات منهم، بسبب الحرب، يمكنهم وضع تصور تقريبي عن الوضع.️ وهذه فرصة جاءت للمجلس على طبق من ذهب لإعادة حق الهلال الذي أُهدر للأسف من قبل بعض من يدعون حب الهلال.
🔷️ المهندس الفاضل التوم كان رئيس لجنة حصر المنشآت، ويمكنه العمل على هذا الملف الحساس والهام جداً. مقدرات علم الدين أمين المال المكلف المتواضعة لن تمكنه من إعادة حقوق الهلال، وما هي مؤهلاته التي تؤهله لعمل ذلك؟
🔷️ نقدر حاجة المجلس للمال، لكن الصبر قليلًا سيعود على المجلس بمبالغ مضاعفة أكثر، والله ولي التوفيق.
🔷️ اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء
🔷️ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
🔷️ الحمد للـه الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن .

Share this content:

Exit mobile version