‏الهلال والمشاركة الكارثية… ستة أجانب وخسارة إدارية ‏

‏هلال وظلال
‏عبد المنعم هلال

‏الهلال والمشاركة الكارثية… ستة أجانب وخسارة إدارية

‏ـ في واقعة مخجلة لا تليق بتاريخ الهلال ولا بقيمته كأحد أكبر الأندية السودانية قررت لجنة المسابقات بالاتحاد الموريتاني لكرة القدم اعتبار نادي الهلال خاسراً أمام فريق لكصر بعد إشراكه لستة لاعبين أجانب في مخالفة صريحة للوائح المعتمدة ولم تكتف اللجنة بذلك بل فرضت أيضاً غرامة مالية على الهلال بلغت 10 آلاف أوقية موريتانية (ما يعادل 250 دولاراً تقريباً) ما يعتبر خلل إداري فاضح فأين الرقابة يا إدارة الهلال ..؟
‏ـ ما حدث لا يمكن وصفه إلا بـ(الفضيحة الإدارية) حيث غابت الرقابة وغاب التنسيق وسقطت المنظومة التنظيمية للفريق في اختبار بديهي.
‏ـ أليس من مهام الجهاز الإداري التأكد من مطابقة التشكيلة لقوانين البطولة ..؟ أليست مسؤولية السكرتارية والفريق الفني والقانوني مراجعة كشوفات اللاعبين ..؟ أين دور مدير الكرة ..؟ بل أين المسؤولية الجماعية ..؟!
‏ـ للأسف هذا الخلل الفاضح يكشف أن الهلال لا يدار بعقلية احترافية بل بعشوائية مؤسفة وكأننا أمام فريق هاو لا يملك أي بنية إدارية أو قانونية.
‏ـ بعد هذا الصمت الإداري الذي هو اعتراف ضمني بالخطأ الفظيع تقدم نادي الهلال باستئناف رسمي ضد قرار اعتباره خاسراً في مباراته أمام نادي لكصر ضمن منافسات الدوري الموريتاني طالباً المراجعة والإنصاف.
‏ـ الأسوأ من الخطأ نفسه هو عدم خروج أي مسؤول هلالي لتقديم تفسير أو اعتذار لجماهير النادي العريضة بعد هذه الواقعة فالصمت المطبق الذي أعقب القرار فسر على أنه اعتراف ضمني بالخطأ وترك الجماهير تواجه الإحباط والحرج دون أدنى توضيح أو تحمل للمسؤولية.
‏ـ استغل إعلام الندّ التقليدي هذا الخطأ الإداري الجسيم وبدأ يروج لرواية مختلقة تزعم أن الهلال قد تواطأ مع نادي لكصر الموريتاني لتفادي الهبوط ..! ومن الطبيعي أن تصدر مثل هذه الافتراءات من إعلام اعتاد الاصطياد في الماء العكر لكن ما يؤسف له حقاً أن ينساق بعض منسوبي الهلال خلف هذه الفرية ويصدقوها دون تمحيص وكأنهم يبحثون عن أي ذريعة لجلد الكيان في لحظة يحتاج فيها إلى التماسك لا التشكيك.
‏ـ القرار سليم والخطأ فادح واللائحة واضحة فلا يجوز إشراك أكثر من 5 لاعبين أجانب في المباراة الهلال أشرك 6 لاعبين لا جدال هنا وما جرى لا يحتمل التأويل ولا يقبل فيه العذرإنه خطأ إداري لا يليق بناد ينافس على البطولات الكبر وكان من الممكن تلافيه بعملية مراجعة بسيطة قبل المباراة.
‏ـ من الناحية الفنية في هذه المباراة الهلال لم يظهر ما يبرر حتى هذا العدد من الأجانب والأداء كان باهتاً والانسجام غائباً والتكتيك مفككاً فهل جمع الهلال هذا الكم من اللاعبين الأجانب لمجرد (العدد) ..؟!
‏ـ الاحتراف ليس في جنسية اللاعب بل في مستواه والنتيجة أن الفريق سقط فنياً كما سقط إدارياً ليخرج من المباراة خالي الوفاض مهزوماً بالقانون ومخذولاً بالأداء.
‏ـ تحدث مدرب الهلال فلوران عن الجدل الدائر حول العقوبة الإدارية المتعلقة بمباراة (لكصر) مؤكداً أن الهلال ارتكب خطأ لا يُغتفر بمشاركة ستة محترفين لكنه شدد على أن الفريق لم يتعمد الخطأ لمساعدة أي ناد آخر قائلاً (ندخل كل مباراة من أجل الفوز ولا نلعب لصالح أحد) ودافع عن مدير الكرة عبد المهيمن الأمين واصفاً إياه بأنه أحد أعمدة النادي الإدارية بخبرة تتجاوز 17 عاماً مضيفاً (الجميع يخطئ، لكن لا يمكن التشكيك في كفاءة عبد المهيمن أو حبه للهلال).
‏ـ يجب تفعيل الرقابة القانونية بتعيين لجنة قانونية دائمة لمراجعة كل قرارات المشاركة وتسجيلات اللاعبين وتفاصيل اللوائح الداخلية والخارجية.
‏ـ إعادة هيكلة الجهاز الإداري فلا بد من تقييم شامل لأداء الجهاز الإداري وتحديد مواطن القصور وإبعاد العناصر غير المؤهلة.
‏ـ اختيار المحترفين بالجودة لا بالعدد ويجب أن تكون التعاقدات مع الأجانب بناء على الحاجة الفنية والمستوى الحقيقي وليس فقط لسد الخانات بأسماء خارجية.
‏ـ تعزيز ثقافة الاعتراف بالخطأ فالصمت لا يحل الأزمات بل يفاقمها والاعتراف بالخطأ شجاعة وتقديم التوضيح للجماهير احترام.
‏ـ إشراك خبراء في التخطيط والإدارة فلا ضير من الاستعانة بخبرات خارجية في التنظيم والإدارة الرياضية خصوصاً في ظل تعدد مشاركات الهلال قارياً.
‏ـ الهلال ليس نادياً صغيراً وليس نادياً عادياً يمكن أن تمر عليه مثل هذه الأخطاء مرور الكرام إنه ناد عملاق بتاريخ عريق وجماهير لا تقبل إلا بالمنافسة على الألقاب وما حدث يجب أن يكون جرس إنذار للجميع داخل النادي وإلا فإن القادم سيكون أكثر مرارة فهل تتدارك الإدارة هذا الخطأ وتفتح صفحة جديدة قوامها التنظيم والانضباط ..؟ أم أننا سنشهد تكراراً لهذا السقوط في مناسبات قادمة ..؟



Share this content:

Exit mobile version