,

🔵 *الهلال يودع موريتانيا: وفاءٌ يليق بكرم الأشقاء*

🌀 *مـــــــوجة بحــــــــر*

🔵 *الهلال يودع موريتانيا: وفاءٌ يليق بكرم الأشقاء*

✍🏻️ خالدة البحــــــر

من قلب السودان الجريح، تتدفق إليكم يا أهل موريتانيا، يا أرض المليون شاعر، أصدق مشاعر الامتنان والعرفان. بقلوب مليئة بالتقدير، يودعكم الهلال السوداني، بعد أن وجد في دياركم الطيبة ملاذًا آمنًا لكرته، هاربًا من ويلات حربٍ لم تترك لنا خيارًا سوى البحث عن واحةٍ نروي فيها شغفنا الكروي. لم نتوقع أن نجد في هذا البلد العريق هذه الحفاوة وهذا الكرم الذي لامس أرواحنا.

باسم كل هلالي، نتوجه بخالص الشكر إلى الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، رئيساً ومسؤولين، على القرار الشجاع والإنساني باستضافة نادي الهلال في دوريها الممتاز. لم يكن هذا مجرد قرار إداري، بل كان تجسيدًا لأواصر الأخوة الصادقة التي تجمع شعبينا، فنحن جزء من نسيج الأمة العربية والإسلامية. لقد شعرنا منذ اللحظة الأولى أننا بين أهلنا، وأن ملاعب موريتانيا هي امتداد لديارنا التي تئن تحت وطأة الحرب.

لا يمكن للكلمات أن تصف مشاعرنا ونحن نرى نادي اسنيم كانصادو يقيم لنا ممرًا شرفيًا قبل مباراتنا الأخيرة. هذه اللفتة النبيلة لم تكن مجرد بروتوكول رياضي، بل كانت رسالة واضحة بأن الرياضة تتجاوز المنافسة إلى أفق أرحب من التضامن والتعاضد. لقد تجسدت في هذه اللحظة أسمى معاني الأخوة العربية والإسلامية، التي طالما تغنى بها شعراء موريتانيا.

كرم الضيافة ودعم لا ينسى
إن تتويج الهلال بلقب الدوري الموريتاني الممتاز، حتى لو كان “شرفيًا” في ظروف استثنائية، هو فخر لنا واعتزاز بتاريخنا العريق. هذا اللقب لم يكن ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي تلقيناه من الاتحادية الموريتانية، ومن الجماهير الموريتانية الأصيلة التي احتضنتنا وكأننا فريقها. لقد كانت الملاعب الموريتانية شاهدة على شغف جماهيرنا التي تتبعتنا من السودان، وعلى كرم وحفاوة الجماهير الموريتانية التي رحبت بنا ودعمتنا بكل حب.

ولا ننسى هنا الوقفة التاريخية للاتحاد الموريتاني لكرة القدم وتعاونه اللامحدود، الذي تجلى في تأجيل مباريات الهلال المحلية عندما كان فريقنا يخوض غمار منافسات دوري أبطال أفريقيا. هذا التسهيل كان له عظيم الأثر في تمكين الهلال من تمثيل الكرة السودانية بأفضل صورة ممكنة على الساحة القارية. كما نتوجه بالشكر الجزيل لجميع الأندية الموريتانية الشقيقة ومشجعيها، التي لم تبخل علينا بالدعم والمساندة خلال مشوارنا الأفريقي، واستضافت موريتانيا العزيزة مباريات الهلال الأفريقية بكل كفاءة واحترافية. هذه المواقف النبيلة لن تمحى من ذاكرتنا، وستظل محفورة بماء الذهب.

إلى سعادة السفير السوداني في موريتانيا، الدكتور عبد الحميد البشرى، نتوجه بالشكر الجزيل على حضوره ودعمه المتواصل لنا، فقد كان سندًا حقيقيًا للفريق في هذه المرحلة الصعبة.

*وداعٌ بأمل اللقاء*

ختامًا، نغادر موريتانيا اليوم، حاملين معنا ذكريات لا تُمحى من الكرم والأخوة. لقد كانت هذه التجربة أكثر من مجرد موسم كروي، كانت درسًا في الإنسانية والتضامن. نتمنى لموريتانيا وشعبها الذي يشتهر بالشهامة والضيافة كل التقدم والازدهار، ولرياضتها مزيدًا من التألق والنجاح. ونأمل أن نرد هذا الجميل يومًا ما، وأن تعود ديارنا آمنة مستقرة لنستقبلكم فيها كما استقبلتمونا.

*شكرًا موريتانيا، شكرًا اتحادها، وشكرًا شعبها العظيم.*

اللهم أنصر الجيش السوداني والهلال فوق كل أرض وتحت كل سماء.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
الحمد لله الذي جعل الهلال ميقات للناس وتاج يزين هأَمات المآذن.

Share this content:

Exit mobile version