
*جدل يحيط بانتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم
اتهامات بإقصاء السلطان برقو و”مجموعة النهضة”*تشهد الساحة الكروية السودانية جدلاً حادًا ومستمرًا حول انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، والمقرر إجراؤها في الأول من يوليو 2025. يتركز هذا الجدل حول اتهامات موجهة للاتحاد بتقديم موعد الانتخابات وتعديل اللوائح بطريقة تهدف إلى إقصاء السلطان الدكتور حسن برقو ومجموعته، “مجموعة النهضة”، من المشاركة والمنافسة.
*سير العملية الانتخابية والخلافات الجوهرية*
أعلنت لجنة الانتخابات في الاتحاد السوداني لكرة القدم عن إغلاق باب الترشح، ووفقًا للمعلومات المتاحة، فازت قائمة “التطوير والتغيير” بقيادة الدكتور معتصم جعفر بالتزكية، لعدم تقدم أي قائمة أخرى. هذا الفوز بالتزكية، في ظل التنافس المحتدم غالبًا في مثل هذه الانتخابات، أثار شكوكًا كبيرة حول نزاهة وشفافية العملية، خاصة مع اتهامات “مجموعة النهضة” بتعمد إقصائهم.
*مزاعم الإقصاء: تقديم موعد الانتخابات وتعديل اللوائح*
يقود السلطان الدكتور حسن برقو، رئيس اتحاد الجنينة لكرة القدم وعضو الاتحاد السابق، “مجموعة النهضة” التي تُعد من أبرز المعترضين على سير العملية الانتخابية. تُركز اعتراضاتهم على نقطتين أساسيتين:
*تقديم موعد الجمعية العمومية:* تتهم “مجموعة النهضة” وغالبية المهتمين بالنشاط الرياضي بالسودان الاتحاد السوداني لكرة القدم بتقديم موعد الجمعية العمومية التي أقرت التعديلات الجوهرية على النظام الأساسي ولائحة الانتخابات بأربعة أشهر كاملة عن موعدها الرسمي المعتاد. يرى السلطان برقو والغالبية أن هذا التقديم المفاجئ للموعد كان بمثابة تخطيط مسبق ومحاولة متعمدة لحرمان عدد كبير من الاتحادات المحلية والأندية المؤهلة من المشاركة في الجمعية العمومية. هذا الإجراء، بحسب “مجموعة النهضة”، قلل من فرص المنافسة وأفسح المجال لتمرير التعديلات دون معارضة حقيقية.
*التعديلات غير الشرعية على النظام الأساسي ولائحة الانتخابات:* تؤكد “مجموعة النهضة” أن التعديلات التي تم تمريرها على النظام الأساسي للاتحاد ولائحة الانتخابات تمت بطرق غير قانونية ومشبوهة. وكان الاتحاد السوداني قد قدم للجنة الحوكمة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) نظامًا أساسيًا يحتوي على تعديلات مغايرة تمامًا لما تم إجازته في عمومية بورتسودان في سبتمبر 2024. إضافة إلى ذلك، يشار إلى وجود لائحة انتخابية لم تتم مناقشتها أو إجازتها بشكل سليم، واصفين ذلك بـ “التزوير الصريح” و**”تفصيل الانتخابات بمقاسات محددة ولمجموعة محددة”**. هذه التعديلات، إلى جانب تقديم الموعد، خلقت بيئة انتخابية يُزعم أنها غير عادلة وغير شفافة.
*تحركات “مجموعة النهضة” ومطالباتها بالفيفا*
في مواجهة ما تعتبره إقصاءً ممنهجًا، صعدت “مجموعة النهضة” من تحركاتها. كلّف السلطان برقو فريقًا من المحامين في سويسرا لرفع طعن قانوني لدى لجنة الحوكمة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لإيقاف إجراءات الجمعية العمومية والانتخابات. يطالبون بفتح تحقيق فوري في هذه الاتهامات وإلغاء جميع الإجراءات التي تمت. وقد أكد برقو أن اتحادي الجنينة والفاشر قد شرعا فعليًا في إكمال الملف القانوني لتعطيل الإجراءات.
*السلطان برقو: شخصية وطنية ومساهمات إنسانية فاعلة*
بعيدًا عن ساحة الخلافات الكروية، يتمتع السلطان الدكتور حسن برقو بشخصية وطنية مرموقة ودور إنساني فاعل، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها السودان. يُعرف برقو بمبادراته المتواصلة لدعم الفئات المتضررة من الحرب والنزوح، مما أكسبه تقديرًا واسعًا على الصعيدين الرسمي والشعبي.
*مبادرات العودة الطوعية للنازحين:* يُعد الدكتور حسن برقو من أبرز المبادرين والداعمين لجهود العودة الطوعية للأسر النازحة إلى ديارها الأصلية، لا سيما في الخرطوم. وقد أشادت به حكومة ولاية نهر النيل بشكل خاص، واعتبرت رحلات العودة المجانية للفارين من جحيم الحرب إلى ديارهم الأصلية بالخرطوم “واحدة من المبادرات النموذجية لسودان ما بعد الحرب”. لم تقتصر هذه المبادرات على ولاية نهر النيل (من الدامر وعطبرة وشندي)، بل امتدت لتشمل مناطق متعددة داخل السودان، وتعمل على توفير وسائل النقل المجانية (قطارات، باصات، حافلات) لتسهيل هذه العودة.
*الدعم الإنساني للمتضررين:* لا تقتصر جهود برقو على تسهيل العودة، بل تشمل أيضًا تقديم الدعم المادي والمعنوي للأسر السودانية المتضررة من الحرب في مناطق مختلفة. يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه “رجل البر والإحسان” و”صمام أمان الشعب السوداني وقت الضيق”، نظرًا لمجهوداته الجبارة وعطاءه المستمر في إعانة المواطنين على تجاوز الآثار السلبية للصراع. وقد أشاد به العديدون لدوره الفاعل في التخفيف من معاناة النازحين وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
*الترقب لموقف الفيفا*
في ظل هذه التوترات المستمرة، يترقب المراقبون والمهتمون بكرة القدم السودانية موقف الفيفا من الشكاوى المقدمة. من المتوقع أن تستمر الإجراءات الانتخابية وفق الجدول المعلن، في حال عدم تدخل الاتحاد الدولي لتعليق العملية. ويعتبر السلطان برقو أنهم لن يألوا جهدًا في سبيل إنقاذ كرة القدم السودانية بإيقاف الانتخابات التي يصفها بأنها “تم تفصيلها بمقاسات محددة ولمجموعة محددة”.
إن هذه التطورات تسلط الضوء على عمق الخلافات في المشهد الكروي السوداني، وتؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه السلطان الدكتور حسن برقو في محاولة الدفاع عما يعتبره حقوقًا قانونية ومبدأ الشفافية في إدارة شؤون كرة القدم، إلى جانب دوره الإنساني البارز.
Share this content: