سُحب التعادل السلبي تحجب رؤية الهلالين في سماء كسلا.

سُحب التعادل السلبي تحجب رؤية الهلالين في سماء كسلا.
التعادل الرابع على التوالي للبحارة، ومتوكل كولا نجماً للمباراة.
حجبت سُحب التعادل السلبي رؤية أحد الهلالين في سماء مدينة كسلا ذلك بعد المقابلة التي جرت بين الأشقاء ناديي هلال الساحل وهلال المناقل على أرضية إستاد كسلا عصر الثلاثاء 28 يناير دون أن يفلح رماة الفرقتين في هز الشباك برغم المحاولات المتكررة طوال زمن المباراة الأخيرة لمجموعة الشرق ضمن الدورة الأولى للدوري السوداني الممتاز النسخة 29 موسم 2025.
بدأ هلال الساحل المباراة بشكل فني أفضل مقارنةً بمظهره في الجولات الثلاث الأولى، حيث كان أكثر جرأة وإصراراً لكسب نقاط الجولة وبدى ذلك جلياً بتفوقه في عمليتي الاستحواذ وصناعة الفرص، حيث أهدر المدافع محمد حسين سفاري في بداية اللقاء كرة رأسية إرتقى لها وحيداً من داخل منطقة الست ياردات ولكنه وضعها أعلى المرمى بقليل بعد ركنية متقنة وصلته من علاءالدين فتحي، وفي الزمن بدل الضائع للمباراة أهدر المهاجم معاوية مهدي فرصة محققة وهو ينطلق وحيداً داخل المنطقة في موجهة حارس مرمى المناقل عندما حاول التمرير لزملائه محمود كودي وفارس محي الدين في العمق بدل التسديد المباشر؛ فلا وصلت الكرة للزملاء ولا كسب معاوية شرف المحاولة في هز الشباك بهدف ذهبي في زمن قاتل.
محاولتي بداية ونهاية المباراة شرحتا بوضوح نية البحارة في الظفر بنقاط الجولة وقتالهم طوال ال 90 دقيقة لنيل هذا الهدف، حيث ظهروا بصفوف متناسقة وإسلوب لعب يعتمد على بناء الهجمات من الأطراف وصناعة الفرص عبر العكسيات، ولكن عابهم التروي والبطء الشديد في التحولات الهجومية والزيادة العددية داخل منطقة الجزاء أمام فريق يلعب بدفاع متكتل ولا يفارق منطقته، وأحيانا ظهر التسرع بدل السرعة في ختام الهجمات مثل فرصة خالد بوب الذي لحق بكرة على خط المرمى داخل المنطقة ولكنه عاد ومررها (متسرعاً) عرضية بلا عنوان، كذلك عكسيات الظهير الأيسر علاءالدين التي لم تشكل خطورة تذكر برغم كثافتها طوال شوطي المباراة فحقق بها الكم ولكنه لم يظفر بالكيف وهو يلعب كرات عالية لمهاجمين يفتقرون لطول القامة دون أن يراعي صعود الزملاء وخلق الزيادة العددية وبالتالي زيادة خطورة الفرص.
وظهرت بعض المحاولات للتسديد من خارج المنطقة من لاعبي الوسط بدرالدين وربيع ولم تساعدهم أرضية الملعب في عملية التحكم قبل التسديد.
الشيء الذي أفقد جميع هجمات البحارة عامل النجاعة.
بالمقابل أخرج قلب الدفاع متوكل آدم كولا كرة خطيرة من على خط المرمى إثر تسديدة قريبة، ذلك بعد سقوط حارس مرمى البحارة منجد النيل إثر إحتكاك هوائي قوي معه من أكثر من لاعب للمناقل الشيء الذي لم يحرك قاضي الجولة لإطلاق صافرته وكاد أن يصيب البحارة في مقتل، وإحتج على الحالة لاعبو العميد ونال معها القائد بدرالدين هنو البطاقة الصفراء.
غير ذلك تكسرت كل محاولات خط هجوم المناقل بقيادة بكري المدينة وولاءالدين موسى وأبكر التشادي تحت أقدام مدافعي البحارة، ومن خلفهم خبرات المخضرمين علاءالدين يوسف ومصعب عمر، ونال متوسط الدفاع متوكل آدم كولا نجومية المباراة والذي نجح في ادواره ومهامه الدفاعية وبرز بشكل لافت في كسب كل الصراعات الفردية بصورة مميزة في هذه المباراة وسابقاتها، ولم تنقص من نجوميته محدودية مشاركاته في بناء الهجمات من الخلف.
نقاط فنية :
عثمان الفاضل(ميسي) لعب دور الجناح الأيمن الهجومي وقدم الكثير من العكسيات، وإكتفي بدور الصناعة حيث لم ينجح في الدخول للعمق والتسديد بيساريته الحارقة، بينما زملائه في المقدمة محمود وخالد تبادلا المراكز والمهام أكثر من مرة.
خالد آدم (بوب) بدأ المباراة متوهجاً ومتحمساً حيث تحرك كثيراُ وسبب صداعاً لمدافعي وحارس مرمى المناقل، ولكنه توارى في الشوط الثاني حتى توقيت إستبداله قبل ربع ساعة من نهاية المباراة، وهذه أول مرة يظهر من البداية في هذا الموسم.
خالد يمتاز بالسرعة الفائقة، بجانب عملية المطاردة للمدافعين، ومحاولة إسترداد الكرة سريعاً، وهو أكثر من يجيد القيام بعملية الدفاع المتقدم وإسترداد الكرة في ثوان أو إجبار المدافعين على تشتيت الكرة.
طرفي الدفاع خالد هاشم، وعلاءالدين فتحي قادا العديد من الهجمات من الأطراف وكان علاءالدين هو الأوفر مساهمة، ولكن عابهما رفع الكرات مباشرة بمجرد تجاوزهما خط المنتصف دون التقدم ناحية خط المرمى وخلق الخطورة الأفضل، حيث لم يصلا ولا لمرة واحدة لتلك المناطق وتقديم كرة عكسية محسنة، ربما واجباتهما الدفاعية كانت الهاجس لديهما، ولكن كرة القدم بدون جُرأة ومغامرة تكون دائماً رتيبة وبلا إبداع ولا نتيجة، خاصة مع التغطية البديهية المتوقعة للاعب الوسط لظهر زميله عند تقدمه في مثل هكذا حالات.
بالنتيجة قفز هلال المناقل للمركز الثاني خلف نادي الميرغني، بينما تساوى البحارة في النقاط مع الشرطة القضارف وحي العرب بورتسودان وتفوق عليهما بالأهداف.
ومباشرة وبلا فترة راحة لإلتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق؛ ستنطلق مباريات الدورة الثانية لمجموعة الشرق فقط بعد 4 أيام (2 فبراير) في جولات الحسم وبعد معرفة كل نادي بنقاط القوة والضعف لدى المنافسين.
مفارقة :
المباراة شهدت مشاركة المهاجم ولاءالدين موسى للمرة الثانية أمام البحارة بشعار ناديين خلال 4 أيام، وكان ولاءالدين قد لعب عصر الجمعة بشعار نادي حي العرب وسجل هدفاً قبل أن يدرك البحارة التعادل، وصام اليوم عن إحراز هدف أو تهديد المرمى.
علاءالدين وفارس، أول ظهور :
بينما ظهر لأول مرة الظهير الأيسر المنضم حديثاً للبحارة علاءالدين فتحي على حساب محمد عبدالله فولي ومحمد المجتبى تنقا الذان سبقاه في هذه الوظيفة، وقدم فتحي مباراة إستهلالية جيدة دشن بها مشواره مع العميد.
كذلك تحرر الجهاز الفني للبحارة من التحفظ عندما دفع بلاعب الشباب الحريف فارس محي الدين في قلب الهجوم في خواتيم المباراة.
آخر ظهور، غادر المجموعة :
مايسترو الوسط مصطفى ناجي لعب آخر مباراة له مع البحارة بسبب إنتقاله لنادي المريخ الخرطوم، وكان ناجي قد فاز بنجومية الثلاث مباريات الأولى على التوالي وبهر الجميع بلمساته وقراءة الملعب وهدوءه، مصطفى ناجي دخل قائمة البحارة بداية هذا الموسم ولعب 4 مباريات رسمية فقط، وغادر سريعاً حتى قبل أن يتعرف عليه جمهور النادي بعد أن شغل الجمهور الرياضي بالقضارف وكسلا، ولفت أنظار الفنيين وتوَّج نفسه نجماً للتسجيلات.
كروت صفراء بالجملة :
أشهر قاضي الجولة عدداً كبيراً من البطاقات الصفراء في وجوه لاعبي الفريقين ولم يسلم من ذلك حتى المدير الفني لهلال المناقل.
الغريب أن جميع كروت البحارة كانت خارج اللعب وبسبب الإحتجاج مثل حالات بدرالدين، باتير، علاءالدين، أو تأخير اللعب والسقوط للحارس منجد النيل الذي بات يكررها كثيراً بسبب منطقي وبدونه، مثل هذه المباراة والبحارة هم الأعلى كعباً والأحوج لأي دقيقة مهدرة.
الشيء الذي يجب أن يحذره نجوم البحارة أن الكروت الحمراء والصفراء هي أحد الطرق التي تحسم الترتيب في حالة تساوي النقاط بين الأندية، ولا داعي لها من الأساس، خاصة وأن كل الإنذارات لنجوم هلال الساحل كانت بعيداً عن العنف، وإشتُهر الفريق بتقديم كرة نظيفة وجميلة طوال السنوات السابقة ومازال.
دفع الجهاز الفني للبحارة بقيادة الكوتش حبيب الله نواي بتشكيل ضم منجد النيل في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي متوكل آدم (كولا)، محمد حسين سفاري، خالد هاشم (مالودا)، علاءالدين فتحي، وأمامهم القائد بدرالدين هنو، مصطفى ناجي، ربيع التوم، وثلاثي مقدمة هجومية عثمان الفاضل (ميسي)، محمود كودي (باتير)، خالد آدم (بوب).
ودخل في الربع ساعة الأخير قبل نهاية المباراة المهاجمين معاوية مهدي، وفارس محي الدين لاعب الشباب مكان عثمان ميسي وخالد بوب.
وفي مقابل الكوتش حبيب الله نواي كان على الدكة الفنية لهلال المناقل الكوتش محمد الفاتح طبيز.
أدار المباراة طاقم تحكيم من القضارف بقيادة الحكم النور عبد الله، بمعاونة نور الدين مسكول، أحمد أبو ريدة، وعصام ميسي حكماً رابعاً.
ترتيب المجموعة بنهاية الدورة الأولى:
الميرغني كسلا 8 نقاط
هلال المناقل 5 نقاط
هلال الساحل 4 نقاط
الشرطة 4 نقاط
حي العرب 4 نقاط
ودنوباوي الخرطوم (غاب عن المشاركة)
المكتب الإعلامي لهلال الساحل
Share this content: