عبد المنعم هلال يكتب || سهام الشماتة… لا تصيب إلا مطلقها

ما إن أطلق الحكم صافرته معلناً نهاية لقاء الهلال والأهلي القاهري حتى خرجت العقارب
من جحورها ونفثت سمها في فضاءات التواصل شامتة وساخرة ومستهزئة
كأنها كانت تتحين لحظة سقوط سيد البلد لتستعرض أحقادها.
الهلال الذي ظل يحمل راية السودان في البطولات الأفريقية
ويقاتل في ميادين الكبار لم يكن يمثل نفسه اليوم بل كان يمثل وطناً أنهكته الحروب وشعباً يبحث عن فرحة
وسط ركام الوجع ولكن بدلاً من أن نجد من يواسي رأينا من يهلل للسقوط
ويشمت في ممثل الوطن وكأن فوز الأهلي القاهري كان نصراً للمريخ ..!
ما هذا الغل الذي يسكن القلوب ..؟ ما هذه الشماتة التي تنضح بها الكلمات ..؟!
نحن لا نطلب من جمهور المريخ أن يشجع الهلال ولا أن يذرف الدموع له ولكن كنا نأمل أن يتحلى البعض بروح رياضية
وأن يسمو فوق التعصب خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا حيث نحتاج إلى كل ما يوحدنا لا ما يفرقنا.
الهلال خسر مباراة نعم لكنه لم يخسر تاريخه ولا مكانته ولا شرف تمثيل السودان يكفيه أنه وصل حيث لم يصل الآخرون، وأنه ظل رقماً ثابتاً في سجلات القارة.
أما الساخرون الشامتون فهم لا يضرون الهلال بل يكشفون ضحالة الروح. وضيق الأفق
ويؤكدون أن التعصب قد أعماهم عن رؤية المشهد الأوسع.
وللهلال نقول شكراً لأنك حاولت شكراً لأنك قاتلت وشكراً لأنك رفعت علم السودان عالياً حتى وإن عصفت بك الرياح.
ـ وشكراً على تواجدك الدائم في المحافل الأفريقية ولا عزاء للفراجة.
Share this content: