آراء

مسافات ..جدية عثمان

مسافات ..جدية عثمان

أسعدني كما أسعد جميع السودانيين الوطنيين خبر استعادة القصر الجمهوري، هذا الصرح الذي يمثل رمز الحكم والسيادة في السودان. على مدى عامين، عانت الخرطوم من الخراب والدمار، لكن أكثر ما أفجعني هو ما لحق بالقصر الجمهوري، ذلك المعلم التاريخي الذي لا تدرك الميليشيات معناه ولا تفهم قيمته.
يُعد القصر الجمهوري أحد أبرز المعالم السياسية والتاريخية في السودان، فقد كان مركزًا للحكم ورمزًا للسيادة منذ تأسيسه. لعب دورًا محوريًا في مختلف الحقب، من الاستعمار إلى الاستقلال، وكان شاهدًا على التحولات الكبرى التي شكلت مسار السودان. فمنه صدرت قرارات مصيرية، مما جعله أحد أهم المباني من الناحية السياسية والتاريخية.
بعد استقلال السودان عام 1956، أصبح القصر مقر رئاسة الجمهورية، وظل عبر العقود مركزًا لصنع القرار، سواء في ظل الحكومات المدنية أو العسكرية، وفي كل مرحلة مثل الدولة السودانية في قوتها وضعفها، ما جعله رمزًا للوطنية و الانتماء
لم يكن الاعتداء على القصر الجمهوري مجرد استهداف لمبنى، بل كان محاولة لضرب الدولة السودانية في جوهر سيادتها وتاريخها. فقد كان الدمار الذي لحق به جرحًا غائرًا في قلب كل وطني غيور، ودليلًا على أن هذه الميليشيات لا تدرك معنى السيادة ولا تنتمي للوطن، لأن الوطنية ليست مجرد شعار، بل التزام واحترام لمؤسسات الدولة ورموزها
تمثل استعادة القصر الجمهوري لحظة تاريخية فارقة، ليس فقط لأنه مقر للحكم، ولكن لأنه رمز لصمود السودان في وجه محاولات تقويض دولته. الخراب الذي أصابه شهادة على حجم الدمار الذي تعرضت له البلاد، لكن الإرادة الوطنية قادرة على إعادة بنائه كما ستعيد بناء السودان.
“سيظل السودان عزيزًا شامخًا، مهما حاولت قوى الفوضى أن تطمس ملامحه. فالوطن باقٍ في قلوبنا، والقصر الجمهوري سيظل رمزًا لسيادتنا وعزتنا.. سنعيد بناءه، بحبنا ووفائنا لوطن لا نعرف غيره ولا نرضى له بديلًا.
رحم الله الشهداء و عاجل الشفاء للجرحى و المصابين و عودا سالما لجميع المفقودين..
مسافات .. جدية عثمان
لندن ٢٤ رمضان ٢٠٢٥

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock