الهلال والأهلي .. تنافس رياضي وروابط أزلية

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الهلال والأهلي .. تنافس رياضي وروابط أزلية
ـ مع اقتراب كل مواجهة بين الهلال والأهلي القاهري تزداد حدة الترقب لدى جماهير الفريقين وتتأجج مشاعر الحماس والرغبة في الانتصار وكما هو معتاد في مثل هذه المواجهات الكبيرة تمتد التفاعلات خارج المستطيل الأخضر لتشمل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي،وحتى الأحاديث اليومية بين المشجعين لكن وسط هذا الحماس الكبير يجب أن نتذكر أن هذه المباراة ليست سوى محطة في مسيرة الفريقين وأن التنافس الرياضي يجب ألا يتحول إلى أداة لإفساد العلاقات بين شعبين تربطهما وشائج التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك بل على العكس يجب أن نستغل مثل هذه المناسبات لنؤكد أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز الروابط الأخوية بين الشعوب لا عاملاً للفرقة والعداء.
ـ بين السودان ومصر علاقات راسخة عبر التاريخ ولم تكن العلاقة مجرد علاقة جوار جغرافي بل هي علاقة ضاربة في جذور التاريخ قامت على أسس من الأخوة والتداخل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي فمنذ القدم كان نهر النيل شريان الحياة الذي يربط بين البلدين وظل التفاعل بين الشعبين قائماً عبر العصور من تبادل التجارة والثقافة إلى الترابط الأسري والمصاهرة وفي المجال الرياضي لطالما كانت الفرق السودانية والمصرية حاضرة في منافسات الكرة الأفريقية وشهدت ملاعب البلدين مواجهات مثيرة وحافلة بالندية والتنافس لكنها لم تفسد أبداً العلاقة بين الشعبين لأن الرياضة في جوهرها وسيلة للتلاقي والتقارب.
ـ المنافسة الرياضية والعمل على الكسب والفوز حق مشروع ولكن دون تعصب واستفزاز وإساءة والتنافس بين الهلال والأهلي ليس حديث العهد فهو يمتد لعقود طويلة شهدت مواجهات قوية بين الفريقين حيث التقى العملاقان في عدة مناسبات ضمن البطولات الأفريقية ورغم أن كل فريق يسعى دائماً للانتصار إلا أن هذا لا يعني أن يتحول الحماس الرياضي إلى تعصب أعمى يثير الأحقاد ويسعل الفتن.
ـ يجب أن ندرك أن كرة القدم مجرد لعبة والفوز فيها ليس معياراً للتفوق الأخلاقي أو التاريخي اليوم ينتصر هذا الفريق وغداً ينتصر الآخر لكن ما يجب أن يبقى دائماً هو الاحترام المتبادل والاعتراف بأن الكرة تدور وأنها تمنح الجميع فرصاً متساوية للفرح والانتصار وللأسف شهدت بعض مباريات الهلال والأهلي في الماضي توترات غير مبررة بعضها ناتج عن قرارات تحكيمية جدلية وبعضها بسبب تصريحات مستفزة من هنا أو هناك لكن في النهاية يبقى العقلاء هم الذين يدركون أن هذه المباريات يجب أن تكون وسيلة لتعزيز الأخوة لا وسيلة للفرقة وإثارة الكراهية.
ـ لا يمكن الحديث عن أجواء المباراة المهمة بين الهلال والأهلي القاهري دون التطرق إلى دور الإعلام الذي يعتبر لاعباً رئيسياً في تشكيل المزاج الجماهيري فالإعلام الرياضي يمكن أن يكون أداة لبث الروح الرياضية كما يمكن أن يتحول إلى منصة لنشر الفتن وتأجيج العداوات إذا لم يتحل بالمهنية والموضوعية.
ـ ما نحتاجه اليوم هو إعلام مسؤول يدعو إلى التشجيع النظيف ويؤكد على أهمية التنافس الرياضي بعيداً عن المهاترات والتراشق الإعلامي ويجب أن نبتعد عن العناوين الاستفزازية والتحليلات التي تثير الكراهية والتعليقات التي تزرع الشكوك حول نزاهة المنافسة.
ـ إلى الجماهير السودانية والمصرية وإلى كل مشجعي الهلال والأهلي شجعوا فريقكم بحماس لكن دون تعصب وهتافات مسيئة وعبارات عنصرية ومن حقكم أن تتمنوا الفوز لفريقكم ولكن لا تجعلوا ذلك سبباً للانتقاص من الآخرين والإساءة لهم.
ـ لا تنساقوا خلف الاستفزازات ففي كل مباراة كبيرة تجمع عملاقي وادي النيل يظهر من يحاول إشعال الفتنة سواء عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي فلا تكونوا وقوداً لهذه الفتن وكونوا أنموذجاً للوعي والنضج.
ـ تذكروا أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا والكرة تنتهي في ساعة ونصف والنتائج تنسى ولكن العلاقات الأخوية تبقى فلا تسمحوا لمباراة في كرة القدم أن تفسد علاقات تاريخية تمتد لقرون.
ـ المباراة فرصة لإظهار الروح الرياضية ويجب أن لا تكون مصدراً للتوتر ولنجعلها مناسبة للاحتفال بالتنافس الشريف ولنشاهدها ونستمتع بها ولنشجع فرقنا بكل حب ولكن دون كراهية وليكن شعارنا الدائم (متنافسون في الملعب.. إخوة خارجه) فالرياضة وجدت لتوحد لا لتفرق لنرفع معاً راية الأخلاق الرياضية ولنثبت أن جماهير الهلال والأهلي قادرة على تقديم صورة مشرفة تعكس عمق العلاقة بين السودان ومصر.
ـ لنجعلها مباراة تعكس الأخوة بين الشعبين.
ـ المباراة التي يجب أن تجمعنا لا تفرقنا.
ـ الهلال والأهلي .. مباراة للتقارب لا ساحة للعداء.
ـ الهلال والأهلي .. معركة كروية بروح رياضية.
ـ الهلال والأهلي .. لقاء الأشقاء بروح الانتصار والاحترام.
ـ لنحتفل بالتنافس الشريف بين الهلال والأهلي.
ـ بين السودان ومصر .. كرة القدم توحدنا لا تفرقنا.
ـ في النهاية النتيجة ستكتب في سجلات الكرة ولكن ما سيبقى هو السلوك الذي قدمناه والرسالة التي بعثنا بها فلنجعلها مباراة استثنائية لا بالفوز والخسارة بل بالروح الرياضية التي تعلي قيمة الأخوة فوق كل شيء.
Share this content: