وشوشة الرياح

الهلال في قلب العاصفة.. دفاع مترهل، نزيف مستمر، وأحلام تتلاشى بهدوء

*وشوشة الرياح

✍️ *أنور ابنعوف*

الهلال في قلب العاصفة.. دفاع مترهل، نزيف مستمر، وأحلام تتلاشى بهدوء*

 

في ملعبٍ تغمره الرمال والغياب، وتملؤه الندية والتحدي، فرّط الهلال في أغلى النقاط أمام حي الوادي نيالا، واكتفى بتعادل بطعم الخسارة، أعاد به التساؤلات القديمة إلى الواجهة: ما الذي يحدث داخل الهلال؟ ولماذا أصبح الدفاع ثغرة لا تُسد؟

منذ الدقيقة الأولى، أرسل ياسر مزمل رسالة نوايا مبكرة حين دوّن الهدف الأول، وكأن الفريق جاء هذه المرة ليحسم، لكنه لم يعلم أن الدفاع سيعيد الخصم للمباراة مرة تلو الأخرى.
رغم أن الشوط الأول انتهى لصالح الأزرق بثلاثية مثيرة، فإن هدف التعادل الثاني لحي الوادي في بداية الشوط الثاني كان كفيلاً بإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.
رأسية الغربال، وانفراد جان كلود، كان يمكن أن يغيرا مصير اللقاء، لكن الحظ مرة، وتألّق الحارس مرة أخرى، فرضا التعادل كأمر واقع.

*هل سارت الأمور بهذا الشكل لأن الهلال يعاني أزمة في الروح؟ أم أن الفكر الفني لكابتن خالد بخيت قد وصل إلى مرحلة الجمود؟*
التراجع الذهني، التمركز الدفاعي السيئ، والقرارات الفنية التي لا تحمل أي جديد، كلها تطرح سؤالاً مرًا: هل الهلال بحاجة إلى ثورة شاملة؟ هل يجب أن يعيد النظر في الاعتماد الكامل على المحليين في وقت يُدار فيه الدوري بالنَفَس الطويل والندية العالية؟

*الفرق الأخرى لم تعد تقف متفرجة، باتت تنقضّ على القمة بأسنانها.*
فهل نرى أبطالًا جدداً هذا الموسم؟في ظل هذا الأداء المهتز، أصبح الهلال لا يخسر النقاط فحسب، بل يفقد معها الهيبة، ويقوّي خصومه نفسيًا.

المشكلة لم تعد في الأسماء فقط، بل في المنظومة كلها:
– متى يستفيق الدفاع؟
– متى نرى وسطًا يملك زمام الإيقاع؟
– متى ينجح خالد بخيت في صياغة تشكيل مستقر وخطة مرنة تقرأ خصومه جيداً؟

الجمهور الأزرق، الذي طالما كان الملاذ والداعم، يراقب الآن من بعيد، تُثقل كاهله الخيبات، ويكتم غضبه خشية أن يتحول إلى شظايا.
الهلال يحتاج وقفة، لا مجرد تحليل لمباراة.
يحتاج قرارًا يعيد تشكيل هويته، ويرتب أوراقه قبل أن تُمزّقها رياح النخبة العاتية.

*إنها بطولة لم تعد تعترف بالكبار إن لم يحترموا الصغار.. فهل يفهم الهلال الدرس قبل فوات الأوان؟*

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى