ضوء القمر

عمتي لازمة.. انطفأ قلب أمي الثانية

ضوء القمر

عبد العليم مخاوي

عمتي لازمة.. انطفأ قلب أمي الثانية

*الموت سبيل الأولين و الآخرين ، والموت هو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم ، وللموت ألم يشعر به الاحياء لأنهم فقدوا جزءً أصيلاً من حياتهم.
*و في هذه الدنيا لنا أيام معدودة نعيشها ولا ندري متى تنتهي ، فالموت يؤلم من ربطتهم بنا صلات الدم أو المودة أو الزمالة والجوار .
*اعتدت طيلة السنوات الثلاث الماضية على عدم فتح هاتفي المحمول الذي يعيقني عن العمل في الملجة ، بعد أن تعرض لكسر في الشاشة قبل ثلاث سنوات تقريباً لذا فإن الهاتف يكون مفتوحاً في فترة نهاية الدوام .
*إلا أن شيئاً ما جعلني افتح التلفون صباح الجمعة لأنني لم أكن متوازناً ولا اعرف سبب عدم توازني إلى أن جاءتني مكالمة من إبن عمتي احمد محمد دفيعة حمدان نقل لي من خلالها نبأ وفاة عمتي لازمة بت دفع الله.
*لم أكن أظن أنني سأكتب يومًا عنها بصيغة الماضي، فهي صاحبة القلب الأبيض والوجه البشوش..و غيابها لم يكن مجرد خبر، بل زلزالًا هزّ روحي، وألمًا لا تترجمه الكلمات.
*عمتي لازمة كانت بالنسبة لي أكثر من عمة… فكانت ملاذًا، وأمًّا ثانية، وصديقة قريبة..وفي حضورها كانت الحياة أبسط، والكلام أدفأ، والعطاء بلا حدود. لم تبخل يومًا على من حولها بابتسامتها أو بدعائها أو بيديها الممدودتين بالخير للجميع.
*في بداياتي العملية بصحيفة المشاهد الرياضية وأنا لا زلت طالباً بجامعة جوبا نلت شرف التدريب بصحيفة المشاهد ومن محاسن الصدف أن اخطو أولى خطواتي في بلاط صاحبة الجلالة في وجود عمتي التي اولتني اهتماماً كبيراً للغاية فكانت توصي أساتذتي بالصحيفة بالوقوف معي وتعليمي لاتمكن من المضي قدماً في هذا المشوار العملي.
*فكانت وصاياها لاستاذي الراحل فضل الله كودي واساتذتي عبد الحفيظ عكود ومحمد الطيب الأمين وصديق رمضان وأبو بكر شرس وأستاذي عبد المنعم شجرابي وكل الكوكبة التي مرت على صحيفة المشاهد.
*فكانت تتابع أدائي العام وتستفسر أساتذتي بالصحيفة خاصة الراحل فضل الله كودي وكانت تقول له:”ود اخوي ماشي كيف في الشغل”.
*رحلتِ عمتي لازمة بهدوء، كما كانت تتسم به دائمًا.
*حتى وهي في قمة التعب والمعاناة مع المرض كانت دائمة السؤال عنا وعن كل من له علاقة بصحيفة المشاهد.
*لذا فكانت المشاعر طبيعية وهي تبكي عمتي الراحلة من خلال العبارات الحزينة التي نعت عمتي من كل الأساتذة والزملاء والزميلات في معظم الصحف الرياضية.
*نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهمنا وكل عارفي فضلها الصبر والسلوان ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وانا إليه راجعون

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock