*قرارات الاتحاد المعطوبة لم تراعي درجات الرطوبة*

*وشوشة الرياح…*
*قرارات الاتحاد المعطوبة لم تراعي درجات الرطوبة*
✍️ *أنور ابنعوف*
في لحظة كانت الجماهير تترقب فيها نهاية بطولة النخبة، فوجئت القاعدة الهلالية بقرار مفاجئ من لجنة المسابقات في الاتحاد السوداني لكرة القدم، يقضي بإقامة نهائي كأس السودان في مدينة بورتسودان بعد نهاية بطولة النخبة مباشرة، دون أدنى اعتبار لظروف الهلال الفنية والبدنية، في توقيت يُعد من أشد فترات العام حرارة ورطوبة في الساحل الشرقي للبلاد.
الهلال، الذي يخوض غمار النخبة بتوليفة متهالكة من الغيابات، ونصف فريقه الأساسي مفقود بسبب غيابات الاجانب ، يلعب حاليًا بفريق شاب رتق به فتق الغيابات، ويدفع فيه بوجوه يافعة للحفاظ على اسمه وتاريخه، أكثر من سعيه خلف اللقب.
الجماهير لم تعد تفكر كثيرًا في التتويج، بل في الخروج الآمن من هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة، فالفريق يخوض لقاءاته على ملاعب متهالكة، وسط حرارة خانقة، وقائمة لاعبين لا تكفي حتى لإجراء تبديلات فنية مرنة. ورغم كل ذلك، ها هو الاتحاد يلقي بعبء جديد على كاهل الأزرق، بنقل النهائي إلى بورتسودان، المدينة التي تصبح في أغسطس ساحة ملتهبة يصعب فيها التنفس، ناهيك عن خوض 90 دقيقة مصيرية على أرضها.
قرار لجنة حلفا يطرح عشرات التساؤلات: لماذا لم تُجر المباراة النهائية في عطبرة أو الدامر، وهي مدن احتضنت مباريات النخبة أصلاً؟ هل راعت اللجنة توقيت الرطوبة، أو الأحمال الزائدة على اللاعبين؟ أم أن القرارات تُصنع في غرف مغلقة دون مرجعية فنية أو طبية؟
ثم ماذا عن مبدأ العدالة؟ الهلال والمريخ، طرفا المباراة، خاضا معظم المنافسات الأخيرة في أجواء قاسية وملاعب غير مؤهلة. فهل يُعقل أن يُكافأ أحدهما بالسفر إلى أقسى مناخ ممكن، دون أن يكون للقرار خلفية واضحة أو تبرير شفاف؟
في كرة القدم الحديثة، تُصنع البطولات بالتخطيط والتدرج، لا بالقرارات المرتجلة. الكرة السودانية تستحق أن تُدار بعقل لا بعشوائية، وأن يُحمى لاعبوها لا أن يُرهقوا بقرارات لا تخضع للمنطق.
الآن، الهلال يلعب ويخشي الفقد اكثر من بحثه عن الكأس، بل عن ملاذ للاعبيه من الإجهاد ، ومتنفس آمن يخرج منه دون إصابات. بينما يصرّ الاتحاد على أن يدفع الفريق ثمناً جديدًا، من عافيته، في سبيل بطولة تُدار بنفس الأساليب القديمة… ومجرد وشوشة الرياح، لن تُطفئ وهج الاستفهام المشتعل في قلب كل مشجع: لماذا بورتسودان في هذا التوقيت بالذات؟ ولمصلحة من؟
Share this content: