آراء

دكتور حسن علي عيسي يكتب عن شهيد الوطن والهلال

دكتور حسن علي عيسي يكتب عن شهيد الوطن والهلال
اللواء / الصادق يوسف

صادق الإسم والمضمون في رحاب الصديقين والشهداء والصالحين

من نعم الله على عباده الصالحين أن يطابق الإسم المضمون وان يتعانق المخبر والجوهر وهكذا كان دوما دعاء الأمهات السودانيات الطاهرات العفيفات للمواليد عند صرخة الميلاد ( إن شاء الله شايل إسمو).
وهكذا ولد وعاش ورحل صادق الوطن والهلال فارس العسكرية والرياضة والوطنية راحلنا المقيم أخي العزيز سعادة اللواء الصادق يوسف طيب الله ثراه.
سعدت وتشرفت بمعرفته في سوح الهلال وارفة الظلال ومضاربه الشماء صادق الانتماء باذخ العطاء جم الوفاء أخاً وصديقاً للجميع وقد جري حب الوطن والهلال في شرايينه مجري الدم وخفق بهما قلبه ناصع البياض الذي وسع الناس كل الناس. لقد كانت علاقته بالوطن والهلال علاقة انتماء راسخ وعشق صادق لأن الصدق كان كلمة السر في حياته التي ازدانت بالتضحيات التي قدمها ضابطاً عظيماً ومقاتلاً بأسلاً إمتشق في سبيل رفعتهما وتقدمهما والزود عن حياضهما حسام الشجاعة والفراسة والبسالة والإقدام.
لقد تشرفت به المناصب العسكريه وسمت به المناصب القنصليه والدبلوماسيه وأشرقت به المواقع الرياضيه والهلاليه فخرجت ترفل في أثوابها القشب فخراً وإعزازاً وبرغم كل هذا الألق وهذا العطاء الثر المنهمر في كل المواقع التي تشرفت به بقي شهيد الوطن من الموطنين أكتافاً الذين يمشون على الأرض هوناً فيألفون ويؤلفون وكأن الاشاره قد وردت إليه في البيت. القائل:
مليئ السنابل تمنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
ولم يقتصر عمله علي مجالس الهلال فقد ظل عليه رحمة الله ورضوانه دانم الحضور في مضارب الهلال ذات التاريخ الطارف والتليد وفي لجان مجالس الهلال المساعده صادق البذل والعطاء كإسمه الذي سيبقي محفوراً في الأذهان رمزاً للبذل والتضحية والفداء ، كان قليل الحديث والظهور عظيم العطاء والحضور صادق الوجهة والهدف كإسمه الذي سيبقي محفوراً في الأذهان رمزاً للبذل والتضحية والفداء.
وكان حال لسانه عندما ينادي منادي الوطن والهلال هو وطن ( البدور) أنا هنا حدق أتذكر من أنا.
كان عليه الرحمه دائم الحضور خاصة عند الشدائد والملمات ليغيب عند توزيع الغنائم وكاني به ذلك الفارس الذي قيل فيه: يغشي الوغي ويعف عند المغنم.
كان دابه في الهلال العظيم العمل في صمت ودون ضوضاء ويترك الحديث بالصوت العالي لأعماله وإنجازاته وهو صاحب الصوت الهادئ الرزين الذي لا يعلو إلا عندما تتعلق الأمور بالوطن والهلال.
ولا شك في أن رجلاً بهذه الصفات النادرة والقيم النبيله في هذا الزمان العبوس سيكون ذلك المنهل العذب لأسرته وأهله وأحبابه ومعارفه ،
لقد شق نعيه على الجميع ووقع الخبر علينا في مجلس الهلال الذي كان أحد فرسانه النبلاء حضوراً باذخاً ورأيا سديداً وخبرة عمليه ورياضيه ثرة وقع الصاعقه.
لقد سعى المجلس عبر عدد من القنوات لاطلاق سراحه من براثن العصابة الغاشمة الأئمة التي اختطفته من أمام منزله وسعي لهذا الغرض النبيل عبر مسارات عديده وكانت كل المحاولات تصطدم برغبات التضليل والإحتيال.
ولا شك في أن صموده في وجه معتقليه وهو الفارس المقدام ورفضه أن تنحنى قامته الشامخه المديدة التي ما عرفت يوما الانكسار كان سبباً في إصرار محتجزيه على وضع حد لحياته العامرة بجليل الأعمال.
وأخاله ذلك الفارس المغوار الذي قيل فيه: فتي مات بين الضرب والطعن ميتة – تقوم مقام النصر إن فاته نصر.
ولكن مثل الشهيد الصادق لا يفوته نصر بل إن الإنتصارات تتشرف به وتنيخ ركابها عند مقامه الفخيم فها هي بشائر الإنتصارات تتري وستتواصل بإذن واحد أحد حتى عودة الوطن المغدور وشعبه العظيم إلى سابق عهد أمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره ويبقي الموت ذلك السارق الذي دق شخصه والذي ما برح وما إنفك يصول بلا كف ويسعي بلا رجل وقد قيل فيه: نعد المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال.
صلاة الله خالقنا حنوط على الوجه المكفن بالجمال
وما أجمل وجهي أخي الصادق الصبوح حبا وميتا.
آثار الله قبرك ووسع مرقدك وأكرم نزلك ووفادتك وأنزلك منزلة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً حيث السدر المخضود والطلح المنضود والظل الممدود والفاكهة الكثيرة غير المقطوعة ولا الممنوعه.
ونعاهدك وأنت في عليائك أن نبقى علي العهد وطناً وهلالاً.
فارقد قرير العين هانيها.
وما كنت أعلم قبل دفنك في الشري
إن الكواكب في التراب تغور
( إنا لله وإنا إليـه راجعون)

شارك الخبر على:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى