كرة القدم جسر للأمل في زمن الألم
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
كرة القدم جسر للأمل في زمن الألم
في حواره الأخير مع موقع RFI ألقى فلوران إيبينجي مدرب الهلال الضوء على رحلته مع الفريق في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها السودان. قدم المدرب الكونغولي تفاصيل عاطفية وإنسانية مؤكداً أن كرة القدم أصبحت وسيلة للتغلب على الأزمات وبث الأمل في النفوس وهنا نتعمق أكثر في حديث فلوران ونستعرض الدروس الملهمة التي يمكن استخلاصها من تجربته.
ـ تجربة فلوران مع الهلال تتجاوز حدود العمل الرياضي لتصبح جزءاً من حياته العاطفية والإنسانية وقد وصفها بأنها (التجربة الأكثر عاطفية في حياته المهنية) مشيراً إلى أن العلاقة بين اللاعبين والجماهير والارتباط العائلي للسودانيين جعل من كل مباراة تجربة إنسانية غنية. وأضاف (هناك رابط قوي بين اللاعبين والجماهير في السودان. ردود الفعل لا تصدق إنها جنون حقيقي)
ـ في ظل ظروف الحرب والصراعات يرى فلوران أن كرة القدم ليست فقط للترفيه،بل أصبحت نافذة أمل ومصدرًا للفرح وقال (نحن ندرك أننا نعيش في وضع غير طبيعي وأذكر اللاعبين دائماً أننا محظوظون لأننا نمارس كرة القدم. هناك أشخاص في السودان يعيشون دون أمان ونحن نحاول أن نقدم لهم لحظات من الفرح وسط هذا الألم.) واستشهد بحادثة اعتقال شقيقي أحد حراس الفريق قائلاً (كنا جميعاً مترقبين لما سيحدث لهم فهذه مواقف تجعل كرة القدم تأتي في المرتبة الثانية لكننا مع ذلك نحاول أن نلعب من أجل من يعانون ونمنحهم لحظة فرح يستحقونها.)
ـ أوضح فلوران أن سر نجاح الفريق وسط هذه الظروف يكمن في الروح الجماعية والتضامن وقال (الرياضة الجماعية هي السحر الذي يجمعنا نحن ندعم بعضنا البعض ونلعب ليس فقط من أجل أنفسنا بل من أجل كل من يعاني في السودان كرة القدم هنا ليست مجرد لعبة بل رسالة أمل وفرح.) كما أكد أن وجود طبيب نفسي ضمن الطاقم الفني ساعد اللاعبين على تجاوز الضغوط النفسية الكبيرة مشيراً إلى أن الانسجام بين اللاعبين ساهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار النفسي والبدني داخل الفريق.
ـ ناقش فلوران الضغوط الكبيرة التي تواجه اللاعبين السودانيين بسبب التزاماتهم مع النادي والمنتخب الوطني قائلاً (اللاعبون السودانيون ممزقون بين النادي والمنتخب الوطني ومنتخب المحليين يشاركون في جميع المسابقات ويتعرضون للإرهاق بسبب الرحلات الطويلة داخل أفريقيا ومع ذلك فهم مجموعة استثنائية، تجمع بين الالتزام والعمل الجاد رغم كل التحديات.)
ـ كشف فلوران أن أكثر ما يعتز به خلال مسيرته التدريبية هو العلاقات الإنسانية التي بناها مع اللاعبين والجماهير قائلاً (ما سيبقى في ذاكرتي ليس فقط الألقاب بل العلاقات التي صنعتها مع الجميع. في الهلال اكتشفت جانباً مختلفاً من حياتي حيث أصبحت الكرة وسيلة للتواصل الإنساني وسط الظروف القاسية.) وأضاف أن تجربة الهلال أظهرت له أن كرة القدم قادرة على توحيد الناس وتجاوز الأزمات قائلاً (العلاقات التي نعيشها هنا قوية للغاية وهي أكبر من أي كأس يمكن أن نفوز به.) وأن تجربته في الهلال ستظل راسخة في ذاكرته بسبب العلاقات الإنسانية التي صنعها.
ـ من الجوانب التي سلط عليها فلوران الضوء هو التعايش بين اللاعبين في ظروف استثنائية حيث يقضي الفريق معظم الوقت معاً خارج السودان بسبب الحرب وأوضح قائلاً
(أن تقضي عاماً كاملاً في فندق مع اللاعبين أمر فريد. هؤلاء اللاعبون لا يشكون ويسهل التعامل معهم ويحبون العمل ورغم قلقهم على عائلاتهم فإنهم يظهرون التزاماً كبيراً.)
ـ اختتم فلوران حديثه برسالة ملهمة قال فيها (كرة القدم ليست مجرد منافسة بل فرصة للتأثير في حياة الآخرين. عندما نلعب نفكر في كل شخص يعاني في السودان. هذه لحظتهم الوحيدة للفرح وعلينا ألا نفوتها.)
ـ حوار فلوران إيبينجي يعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون أكثر من مجرد منافسة بل أداة للتغيير والإلهام في أحلك الظروف وتجربة الهلال السوداني هي دليل على أن التضامن والعمل الجماعي والعلاقات الإنسانية يمكن أن تكون أقوى من أي تحدٍ.
ـ كرة القدم ليست فقط لعبة بل حياة تعطي الأمل في زمن الألم.
شارك الخبر على: