أخبار

السلطان برقو… زعامة “تلهم”.. ورياضة “تبنى”

السلطان برقو… زعامة “تلهم”.. ورياضة “تبنى

السلطان حسن برقو، ليس اسماً عادياً في المشهد السوداني، بل هو أحد الرموز التي رسخت حضورها عبر العمل الميداني والتواصل المجتمعي والمواقف الوطنية الصلبة. ومنذ اندلاع الحرب في السودان، لمع اسم برقو مجدداً، لا كزعيم إداري أو رياضي فحسب، بل كقائد مجتمعي بادر بالفعل قبل القول، واتخذ مواقف إنسانية لا يمكن تجاهل أثرها في حياة آلاف السودانيين.

في وقت عصيب يعيش فيه السودان واحدة من أكبر أزماته، كانت الاستجابة الإنسانية لبعض الأفراد أهم من أي بيان رسمي أو مبادرة دولية. برقو أدرك أن البلاد بحاجة لأبنائها وأن واجبه لا يقتصر على منطقة أو فئة محددة. فبدأ بتحريك مبادراته الميدانية، وكان من أوائل من أطلقوا مبادرة العودة الطوعية للنازحين من الخرطوم وبقية المناطق المنكوبة، مستخدماً الباصات والقطارات التي تكفّل بتسييرها لتعيد مئات الأسر إلى ولاياتهم وقراهم في الغرب والجنوب والوسط.
ما يلفت في مبادرات برقو أنها لم تكن موسمية ولا محدودة الزمان والمكان، بل كانت امتداداً لنهج ظلت بصماته واضحة منذ سنوات، وخصوصاً في الوسط الرياضي الذي ظل يعتبره برقو رسالة سامية تتجاوز التنافس إلى وحدة الناس ولمّ الشمل. في قلب الخرطوم، وفي الفاشر، وفي الجنينة، وفي المدن التي عصفت بها نيران الحرب، ظل برقو ينسج بخيوط الدعم والتكافل جسوراً بين الرياضيين والناشطين والمواطنين المتأثرين، فقدم الإعانات، وسهّل الإخلاء، وتابع الحالات الإنسانية بنفسه، في مشهد نادر لقائد يرفض أن يقف متفرجاً.

فوزه بالتزكية برئاسة اتحاد الجنينة لم يكن مجرد تتويج إداري، بل كان اعترافاً من القواعد الرياضية والاجتماعية بقيمة هذا الرجل وصدقه في كل ما يقوم به. فقد رأى فيه الجميع الشخصية التي تستحق الدعم، والتي يمكن أن تقود وسطها نحو الاستقرار والبناء في فترة تحتاج فيها البلاد إلى النماذج القادرة على التجسير لا التفريق.

ويجدر القول إن برقو لم يفصل يوماً بين عمله الرياضي والوطني، بل ظل يرى أن الرياضة ليست ملعباً فقط، بل وسيلة للسلام، ومنصة للمصالحات، ومجالاً واسعاً لتكريس مفاهيم المواطنة والانتماء. مواقفه الثابتة، وعلاقاته الممتدة، وثقته في الشباب، جعله دوماً محل احترام وتقدير من مختلف الأطراف، حتى أولئك الذين يختلفون معه في الرأي السياسي يجدون في مواقفه صدقاً قلّ نظيره.
في لحظة تاريخية تعيشها البلاد، تبدو الحاجة ماسة لرجال مثل برقو، يُؤمنون بالوطن، ويتقدمون الصفوف، ويعملون من أجل الناس لا من أجل الذات. وبينما يشتد لهيب الحرب، تظل مبادراته شاهداً على أن من رحم الأزمات يولد الأمل، وأن العطاء الصادق لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى نية خالصة وعمل دؤوب في خدمة الآخرين.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock