*الهلال: فرصة ذهبية بين الطموح والعقبات*

*الهلال: فرصة ذهبية بين الطموح والعقبات*

يعيش الهلال اليوم لحظة فاصلة في مسيرته الكروية، حيث يمتلك فرصاً حقيقية للعودة بقوة إلى منصات التتويج الأفريقية، ولكن هذا الطموح الكبير يتطلب جهداً استثنائياً على جميع المستويات. فمع دعم قوي من رجال المال والأعمال مثل السوباط والعليقي، وبإدارة أكثر تماسكا، يمكن للهلال أن يعبر المرحلة الصعبة التي يمر بها ويعيد بناء فريق قوي قادر على المنافسة في دوري أبطال أفريقيا.

لكن الطريق ليس مفروشاً بالورود، فهناك تحديات حقيقية تواجه النادي. أولها الانقسامات الإدارية التي تظهر أحياناً وتؤثر على القرارات، مما يعطل حركة الفريق على المستويين الفني والإداري. كذلك غياب استقرار القيادة الفنية، خاصة بعد ارهاصات رحيل فلوران وانتظار عودة الأجانب، يضع الجهاز الفني في اختبار صعب لإعداد فريق متكامل في فترة زمنية ضيقة.

يأتي هنا دور المعسكر الخارجي المخطط له، الذي يجب أن يكون أكثر من مجرد تجمع تدريبي، بل ورشة عمل فنية متكاملة، تضم أجهزة تحليل أداء حديثة، ومدربين مساعدين محترفين قادرين على رفع مستوى اللاعبين، وابتكار خطط متجددة تناسب قدرات الفريق. لا يمكن أن يكتفي الهلال فقط بالخبرة المحلية، بل عليه الاستفادة من كل التقنيات الحديثة التي تواكب تطور كرة القدم العالمية.
أما على صعيد اللاعبين، فهناك حاجة ملحة لترميم خط الدفاع الذي عانى في المواسم الماضية، ويجب تدعيمه بلاعبين قادرين على قطع الهجمات وفرض السيطرة، كذلك خط الهجوم يحتاج لمهاجم سوبر، لاعب يملك مهارات التسديد من كل الزوايا، ويستطيع تغيير مجرى المباراة بحسمه. فالمهاجم الصريح هو سلاح الهلال الأساسي في انتزاع النقاط والفوز بالألقاب.

عودة الأجانب تمثل نقطة مفصلية أخرى، فمن المتوقع أن تعزز صفوف الفريق وتضيف خبرات مختلفة من بيئات كرة قدم متنوعة. ولكن يجب أن تتم هذه العودة تحت إشراف فني محكم، لضمان اندماج سلس ومتوازن في صفوف الفريق. لا بد أن يكون هناك توافق بين الإدارة والجهاز الفني لضمان سير العمل في اتجاه واحد.

الأزرق أمام فرصة ليست متاحة دائماً. إذ لو نجح في ترميم إدارته، وضخ الأموال اللازمة، وتهيئة بيئة احترافية حقيقية، فسيرفع سقف طموحاته من مجرد المنافسة في الكونفدرالية إلى حمل لقب دوري أبطال أفريقيا، الذي طال انتظاره. هذه الرؤية تحتاج إلى صبر وحكمة، وأيضاً إلى التزام تام من الجميع — اللاعبين، الجهاز الفني، الإدارة، والجماهير — للعمل كيد واحدة من أجل الهدف الكبير.
—