آراء

*غياب الروح.. الخطر الذي لا يُرى!*

*وشوشة الرياح*
*غياب الروح.. الخطر الذي لا يُرى!*
✍️ أنور أبنعوف

ما ينقص الهلال حالياً ليس مجرد تدعيم الخانات أو زيادة في المحترفين، بل غياب “الروح”. نعم، تلك الروح التي تصنع الفارق داخل المستطيل الأخضر حتى قبل المهارة والخطط. غياب الحماس، غياب الغيرة، غياب التوجيه داخل أرضية الميدان.

كنا في السابق نرى هيثم مصطفى “البرنس” وهو يصرخ ويوجه ويوبخ اللاعبين أثناء المباراة، لا يعرف المجاملة عندما يتعلق الأمر بالشعار الأزرق، كان أشبه بمدرب داخل الملعب، يحمل على كتفيه روح الفريق ويُشعلها كلما خبت.

ولا ننسى “لاعب الظل” محمد بشير بشة، الذي لا تدري من أين جاء وكيف وصل، تجده في المكان الصحيح واللحظة الحاسمة، يُرهق مدافعي الخصوم بحضوره الذهني وتحركاته الذكية.. كان يلعب بقلبه قبل قدميه.

ثم غاب لاعب البذل الإيجابي، غاب من يفتك الكرة بحماس منقطع النظير، كما كان يفعل أبوعاقلة.. مكينة لا تهدأ، جندي مجهول لا يعرف التعب، يُقاتل من أجل كل كرة وكأنها آخر لحظة في المباراة.

اليوم، ورغم كل التعاقدات والمهارات، يظل الهلال في حاجة للاعب يُقاتل من أجل الشعار، لا من أجل الراتب. اللاعب الذي يصنع الفارق ليس بالضرورة من يراوغ ويسجل، بل من يُلهم زملاءه، من يرفع الإيقاع، من يُشعل المدرجات ويستفز الخصوم بروحه القتالية.
تماماً كما يفعل الكرواتي لوكا مودريتش مع ريال مدريد، رغم تقدمه في السن. لا يركض كما في السابق، لكنه حين يدخل، يُغير إيقاع المباراة بالكامل. بروحه، بإصراره، بحماسه. هو مثال حي على أن “الروح” يمكنها أن تهزم التعب والسن والخصم.

في الهلال، المهارة موجودة، لكن بدون روح.. تذبل. وعلى اللاعبين أن يعرفوا: غياب الروح يعني الهزيمة، حتى قبل أن تُطلق صافرة البداية.

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock