آراءفي الـ 18

أبي رمضان.. بدونك…!!

في 18
عمر الطيب الأمين
أبي رمضان.. بدونك!!

# مات أبي الذي كعادته يسبق شهر رمضان الكريم بطقوس معينة ومختلفة.. تجده مهمومًا بشدة من أجل توزيع كيس الصائم للأهل والأصدقاء والمعارف.. قبل رمضان بأشهر يحرص على توفير أدوات هذا الشهر الكريم من عرديب وكركدي وعدسية وتبلدي.. يعود محملاً بهذه المواد قبل أسابيع من رمضان ويضع لها ميزانية خاصة.. وتجده يطالبني بتوفير أكبر كمية من الأكياس من أجل التعبئة والتنظيم.. ولا يكتفي فقط بذلك بل تجده في حالة متابعة لصيقة: أديتُ (فلان)؟ ووين (كيس) (علان)؟ خالتك فائزة شالت؟ وناس أمنة (أديتهم)؟ ولا لسه.. ووين (كيس) ناس عمك (أحمد)؟

.. هكذا كان أبي.. حريصًا على خدمة الناس وتفقد أحوالهم قبل الشهر الكريم.. هكذا كان في يده ما حقه.. تمنحه ملايين الدولارات فتجدها في أقل من يوم مافي.. يوزع العندو دون مسك يد.. يديك حقه ويتلفت.. هكذا كان أبي يستقبل رمضان بروح وحماس وعزيمة وخدمة كبيرة للناس.. رحل أبي ليترك لنا الحسرة والألم مع اقتراب شهر رمضان.. رحل أبي الذي يهدي المصاحف والفرشات للناس.. رحل أبي الذي يحرص على التهجد والعبادة.. رحل أبي.. قشاش دموع الببكن.. رحل أبي فارس الحوبة.. وداعًا أبي الغالي.. لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم اغفر لأبي وارحمه!!

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى