الهلال بين خيبة القمة وأمل الأبطال

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الهلال بين خيبة القمة وأمل الأبطال
ـ بعد أن هدأت الأنفاس وخفتت العواصف وبدأت ردود الأفعال تتلاشى شيئاً فشيئاً آن الأوان للنظر بعين العقل والتحليل إلى ما جرى في قمة الهلال والمريخ لم يعد هناك جدوى من البكاء على اللبن المسكوب ولا فائدة من التبرير أو البحث عن أعذار واهية فالأهم الآن هو استخلاص الدروس والاستفادة من الأخطاء قبل الدخول في معركة أشد وأصعب أمام الأهلي القاهري.
ـ كرة القدم لا تعترف بالماضي لكنها تمنح فرصة دائمة للتصحيح والتطور والهلال مطالب اليوم بأن ينهض سريعاً ويعيد ترتيب أوراقه ويحدد مكامن الخلل بوضوح قبل مواجهة عملاق القارة الأفريقية فهل يستفيد الفريق من هذه الصدمة أم يتكرر السيناريو ذاته في المعترك القاري ..؟
ـ لنحاول الإجابة بهدوء، بعيداً عن الانفعالات وردود الأفعال اللحظية التي غالباً ما تعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة. قمة الهلال والمريخ انتهت بكل ما حملته من دروس وعبر وبدلاً من الغرق في جدل عقيم حول التحكيم أو سوء الطالع أو الظروف فإن الأجدر هو الوقوف على الأخطاء الحقيقية التي قادت إلى هذه النتيجة.
المباراة كشفت الكثير من العيوب الفنية والتكتيكية وأظهرت مدى جاهزية الهلال – أو عدم جاهزيته – لخوض التحديات الأكبر وعلى رأسها المواجهة المرتقبة أمام الأهلي القاهري فالهلال لم يعد أمامه متسع من الوقت للندم أو التراشق بالانتقادات بل يحتاج إلى خطوات تصحيحية سريعة وجادة إذا كان يريد الدخول إلى معترك الأبطال بثوب المنافس لا بثوب الضحية.
إذن علينا معرفةمكمن الخلل وتلمس الطريق الذي يؤدي إلى إصلاح الحال قبل معركة الأهلي بعيداً عن التبرير أو جلد الذات، ولكن بروح الباحث عن الحلول.
ـ عندما يخسر الهلال أمام المريخ تتناثر الأعذار في الهواء وكأنها أوراق خريف في مهب الريح بعضهم يلوم الحكم وتارة تصيب سهام اللوم المدرب واللاعبين وآخرون يحملون المسؤولية لأرضية الملعب وهناك من يلقي باللائمة على (سوء الطالع) وكأن الفريق دخل المباراة ببرج نحس لا يفارقه ..! ولكن دعونا نضع الأعذار جانباً ونبحث عن القاتل الحقيقي .. من الذي هزم الهلال؟
ـ المدربون دائماً يرفعون شعار (سوف نفاجئ المريخ) لكن تكون لجماهير الهلال، التي تفاجأ بأن فريقها أصبح فريسة سهلة لخصم يعرف كيف يقتل المباراة بأقل مجهود.
ـ الإعلام الأزرق يقيم حفلة تطبيل قبل الذبح فقبل الديربي تتحول الصحف الزرقاء إلى ساحات حرب كلامية وعود بالنصر وثقة مفرطة وسخرية من الخصم ثم تأتي الصافرة لتنقلب الصحف إلى دفتر عزاء! متى يدرك الإعلام الهلالي أن رفع سقف التوقعات بدون أسس حقيقية لا يخدم الفريق ..؟ ـ الهلال يدخل كل مباراة قمة وهو مقتنع أنه البطل حتى قبل أن يلمس الكرة لكن المريخ يأتي ليكتب السيناريو الذي اعتاد عليه الجميع (الهلال يلعب والمريخ يغلب) ..!
ـ الحقيقة المرة هي أن الهلال لم يهزمه حكم ولا أرضية ملعب ولا حتى (الجن الأحمر) بل هزمته ثقة مفرطة ومدرب بلا رؤية لم يستطع حتى الآن خلق توليفة وتشكيلة مثالية ثابتة وإعلام يعزف لحن الانتصار قبل المعركة ..! حتى يفوز الهلال في القمة عليه أن يتوقف عن لعب دور البطل في الصحف ويبدأ في لعب دور البطل في الملعب.
وحتى ذلك الحين .. مبروك للمريخ وهارد لك للذين يبحثون عن شماعة جديدة لتعليق الهزيمة عليها ..!
ورمضان كريم
Share this content: