Uncategorized

إلى متى نظل نُعيد إنتاج الفشل؟

إلى متى نظل نُعيد إنتاج الفشل؟

من المؤسف حقًا أن يظل مشهد الانتخابات داخل الاتحاد العام لكرة القدم في السودان أسيرًا لنفس الوجوه ونفس العقليات التي حكمتنا لعقود دون أن تقدّم أي إنجاز يُذكر. والأكثر دهشة، بل مدعاة للحزن، أن تجد بعض الأصوات الشابة اليوم – وهي من يُفترض أن تكون وقود التغيير – تساند ذات المجموعة التي ظلت تتحكم في مفاصل الكرة السودانية لعشرات السنين.

ما الذي يدفع شابًا رياضيًا اليوم لأن يدعم قائمة يقودها الدكتور معتصم جعفر ويتصدّرها الحاج أسامة عطا المنان؟

هل ما زلنا نخدع أنفسنا بشعارات التغيير والتطوير التي ترفعها ذات الأسماء التي ساهمت في تعميق أزمة كرة القدم في السودان؟
أم أن المسألة لا تعدو كونها مصالح شخصية، ومكاسب آنية، أو وهم المناصب والترضيات؟

منذ أكثر من ربع قرن، ظل الاتحاد العام يتحرك بين قطبين فقط: الدكتور كمال شداد والدكتور معتصم جعفر، وكأن السودان قد أصيب بعقم إداري لا يُنتج غير هذين الاسمين. كل مرحلة جديدة تأتينا بذات الوعود، ونفس الخطاب، والوجوه نفسها، بينما النتائج تزداد سوءًا والمستوى الفني والإداري في انحدار مستمر.

وها نحن أمام انتخابات جديدة، تعود فيها نفس القائمة، بنفس المكونات، ونفس اللغة، لنتساءل ببراءة:

أين هو التغيير؟

وكيف يمكن الحديث عن “التطوير” بينما تتكرّر الوجوه وتتراكم الإخفاقات؟

هل التطوير هو في الفشل المتكرر في تنظيم البطولات؟
أم في إلغاء معسكرات المنتخب الوطني؟
أم في العجز عن صيانة ملعب أو تجهيز المدينة رياضية وتهيئتها كما وُعدنا قبل أشهر؟

بل أين نحن من وعود إعادة المنتخب للعب داخل السودان؟

أين ملعب كريمة الذي قيل إنه سيدخل الخدمة قريبًا ؟ لا شيء تحقق سوى الترويج الانتخابي، وجولات توزيع الترضيات على الاتحادات المحلية التي أصبحت جزءًا من الأزمة بدل أن تكون جزءًا من الحل.

إن بقاء هذا العدد الكبير من الاتحادات المحلية بلا أثر حقيقي على مستوى التطوير، يُفسَّر فقط من زاوية انتخابية. فكلما زاد عدد الكيانات، زادت فرص التلاعب، وتضخمت شبكة المصالح.

الحقيقة التي لا بد أن نقولها بصراحة:

هذا الاتحاد، بهذه الأسماء، لا يُعوَّل عليه في بناء مستقبل كروي يُرضي طموحات السودانيين.
ولا يمكن أن ننتظر نهضة حقيقية من أشخاص سبق أن قادوا دفة الإدارة مرارًا ولم نجنِ من ورائهم سوى مزيد من التراجع والتدهور.

إذا أردنا أن نحترم عقولنا، وأن نُعبّر عن مسؤوليتنا تجاه هذا الوطن، فعلينا أن نقول لهؤلاء : شكرًا… “كفاية فارقونا ”

السودان لا تنقصه الكفاءات، لكنه يحتاج إلى شجاعة في كسر الحلقة المفرغة التي تُعيد تدوير ذات الأسماء الفاشلة باسم “الاستمرارية”.

ختامًا:
كرة القدم السودانية لن تنهض إلا حين يتحقق التغيير الحقيقي، لا الشكلي، حين يُقصى أصحاب المصالح، وتُفتح الأبواب لدماء جديدة، تحمل فكرًا جديدًا، وأسلوبًا مختلفًا في العمل والإدارة

✍️| كامل التهامي

#الاتحاد_السوداني_فاشل

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock