آراء

*الهلال يعود لأرضه.. وبين حناياه ينبض الوطن*

*وشوشة الرياح*
*الهلال يعود لأرضه.. وبين حناياه ينبض الوطن*
*أنور أبنعوف*

كأن الأرض تنفست حين داسها الأزرق،فانبتت قمحا ووعدا وتمني وكأن الشوق المختبئ في الحناجر وجد له اليوم مخرجاً على هيئة هتاف. بعد غياب امتد لعامين، عاد الهلال ليغني على أرضه، ليحرك ساكن المدرجات، ويوقظ ذاكرة الزمن والوطن بمشهد كان مؤجلاً.. والقلوب على المدرجات كانت تعرف أن هذا المساء مختلف و الجمال حاضر.

لم يكن فوزاً عابراً في جدول دوري، بل كان لحظة من العشق الروحي، ومصافحة بين الأزرق وجمهوره. لم تكن الكرة وحدها تتنقل بين الأقدام، بل معها سيرة نادي، وتاريخ جمهور، ووعود كتبت بالعرق والامال.

اللاعبون وسط نشوة العناق، تحدّوا الصعاب وركضوا فوق أرضٍ لم تألف أقدامهم منذ حين، وتجاوزوا قساوة الطقس ووعورة الميدان، ليقدموا هذا الفوز عربون محبة لجمهور ينشدهم شوقا وفال.

استهل الهلال أولى خطواته في دوري النخبة بثقة الكبار، وهدوء الواثقين، وقلوب لاعبيه تدق على إيقاع واحد: نحن هنا، فوق تراب ارضنا ، نلعب لأجل اسمنا ولأجل من أحبنا صدقاً.

منذ أن غادر الهلال ارض الوطن، لم تغب روحه عن الجماهير، لكنها اليوم عادت مكتملة.. بشعارها الابيض و الأزرق، شيبا وشباب، وبوح خفي اخرجته الحناجر هدير دفاق باسمها. هنا، لا صوت يعلو فوق صوت الشعار، ولا فرح يرسمه الا الاقمار.

في ذاك المساء لم يكن فقط بداية موسم كروي، بل بداية عهد من الصدق مع الذات.. بان الهلال لا يألف الا المنصات، كما عرفه محبوه، يعود ليقول: لم نغِب، كنا نستعد.. وها نحن نبدأ، من حيث يجب،
من حيث تنبت الروح.
هلال ابيض في سماء
زرقاء

تحياتي ….

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock