آراءحافة الموس

(كل سنة)

حافة الموس
جويرية مسعد
(كل سنة)

اِحْترتُ ماذا سأكتب في هذا العام،
لا أعلم إن كان بوسعنا أن نقول كلّ الكلام ، نبدأ بالاعتذار أولاً،
نعتذر عن كلّ اللّحظات التي كان من المفروض أن نفرح فيها ،و لكنّنا وقفنا مكبّلين جدًّا أمامها . نعتذر لأنفسنا عن كلّ الوجوه المُقيتة التي تركناها تتسرّب إلينا ذات توقيت خاطىء ، عن كلّ اللّحظات السّخيفة التي تركناها تنخر جدران أرواحنا بلاَ سبب . .
نعتذر عن كلّ اللّحظات التي كان من المُفترض أن لا نحزن فيها، و لكنّنا تألّمنا حدّ التهشّم . .
ثم نقول بعد الاعتذار :
وداعاً . .
وداعا للبدايات السّخيفة ، للوجوه المُؤذية التي تغلغلت داخل أوْرِدَةِ الرّوح و هي تستحقّ الشفاء الدّامي .وداعا لكل من يقول انهو يحبك
وداعاً لأنصاف الأصدقاء ، لأنصاف المشاعر، لانصاف الرفاق . .
وداعاً نقولُها للوجوه التي كانت كالمِلح فوق الجُرح، كالغصّة في ثنايا الرّوح .
ماذا عساي أكتب ، و أنا أرى العام منفلتًا، وجوهٌ كثيرة خسرناها، ليس لأنّنا سيّؤون أبداً، بل لأن تقدير البقاء كان متذبذباً، ثمّ لا نريد أن نحزن .
وداعاً أيّها الوجع البعيد . .
وداعاً أيّها الحزن المُرهق . .
وداعاً لكلّ الذين لم ينتبهوا لنا و نحن نتساقط حتّى الهاوية . .
وداعاً للأحلام التي صمتت حينما كنّا نحتاج بوحَها . .
و قبل أن ينجلي من صفحاتنا،
نقول شكراً من القلب لكل من لم يخونوا الروح . .لكلّ الذين ظلّوا معنا رغم ما فينا من سوء. .شكراً للمواقف القاتلة التي صقلت نفوسَنا . . شكراً للقلوب التي ظلّت ترى في أرواحنا نبضًا للحياة . . وشكراً لك يا اللّه لأنّنا أخطأنا كثيراً و ظللت لنا السّند و الأمان …
ونقول كل سنة…
#كل سنه وكل يوم وكل ساعه وانتو مبسوطين وبالف خير ي رب

Share this content:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى