**محترفو الهلال في إجازة بأمر المجلس… هل يحمي جهل المجلس القانوني من فسخ العقود؟**

**العمود الحر*
*عبدالعزيز المازري**
**محترفو الهلال في إجازة بأمر المجلس… هل يحمي جهل المجلس القانوني من فسخ العقود؟**
الهلال يشارك اليوم في أهم بطولات الموسم، ما يُعرف بـ”دوري النخبة”، والتي تُلعب بين مدينتي الدامر وعطبرة، وسط نظام تجميعي يحسم اللقب عبر أعلى رصيد من النقاط. البطولة تضم ثمانية فرق، قُسمت لمجموعتين، وبدأت دون محترفي الهلال الأجانب، رغم أنهم كانوا عماد التشكيلة الأساسية طوال ثلاث سنوات من مشروع العليقي والمدرب فلوران، الذي غادر فور انتهاء عقده دون تجديد، في خروج أقرب للصمت منه للقرار الإداري.
لكن الغياب هذه المرة لم يكن فنيًا، ولا بدنيًا، بل إداريًا بامتياز، حين قرر المجلس منح الأجانب “إجازة مفتوحة” مع خيار “الحضور أو عدم الحضور” للمشاركة في البطولة! بمعنى آخر: النادي فوّضهم ليقرروا مصيرهم في التواجد، والنتيجة؟ الفريق الآن يشارك بلا محترف واحد، وبلا دكة حقيقية، وتحت قيادة خالد بخيت، الذي وجد نفسه على رأس جهاز فني بلا أدوات، وبلا أوراق يملك أن يبدّل بها أو يُناور.
والسؤال القانوني الخطير هنا: هل حمى المجلس نفسه من فسخ العقود؟ أم فتح الباب لها دون أن يدري؟
في القانون الرياضي الدولي، خصوصًا تحت لوائح FIFA، فسخ العقد لا يكون فقط إذا لم يُدفع الراتب، بل كذلك إذا شعر اللاعب بـ”الإقصاء غير المبرر”، أو تم تجميده خارج منظومة النشاط. والمشاركة في بطولة رسمية مثل دوري النخبة تعني أن الفريق نشط، والمنافسة جارية، والاستبعاد – ولو تحت مسمى “إجازة” – قد يفتح باب الشكوى لاحقًا. بل الأخطر أن المجلس لم يمنعهم رسميًا، بل حمّلهم المسؤولية: “تعالوا لو عايزين!” وهذه أخطر جملة في منطق العقود.
كان الأجدر أن يصدر الهلال موقفًا واضحًا يربط قرار الغياب بسبب الظروف الأمنية أو تقييدات السفر أو اعتراف رسمي بعدم جدوى المنافسة، مع إخطار الفيفا بذلك. أما أن يمنح اللاعب سلطة الحضور أو الغياب في ظل منافسة جارية، فهذه ليست حماية قانونية، بل تهرّب إداري قد ينفجر لاحقًا.
ما حدث يكشف عشوائية التعامل مع ملف المحترفين، ويؤكد أن المشروع السابق لم يكن “مشروع بناء”، بل كان تكديسًا لأسماء دون رؤية، والدليل؟ بعد ثلاث سنوات لم ينتج اللاعب الوطني البديل، ولم نرَ وجوهًا تم إعدادها. فلوران اعتمد على الأجانب في كل شيء: الحارس، الدفاع، حتى في التبديلات، ومع أول ظرف، وجد الهلال نفسه عاريًا داخل الملعب، يحاول أن يتنفس بـ14 لاعبًا فقط، بعضهم شبان لم ينالوا فرصهم أصلاً.
المريخ من جانبه حضر بكامل أجانبه، وجهازه الفني الأجنبي، في نفس البلد، ونفس الظرف. فلا أحد قال لهم “إجازة”، ولا أحد طالبهم بالحضور بـ”رغبتهم”. وهذا يكشف التفاوت في اتخاذ القرار، لا في الظروف. المريخ فهم أن المشاركة تلزم كل عناصر الفريق، أما الهلال فرأى أن التسيير يتم بالعواطف، وتقديرات “الواتساب”.
وبالطبع، وكعادة المريخ، حين تعادل مع مريخ الأبيض، أعاد فتح شنطة الشكاوى: شكوى ثالثة ضد ذات الفريق، بتهمة إشراك لاعبين ملكًا لكوبر. والمشهد محفوظ: المستندات نفسها، الأختام نفسها، والتسريبات نفسها، واللجان كالعادة: حاضرة للمجاملة.
لكن الأهم من هذا كله: من أين تأتي المستندات؟ من يمدّ المريخ بالمعلومات؟ ولماذا لا تُتاح للكل؟ إن كانت الشفافية موجودة، فلتكن على الجميع: من سجل؟ من أعار؟ من يحق له اللعب؟ لأن دعم المكاتب واضح، والاتحاد أصبح يلبّي نداء الشكوى الحمراء دون أن يسأل منطقها!
*من دفتر الصحافة:**
بعض الأقلام بررت غياب الأجانب بأن الهلال اختار الوطنية، وأن هذه فرصة لأبناء النادي، وكأننا في مباراة تكريم لا بطولة تنافسية! هذه ذات الأقلام التي كانت تُبرر التكديس، وتهاجم أي صوت طالب بتقليص الأجانب. والآن، بعدما انكشف العجز، صاروا دعاة للاكتفاء الذاتي! يا لسخرية الموقف!
**كلمات حرة:**
* الهلال دخل النخبة بدون محترفين، لكن المريخ دخل بـ”كل محترفي المكاتب”.
* خالد بخيت لا يملك قائمة، ولا يملك قرار… فقط يملك الصمت!
* من قال إن الإجازة تحمي من الشكوى؟ القانون لا يُدار بالنوايا!
* لو فاز الهلال بهذه البطولة، فهي شهادة وفاة “مشروع الأجانب”.
* العدالة وحدها تمنح اللقب لمن يستحق، لا من يشتكي أكثر.
**كلمة حرة أخيرة:**
الهلال قال للمحترفين: “تعالوا لو عايزين”
وأخيرا ..الملعب للوطنيين… والمكاتب للمتحايلين!
*اخر كلمة*
منح المحترف خيار الحضور… وسلب المدرب حق الاختيار!
“إجازة المحترفين”… ثغرة قانونية بمباركة المجلس!
مجلس الهلال يمنح المحترف مفتاح الشكوى!
Share this content: