🔵 *توهَان وسط الهلال: الأسباب والحلول*

🔵 *توهَان وسط الهلال: الأسباب والحلول*

بقلم/ *أحمد عمر سوميت*

على مدار ثلاث سنوات، ظل الوسط الهلالي في حالة توهان. يعود ذلك إلى رهان المدرب إيبينجي على الأجنحة وعدم قدرته على اختيار لاعبي وسط تتناسب قدراتهم مع طريقة 3-3-4. هذه المقاربة المفقودة بين إمكانيات لاعبي الوسط وفلسفة فلوران هي صانعة هذا التوهان. معظم عناصر الوسط لا تتناسب مع طريقة فلوران باستثناء “إيمي”.
في الوقت نفسه، إيبينجي من المدربين غير المؤمنين بتعدد طرق اللعب، ويهدف إلى ثبات الفكر للوصول إلى مستوى مثالي من فهم اللاعبين لإتقان طريقته. وبالتالي، حرم هذا الإيمان الفكري الهلال من اكتشاف إمكانيات لاعبيه بأساليب وطرق لعب أخرى. وعلاوة على ذلك، عجز إيبينجي عن ابتكار علاج للعلل الملازمة لخط الوسط على مدار ثلاثة أعوام، حتى بالتوليف.

*السؤال المطروح: ما هي المقاربة المطلوبة لصناعة المعالجات الفنية لوسط الملعب؟*

في رأيي، تتمثل الحلول إما في إقالة فلوران والتعاقد مع مدرب صاحب مرونة في طرق اللعب والتكتيكات، أو التعاقد مع لاعبي وسط تتناسب إمكانياتهم مع طريقة فلوران. هذه الطريقة تحتاج إلى توفر الفريق على لاعبين في وسط الميدان من أصحاب القدرات المتكاملة. بمعنى: أصحاب قدرات فنية خاصة، وتميز في سرعة الحركة وتناسقها مع القوة البدنية، حتى يتمكنوا من تنفيذ مهام الزيادة الهجومية في الصناعة والتهديف، مقرونة بإمكانيات التغطية واسترجاع الكرة لتكتمل قوة الساتر الدفاعي من عمق الوسط الهلالي. مع أهمية مميزات العقلية والذكاء في (التنقل والتغطية)؛ فـالعقل هو الضامن لتنفيذ تلك الطريقة الصعبة التطبيق بصورة احترافية. وربما يعود السر في نجاح إيبينجي مع نهضة بركان وفشله مع الهلال إلى اللاعب الشمال أفريقي صاحب العقل التكتيكي الناضج.
وبالتالي، فإن المناداة بتلك التعاقدات النوعية هو الضامن لأن يكون حمل الافتكاك جماعياً، ومجهود الصناعة والتهديف جماعياً، بدلاً من الاعتماد على لاعب واحد كما اعتمد الهلال سابقاً على أبوعاقلة ولاحقاً على غاسوما فوفانا، وهو ما ساهم بصورة مباشرة في الخلل الدفاعي. وهذا هو سر عدم تناسب إمكانيات لاعبين مثل بوغبا، ماديكي، صلاح عادل، وروفا مع خطة 4-3-3.
*بوغبا:* لاعب جيد في الرؤية واللعب المفتاحي في النواحي الهجومية، لكنه يفتقد السرعة المطلوبة والقدرات الفاعلة في التغطية واسترجاع الكرة.
*ماديكي:* لاعب جيد جداً في المجهود والحركة وجيد في التغطية، ولكنه ضعيف نسبياً من حيث الفعالية الهجومية والافتكاك.
*ما ينطبق على ماديكي ينطبق على (صلاح عادل) مع أفضلية السرعة لصالح ماديكي.
*إيمي:* في رأيي، لاعب مثالي لطريقة إيبينجي. لاعب يمتلك الرؤية والعقل وسرعة التنقل بالكرة في الصناعة والتهديف، وعلى المستوى الدفاعي جيد جداً متى ما كُلِّف بذلك.
*أما روفا:* قريب من إيمي في النواحي الهجومية، لكنه ضعيف دفاعياً.

*رسالة إلى “العليقي”*

بالتالي يا العليقي، إذا قررت التجديد لفلوران وضربت بآراء كثير من الأهلاوية عرض الحائط، فلن نقول لك لن ندعمك، بل ندعمك وندعم المجلس والهلال في كل الظروف، فأنت رمانة هذا المجلس والدينامو المحرك، ونقدر مجهودك ومجهودات الرئيس وكل زملائك. ولكن، عليك أن تدرك أولاً ماهية مطلوبات خطة فلوران، إما أن تتوفر بدرجة (امتياز) وأهمها التعاقد مع لاعبين وسط بتلك المواصفات، أو الأفضل إقالة (فلوران)، فالتجربة أثبتت فشل فلوران في حل إشكالات الوسط على مدار الأعوام الثلاثة للأسباب المذكورة أعلاه.
تقبلوا تحياتي.