حروف زرقاء
✍🏼 أحمد عمر سوميت
وعد اللقيا بالجوهرة رغم ركام التحديات
في إحدى الليالي الهلالية بالأندلس، أنشد ابن خفاجة الأندلسي أجمل بيت شعري واصفاً للهلال، قائلاً:
واهتزَّ عطف الغصن من طربٍ بنا،
وافترَّ عن ثغر الهلال المُغرِّبِ،
فكأنه والحُسنُ مُقترِنٌ بهِ،
طوقٌ على بُردِ الغمامة مُذهَبِ.
هكذا هو هلال الأمة في موريتانيا اليوم. يحاكي في بهائه وجماله ليالي الأندلس وقرطبة في عهد عبد الرحمن الداخل على أرض الشناقيط. لقد حوّل لياليها إلى واحة من الضياء والأفراح طوال الموسم، بفضل الأداء الإبداعي للاعبيه الذين يدوزنون على إيقاع آلة “الوازا” الأفريقية و”التيدنيت”، وسط جمال مدينة ولاتة، وواحة ترجيت، ومحمية حوض أركين الوطنية على أرض الشيخة بيديه. استمر هذا الإبداع حتى مسك الختام، حيث تُوّج الفريق بدرع الصدارة الشرفي.
خالص الشكر لكل الشعب الموريتاني المضياف الذي قدم لهلال الأمة كل جميل، بل وبعض المستحيل، من كرم الضيافة والاحترام والحب. لقد زينتم جيد الهلال قبل أن تزينوه بتاج الدرع الشرفي. فلكم منا أطيب التحيات وأرقاها.
تحدي الجوهرة الزرقاء والوفاء بوعد اللقيا
يظل وعد اللقيا قائماً، ورد الجميل باقياً حتى ترتيب بيتنا الداخلي؛ حيث المكان هو الجوهرة الزرقاء. الزمان آتٍ لا محالة، مهما كانت متاريس الصعاب وتحديات الخراب كبيرة من تتار العصر “الجنجويد” في السودان. نحن أهل وفاء، وفي الوفاء حياة.
هنا يحضرني قول الشاعر أبي الطيب المتنبي: “خُلِقتُ ألوفاً، لو رجعتُ إلى الصِبا… لفارقتُ شيبي موجعَ القلبِ باكيا”. وتناجي مشاعر “الأهلة” (جماهير الهلال) بلقاء الجوهرة، وهي تردد همسات الحوت والقديل: “ويزور طيفك خيالي، ويبقى وعد اللقيا قرب، أصلو مغرم بي عيونك، وقلبي في بعدك معذب”.
نداء لتأهيل الجوهرة الزرقاء: مسؤولية مجلس الإدارة والأقطاب
تحية خاصة للهلالي والقطب العم محيي الدين مكي، وهو يلفت انتباه كل أهله بضرورة الاهتمام الفوري بتأهيل الجوهرة الزرقاء. هذا التأهيل يمثل تحدياً صعباً أمام مجلس الإدارة الحالي، ولا يحتمل التأخير أو الخمول.
المطلوب من مجلس الإدارة:
* تشكيل لجنة عاجلة لدراسة التأهيل:
يجب تشكيل لجنة فورية لدراسة تأهيل الاستاد وفق مواصفات ومتطلبات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف). وينبغي أن تبدأ خطواتها بالآتي:
* تقييم الأضرار: إعداد تقرير رسمي شامل لتقييم الأضرار وحجم الخسائر التي خلفتها مليشيا الجنجويد، تتار العصر، في حربها على الوطن. يجب تعميم هذا التقرير على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لنشره على أوسع نطاق ممكن.
* تسليم التقرير رسمياً: من الضروري تسليم نسخة رسمية من التقرير إلى رئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس السيادة، ورئيس مجلس الوزراء في السودان. هذا يضمن إضافة حجم خسائر الجوهرة الزرقاء إلى خسائر عموم أهل السودان، لتكون جزءاً من الملف الحقوقي للحكومة السودانية ضد الجنجويد وكل من ساندهم من دول وأفراد وشركات.
* اختيار شركة هندسية أجنبية متخصصة:
تكلف اللجنة باختيار شركة هندسية أجنبية متخصصة لعمل الخرائط والدراسات الهندسية اللازمة لتأهيل الاستاد وتقدير التكلفة المالية. يُحبذ الاستعانة بالشركة الصينية (NICOL) التي نفذت سابقاً مشروع تأهيل الاستاد وبناء الطابق الثاني في عهد الرئيس الكاردينال.
إن تأهيل الجوهرة الزرقاء هو واجب على كل “الأهلة”، وأولهم الأقطاب والإداريون السابقون.
تقبلوا تحياتي.
Share this content:
